الاتحاد ذهب بعيداً.. أبعد مما يتصور البعض أو يحاول أن يعيده إلى قالب تخلص منه على المستوى الشرفي والرئاسي للنادي. تغير كل شيء في هذا النادي الثمانيني طعماً ولوناً ورائحة وشخصية.. حتى على مستوى الرئاسة لم يعد يقبل مجرد محب / أو مقتدر تنازل مرغماً بعد حب الخشوم لتولي قيادته فهو زمن قد ولىّ. ولم يعد يقبل حتى من يأتي طائعاً أو طامعاً في ذلك الكرسي الملتهب في أشهر نادي شعبي، لقد رسمت السنوات الماضية (كاريزما) خاصة بمواصفات الرئيس المقبل.. لن تقل عن ما كان يقدمه منصور البلوي، ليس من قدرة مالية فقط.. بل من (هيبة) في ما له وما عليه.. وفيما يجعل ناديهم كبيراً ومنافساً وبطلاً.. يسهل عليه تحقيق أحلام أقل مشجعيه في مشاهدة أفضل المحترفين الأجانب.. وأبرز اللاعبين المحليين.. وصعوبة التفريط في نجم من نجومه تحت قاعدة البلوي الشهيرة: (من يريد الاتحاد.. لن نفرط به مهما كان الثمن). قد يرى بعض أو كُثر من المنافسين للاتحاد.. ما يؤخذ على منصور.. ولكن في الاتحاد يرونه (نموذجاً) ترسم على حدود عشقه معنى وجمال.. بهاء وأبهة اتحادهم. البلوي ربما يكون قد ظلم نفسه بهذه (الكاريزما) التي كلفته الكثير.. لكنه جعلها صعبة على من بعده.. وصعبة على جماهير ناديه تقبل ما هو أقل من جرأتها في تعزيز الكيان الأصفر والأسود دون القمة والمجد والقوة المالية والتنافسية. أحترم مثل كثر من الاتحاديين جميع المتقدمين للمنافسة على كرسي الرئاسة الاتحادي الذي يتكئ على ثلاثة أرجل دون كراسي بقية الأندية.. وقد يكون أحدهم لديه المال مثل البلوي.. لكن ليس لديه (كاريزما) منصور التي عشقها أنصار النادي.. فأصبحا الاثنان وجهان لعملة واحدة اسمها (الاتحاد).