يمثل الرئيس الاتحادي الأسبق أحمد مسعود أحد الأرقام الشاهقة في التاريخ الاتحادي، إذ حقق النادي في عهد رئاسته كما من الاعتبارات الخالدة، وسجل وجودا لا يمكن أن تغفله إدراجات التاريخ .. ولأن أبا عمر ظل مطلبا مهما في كل الأوقات يظل السؤال قائما عن مرئياته حيال ما يحدث في الاتحاد، وقد عرف بشفافية لا تقبل الجدل، وهو خير من يسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، رافضا أسلوب المواربة، وهنا تحدث عن الكثير من أموار الاتحاد «البيت الأصفر» عبر «عكاظ»، مبتدئا بالاجتماع الشرفي المزمع عقده اليوم، ورأيه فيما يحدث على الساحة الاتحادية،وما يحتاجه هذا النادي (الثمانيني) حتى يكون بكامل عافيته في المنافسات المحلية والقارية، كما تطرق إلى النوعية التي يحتاجها النادي قياديا، وفصل في حال فريق القدم، فماذا قال الرئيس الذهبي بين السطور التالية: • بداية.. ماذا عن اجتماع اليوم هل ستكون ضمن حاضريه ؟ • لا لن احضر. • لماذا تسجل هذا الغياب في مثل هذا الوقت المهم؟ • لأنني بصراحة تامة لست عضو شرف، وعضو الشرف لا بد أن يكون مسددا لرسوم عضويته. • أيعقل أن لا يسدد أحمد مسعود رسوم عضويته الشرفية؟ • المسألة ببساطة تحتاج إلى تقنين وتوضيح، لأن القرار بشأن إعادة قيمة العضوية الشرفية لوضعها السابق (2500) ريال والسؤال قائم حول جزئية (السداد بأثر رجعي) وفي ظني أنه محور غامض وتدور حوله علامة استفهام غريبة، مفادها أن المجلس الشرفي ملغى منذ سنوات، فكيف يتم السداد بأثر رجعي، واعتقد بأن الرئاسة يجب أن توضح الأمر حتى يتمكن الأعضاء من السداد قبل انعقاد اجتماع أعضاء الشرف باعتبار امتناعهم في الفترة الماضية عن السداد للمبالغة في أرقام قيمة العضوية، إذ بلغت (100) ألف ريال بقرار همش فيه أعضاء الشرف، ما أفضى إلى ابتعادهم عن النادي وأنا واحد من هؤلاء، ما يعني افتقاد هذا المجلس إلى شرعيته طيلة السنوات الماضية، وبالمناسبة هو أقل من العدد القانوني، فلا يصل عد أعضاؤه حاليا أكثر من 22 عضوا. والأمر الآخر في قرار تحديد قيمة العضوية الشرفية الجديدة برقم أقل من العضوية القديمة، وهي لأشخاص خدموا النادي وبالتالي يفترض أن ينال القدماء الأفضلية، وكل هذه المتغيرات جاءت من خارج أعضاء الشرف بمعنى أنه لم يؤخذ رأيهم فيها. • لكن الإدارة الحالية تود اتخاذ خطوات تصحيحية في هذا المنحى؟ • حقيقة.. هي خطوة محمودة تحسب للأمير طلال بن منصور، وبالتأكيد هو أحد أكثر من يهمه لم الشمل الاتحادي، وكذا الأمر لإدارة النادي الحالية، غير أن ثمة أخطاء حتى في طريقة الدعوة للاجتماع، فنحن لم توجه لنا دعوة ولم يصدر إعلان محدد من الإدارة بهذا الشأن، والمسألة جاءت على عجالة وزع على الإعلام ونشر باجتهادات شخصية، فالذي كان ينبغي فعله هو إظهار اهتمام أكبر بأعضاء الشرف حتى يكون هناك تجاوب ملموس من خلال الإعلان الرسمي من قبل إدارة بن داخل بصيغة إعلانية وفي عدد من الصحف توضح كل شيء. •هل تتفق مع مقولة أن المجلس الشرفي الاتحادي فقد هيبته ؟ • نعم .. وبكل تأكيد. غياب الاعتبارية • ما هو السبب في نظركم؟ • غياب الأسماء الاعتبارية يفقد المجلس الشرفي هيبته، وحضور الأسماء (غير الفعالة) يفض بالمجلس أن يكون غير فعال، ومن يحظون بهيبة كبيرة هم من يحملون الاحترام والتقدير لبعضهم البعض ولا يوجد أحد منهم ينتقص من قيمة آخر على مدار السنوات الطويلة، دون وجود آلية أو نظام أو قانون يحكم العلاقة، وإنما كان هناك ما هو أقوى وهو «عرف» فعال ساهم في تنشيط دعم الأعضاء لخدمة الاتحاد وحقق أكثر مما حققه النظام، وبالتالي هيبة الأعضاء كان لها دور إيجابي في معالجة قضايا النادي سواء الإدارية والفنية، وكانت الإدارات المتعاقبة على النادي تقدر هذا العرف وتحترمه، واليوم أعتقد أن كل هذه المثاليات اختفت. • وكيف للهيبة أن تعود؟ • حتى تعود الهيبة والتقدير لأبد أن يكون هناك اختيار جماعي للرئيس الشرفي، ويكون ذا شخصية تحظى باحترام وتقدير كبير من الأعضاء ويستطيع الرئيس بحنكته احتواء الخلافات بين الأعضاء ويتحمل الإشكاليات، من أجل قيادة السفينة الاتحادية إلى بر الأمان. • إذا كان عدد الأعضاء يقف عن الرقم (16) فمن الذي سيختار؟ • نعم .. هي معضلة، ويجب على إدارة بن داخل أن تتحرك لحلها، وتخلق السبل الكفيلة بإعادة المياه إلى مجاريها، لأن الاتحاد هو الخاسر من ابتعاد هؤلاء الأعضاء. ارتياح عام • هل ثمة مبالغة في الأمر .. وأصبح المجلس الشرفي إحدى مشاكل الأندية ؟ • لا أحد ينكر دور أعضاء الشرف فيما تحقق للاتحاد،وظني كبير أن المناخ الرياضي سيتغير بتغير معطيات الأندية وفهمها لتطور وكرة القدم بصورتها الجديدة، وعلى ضوء هذا التغيرلن تكون الأندية بحاجة إلى مجلس شرفي، بعد ما فتحت فرص الاستثمار وأصبحت الأندية تتكلم عن موارد دخل متنوعة من خارج نطاق أعضاء الشرف، وبالتالي سيكون الدعم المادي متوفرا واللاعبون في ارتياح دائم، وسيمكن الاستغناء عن دعم أعضاء الشرف تدريجيا. • هل نفهم من حديثك أن الاتحاد ليس بحاجة للأعضاء شرف؟ • نعم.. اعتقد بأنه ليس هناك داع لأعضاء الشرف في حالة غياب العرف السابق الذي كان عليه، وحيث كان يملك العضو حق محاسبة الإدارة، فيما انحصر الدور في الدفع المادي فقط وإذا لم تدفع فأنت لست عضو شرف، أو أن تدفع بصم، بل وصل الأمر إلى تجسيد شخصية الشرفي على أنه مشكلة للنادي. • كيف تقيم نادي الاتحاد هذا الموسم؟ • لا بد أن نعرف الهدف الذي وضعته الإدارة قبل بداية الموسم وما هو الهدف الذي سعت إليه، فالمنافسة على تحقيق البطولات لها ثمن، وإذا ما كان الهدف (ماليا) فالأمر له تقيم خاص، والمعضلة الحقيقية أننا نعاني من مشكلة التفكير بعقلية الهواة، وبهذا النهج لن نخرج من جلباب الرؤساء الهواة، إلا بالوصول بالنادي إلى ناد تجاري بمعنى للنادي مالك أو ملاك لهذه المنشأة التجارية التي تبحث عن مكاسب بالدرجة الأولى، وعدا ذلك تظل الأمور ماشية ب(البركة) بينما علينا تغيير ذلك. ضعف إداري • أيعني كلامك أنك ترى ضعفا يعتري الإدارة الحالية؟ • بالتأكيد .. والسبب أنه في السابق كان اختيار الرئيس وأعضاء مجلس إدارته من اختصاص هيئة أعضاء الشرف بحيث الرئيس الشرفي يشكل مجموعة من أهل الثقة تنوب عن الجميع تختار الرئيس وأعضاء مجلس إدارته ويفضل اختيار أكثر من اسم، ومن ثم الدخول في الجمعية العمومية ليتم انتخاب احدهم. • هل نفهم من كلامك أن اختيار إدارات الاتحاد عبر الجمعية العمومية عليها ملاحظات من وجهة نظرك؟ • سيناريو الجمعية العمومية سليم ووفق الأنظمة، لكني اعتقد بأن الطريق المؤدية للجمعية العمومية غير سليم، فلو نظرنا إلى الأعضاء الذين صوتوا في الجمعية هم إما عضو شرف أو عضو عامل، فعضو الشرف لا جدال عليه، أما العضو العامل يحتاج إلى تزكية حتى يدخل الجمعية فهل حصل على ذلك. • ما هي الأسباب التي جعلت أعضاء شرف الاتحاد متنافرين؟ • ليس هناك تنافر، وغالبية أعضاء الشرف متماسكون ولا يزال العرف القديم يسود علاقاتهم. • ترأست لجنة تقصي الحقائق للأوضاع المالية لنادي الاتحاد قبل أربع سنوات من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب فماذا وجدت آنذاك؟ • اللجنة شكلت من الرئيس العام آنذاك وقامت بإعمالها ورفعت للرئيس العام وانتهت المهمة وما يحدث بعد ذلك ليس لي علاقة به والخوض فيه (خط أحمر). كاريزما مفقودة • من وجهة نظركم من هو الرئيس الأنسب لنادي الاتحاد في الوقت الحالي؟ • محمد بن داخل يقوم بجهود كبيرة وفق الظروف التي يعيشها النادي، لكن ما يحتاجه النادي رئيسا ذا مواصفات قيادية ويمتلك (كاريزما) وهو أمر مفقود في كل الأسماء المطروحة حاليا. • وفي ظنك من يكون؟ • كثيرون.. لكن هناك شخصيات مرت على الاتحاد ذات كاريزما واضحة، مثل إبراهيم افندي، ويوسف الطويل ود. عبد الفتاح ناظر (يرحمهما الله) وأحمد فتيحي، ومنصور البلوي، وطلعت لامي، وكل هؤلاء أصحاب شخصيات قيادية. • أحمد مسعود يربط حضوره للمناسبات بحضور أعضاء مجلس إدارته.. هل هو نوع من فرد العضلات أم ماذا؟ • حقيقة لا انظر لمثل هذه الأمور بقدر ما هو علاقة قوية تربطني بهؤلاء الأعضاء الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة في الاتحاد، أما السر في ذلك فاعتقد بأنني حريص دوما على اختيار أعضاء أفضل مني حسب تخصصاتهم وهذا سر النجاح فقط، ولم يكن الاختيار من باب تكملة العدد، كما أن هناك هدفا مشتركا وهو خدمة الاتحاد حبا في الشعار، ولم تكن لدينا أهداف خاصة. لا خلافات • ما هي حقيقة خلافك مع سالم بن محفوظ ؟ • لا يوجد خلاف إطلاقا ولم أفكر في يوم من الأيام أن يكون هناك خلاف بالذات مع سالم بن محفوظ.. فعلاقتنا قوية جدا مهما حاولت الصحافة التأثير عليها. • كيف ترى الفريق الاتحادي في المستقبل؟ • يحتاج الفريق إلى غربلة على الصعيدين الأجنبي والمحلي، و لابد أن يعتمد على الشباب الصاعدين مع الاحتفاظ باللاعبين القادرين على العطاء فقط، واعتقد بأن الإدارة أحسنت صنعا بالإبقاء على سعود كريري فهو اللاعب المحترف بمعنى الكلمة. • ما رأيك في قضية الكؤوس المسروقة؟ • أنا ضد مقولة كؤوس مسروقة، بل نقول هي كؤوس مفقودة، لأنها لم تخرج من النادي عن طريق شخص (سارق) وإنما خرجت عن طريق أناس موثوق بهم سواء كانوا لاعبين، أو إداريين أو شرفيين، وبالتالي تنقلت الكؤوس بين هؤلاء بهدف التصوير فقط، ومن ثم فقدت لافتقاد عنصر المتابعة من الجهاز الإداري للفريق الذي يفترض أن يسأل ويطمئن على الكأس حتى تعود للنادي، بما يعني أن إهمالا حاصلا في هذا المنحى. • كلمة أخيرة ؟ • اتمنى كل التوفيق لنادي الاتحاد كما اتمنى أن تتحول الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة تهتم بشؤون الشباب، كما اتمنى أن يزيد عدد الأندية لأضعاف الموجود حاليا.