العزيز لؤي ناظر، أهلاً وسهلاً بعودتك للاتحاد الذي سبق وأن ترأسته وهو على مشارف الهبوط وقاتلت بشجاعة لإنقاذه، حينها كنت تملك كاريزما الرؤساء الذين نعرفهم ونؤمن بهم، واستطعت أن تعيد تنظيم غرفة الملابس المبعثرة وتوحد كلمة اللاعبين وتكسب احترام المحترفين الذي استغلوا الفراغ الإداري وانتهكوا حرمة الكيان وقيمة الشعار، المشهد اليوم لا يختلف كثيراً، مكرر ومليء بالكوارث لن تستلم فريقا مهددا بالهبوط، لكنه خسر من كبار الدوري ونجوم الشباك. لقد خسر لأول مرة في تاريخه من منافسيه ذهاباً وإياباً، وخسر من نفس الخصم في سبع لقاءات، وغادر كل البطولات وهذه بحد ذاتها كارثة لم نعش لنراها ولا ننتمي لنتعايش معها تفشى الوهن، وغابت الشخصية وماتت الروح وانتهت الرغبة، قُتل كل جميل، ومات كل نجم، وطُمس كل منجز وخفت كل بريق، الوضع اليوم أشبه بمدينة انهكها القصف ونزح عنها السكان، نزحت الجماهير حين تقهقرت وغابت حين فقدت التقدير، فأعد إليها تقديرها. استبشارها ببضع حروفك ليس جوعا ولا عطشا ولا سعادة غريق ينتظر طوق النجاة، هي نافذة أمل فُتحت ولا تنتظر الخذلان، فالاتحاد لا يقبل النجاة ولا الترميم، شموخه في إعادته للمنصات ومن الباب الكبير. الفوز في اللقاءات الكبرى ليس غاية، والقبض على بطولة كأس ليس هدف، وإنتاج اللاعبين لبيعهم ليس سياسة منتظرة، واستقطاب أشباه اللاعبين بأسعار فلكية والاحتفاظ بهم لعدم وجود أندية ترغب بالتعاقد معهم ليس عملا، واستقطاب النجوم لقضاء فترة نقاهة في النادي ليس وفاء، والتفوق على الإدارات الفاشلة ليس نجاحا، والسعادة بتخطي كوارثهم ليس إنجازا، والتباهي بالعودة بسبب المطالبات الشعبية ليست مقياسا. سعادة الجماهير مؤقتة، وصبرهم محدود على ناديهم المفقود النادي اليوم بلا رئيس، وبلا صوت ينتزع حقوقه، وبلا قائد يعيد ترتيب صفوفه، وبلا مدرب يعيد صياغة هيبته، وبلا استراتيجية تبرز شخصية النادي وتستثمر في مدرجه و تعيده للواجهة هدفاً لكل النجوم، أنت اليوم مطالب بترسيخ مبدأ الاتحاد أولاً، فوق اللاعبين، والإداريين، والربح المالي والبهرجة الإعلامية. الحفاظ على نجوم النادي القادرين على بذل الجهد لإسعاد الجماهير، والبحث عن مدرب قادر على فرض سطوته وشخصيته، وإعادة تنظيم الطاقم الطبي الذي عبث باللاعبين وعجز عن إعداد فريق قادر على خوض المنافسات الكبرى بجُل لاعبيه هو أهم ما ننتظره. حضورك الإعلامي وتعاطيك مع المشهد الجماهيري لا يهم المشجع ولا نخشاه لما تملك من كاريزما الحضور ومهارة التواصل، لكن العمل وحده من يرفع من أسهمك ويزيد من قبول حضورك ويساهم في تخليد أسمك بين قائمة الرؤساء الذهبيين، فالمشهد لا يحتمل الحضور الفارغ ولا الحديث المنمق الخالي من العمل. أنت اليوم تعود لاستلام نادي أرهقه الوهن، فاجتهد لأن تعيد له شموخه وهيبته وشخصيته المفقودة، نحن معك وندعمك، متى ماكان الاتحاد أولاً فوق كل كبير وأعلى من كل متسيد وشرفاً لكل منتمي وفخراً لكل عاشق وعقبة أمام كل منافس، لا تنسى أخطاء التجارب السابقة، ولا تتجاوز تجربة عبدالفتاح ناظر "رحمه الله" الذهبية، ففيها من الدروس ما يغنيك عن استشارة الخبراء وقصص العظماء، فحسبنا منك أن تقود الاتحاد بإخلاصه وخبرته وسيرته الخالدة، وحسبك منّا أن نراه في حضورك وشخصيتك. عماد الحمراني