حظيت الأمسية التي اختار الدكتور عبدالله العمري أن تكون مخصصة للحديث عن الكتاب النقدي للدكتورة حصة المفرح «ذاكرة النص.. توظيف التراث الأدبي في القصة القصيرة في الجزيرة العربية» بحضور عدد كبير لافت شُرعت فيها أبواب النقاش حول العمل وقيمته النقدية بعد تناول محورين سابقين ارتبطا بمفهوم النقد ونقد النقد، وعلاقة علم الاجتماع بالنقد. بدأت الأمسية التي أقيمت برعاية من الشريك الأدبي إحدى مبادرات وزارة الثقافة، في مساحة أشجار، أدارها الأستاذ سعد الأنصاري؛ الذي عرّف بالضيف وسيرته الأدبية؛ ليبدأ بعدها الدكتور العمري بالحديث عن المحاور المحددة في إعلان الأمسية بعد أن شكر الحضور ووزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والشريك الأدبي ومساحة أشجار. لم يستأثر الدكتور العمري بالحديث وفتح مجال النقاش، فالأمسية حوارية، كما أكد وحرص على أن يجسد هذا المفهوم عملياً بعد أن أكد على أهمية كتاب الدكتورة حصة واستحقاقه أن يحظى بمزيد من الدراسات، وكانت المداخلات تدور حول مفهوم النقد بين الأدب وعلم الاجتماع، وعلاقة النظام اللغوي بالنظام الاجتماعي، والحلقات الواصلة بين النقد بمختلف أنواعه وطبيعة تناوله للمنتج السردي وللقضايا الاجتماعية، وضرورة التفريق بين أدوات الناقد الأول والناقد الثاني والذي يمارس ما يسمى بنقد النقد ويستلزم قراءة تخصصية في الغالب وليست انطباعية. وجاءت مداخلة القاص القدير وأحد رموز القصة في المملكة العربية السعودية محمد الشقحاء لتكون الركيزة التي انطلقت منها عدة مداخلات للقاص المعروف خالد الداموك، والأستاذة بدور المالكي تدور في غالبها على تربع القصة السعودية على قمة الهرم الإبداعي القصصي العربي بجوار مثيلاتها في بعض الدول العربية، وتطورها مع حفاظها على بصمتها الإبداعية العربية الأمر الذي أكد عليه كذلك الدكتور العمري، والروائي أحمد السماري والقاص والمخرج المسرحي عبدالهادي القرني. وكان للأستاذة سارة القحطاني حضورها وتفاعلها مع طرح الدكتور العمري الذي كان يوجه تساؤلاته إلى كافة الحضور وفق طبيعة تخصصهم أو مهاراتهم العملية، ومن جانبها عبرت الكاتبة رند القحطاني على صفحتها في منصة إكس عن استفادتها الدائمة من طرح الدكتور العمري في الجوانب الأدبية والثقافية وربطها السلس بعلم الاجتماع، وكتب القاص المعروف خالد الداموك «تذكر د. العمري القصة بينما نسيها الآخرون». وفي جانب علاقة علم الاجتماع بالأدب، والتطور المتوازي بين المجالين تحدثت الدكتورة شيخة العمران عن جوانب مجتمعية تُرسم وتُصور من خلال العمل القصصي، وفي الجانب نفسه تحدثت الدكتورة منيرة الدريويش بما يعزز هذه الفكرة كما أضافت فكرة النظرية التفكيكية والعلاقة الترابطية بينها من وجهة النظر الأدبية ومن منظور علم الاجتماع. وأضاف الدكتور حسن القرني عدة نقاط جاءت على شكل تساؤلات بهدف خلق حراك فكري قد يسهم في امتداد آخر لمحاور الأمسية، وفي جانب الغلاف ومدى تعبيره عن المحتوى جاء توجيه السؤال من قبل الدكتور العمري لعدد من الفنانين التشكيليين ومنهم الدكتور ناصر الحبابي والأستاذ صالح الخليفة والأستاذة فوزية الشهري التي أكدت على رأي الدكتور العمري بأن الغلاف فعلياً جاء معبراً عن فكرة المحتوى ليشكل العتبة الأولى للعمل بالإضافة إلى عنوان الكتاب. وحظيت الأمسية بحضور عدد من المهتمين والأدباء، فالروائي القدير عبدالجبار الخليوي والأستاذة المثقفة العنود البقمي والناقدة فاتن، والأديب الدكتور أحمد القيسي، وعدد من الحضور المهتم بالفعاليات الثقافية. وقد كان لنا أثناء وبعد الأمسية حديث مع عدد من الإعلاميين والصحفيين، فالكاتب محمد العبدالوهاب والأستاذ ريان المطيري، والأستاذ بندر العويمري، والأستاذ عبدالمحسن السناني، والأستاذ عبدالمحسن العجمي؛ أبدوا إعجابهم الكبير وإشادتهم بطبيعة الأمسية وحسن اختيار الكتاب محل النقاش، وطريقة تبادل وجهات النظر والوقوف على محطات عدة من مسيرة القصة والأدب وعلم الاجتماع، وفي ختام الفعالية أكد مدير تحرير الشؤون الثقافية في جريدة «الرياض» الأستاذ عبدالله الحسني أن نشاط الدكتور عبدالله العمري في رسم خطوط بينية واضحة بين علم الاجتماع والثقافة والأدب جعله يحظى بمتابعة واهتمام عبر مقالاته التي تنشر في «الرياض» وغيرها من الوسائل الإعلامية، كما اعتبر الحسني أن تحقيق رؤية 2030 في جانبها الثقافي يعتبر أولوية ومشروعاً تحرص «الرياض» على أن تكون شريكاً فاعلاً فيه، ووزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة ومن خلال برنامج الشريك الأدبي تقوم بدورها الكبير، والجريدة تتبنى الاهتمام والمتابعة وإبراز كل فعاليات هذا البرنامج الثقافي المهم. د. عبدالله العمري والأستاذ سعد الأنصاري