يسترجع عضو شرف نادي الوحدة ونجمه الدولي السابق عبدالله خوقير ذكرياته في رمضان على نحو خاص، إذ لا يفارقه مشهد طوابير الفول اليومية في أشهر مطاعمها الشعبية ويعيد إليه الحنين إلى أيام الطفولة القديمة، ويصر في حديثه ل«عكاظ» على أن خصوصية المكان سمة اختص الله بها أهل مكة بفضله جعلت للشهر الفضيل نكهة فريدة تجتمع فيها الروحانية والتراحم الاجتماعي، ويروي بعضا من ذكرياته مع والده وبعض الأصدقاء في الحارة في السطور التالية متناولا واقع الكرة السعودية ودور الهولندي فرانك رايكارد في ما وصل إليه المنتخب الأول، إضافة إلى جملة من التفاصيل ننشرها لكم فيما يلي: ماذا يعني لك رمضان، ومتى بدأت علاقتك بالصيام؟ - رمضان بالنسبة لنا شهر تكثر فيه البركة والخير وتعزز الروح بصفاء الإيمان بالله ولذة الامتثال لأوامره، وله نكهة خاصة لنا جميعا سيما نحن في مكةالمكرمة ونحن نلمس توافد المعتمرين وزوار المسجد الحرام نسأل الله أن يعيده على المسلمين بالخير والبركات. وبالنسبة للصيام فقد بدأته منذ أن كان عمري عشر سنوات وبذلت قبلها جهدا كبيرا للتدرج فيه. تمر بالذكراة بعض المواقف التي ارتبطت برمضان، ماذا تتذكر منها؟ - هناك الكثير من المواقف، لكن تبقى بعضها عالقة في الذهن ولن أنسى ذكرياتي مع الوالد في مكةالمكرمة، حينما نتجه للسوق كل يوم ما بين العصر والمغرب لشراء الفول فتجد الجميع متواجدا وغالبا ما يكون بينهم أبناؤهم معهم داخل الطابور، في منظر جميل يخفق له القلب كلما شاهدت مثله الآن، إذ كان الجميع يتحدثون مع بعضهم دون سابق معرفة وهذه من فضائل رمضان، وأسهمت النهضة العمرانية الحديثة في مكة في تقلص مثل هذه المواقف الجميلة. كيف هو برنامجك اليومي خلال هذا الشهر؟ - أقضي جله في العبادة من فضل الله وزيارة الأصدقاء وأقوم بقراءة القرآن في بعض الأوقات داخل الحرم، وأوزع بقية الوقت في الجلوس مع الأهل ثم التوجه لمكتبي الخاص عقب صلاة التراويح، وأقضي بقية الوقت مع الأصدقاء ونتناول وجبات مكاوية خفيفة. هل تتابع الدورات الرمضانية؟ - ليس كثيرا لأنها بصراحة لم تعد بالقوة التي كانت عليها سابقا، حيث كانت تشهد تنافسا مثيرا من جميع الفرق التي تأتي لمكة، سواء من الطائف أو جدة، بهدف التنافس على تحقيق البطولة، وتبقى بطولة سانتوس والبحر من الدورات التي لا تنسى، فقد كانت تحظى بحضور جماهيري غفير. هل تذكر أول دورة رمضانية شاركت بها ومن فاز بكأسها؟ - دورة الخدمة الاجتماعية في مكةالمكرمة وحققنا لقبها، وكان فريقنا يدعى ببراعم مكة، وكان الزي الخاص به اللون الأصفر والأسود وهو زي الاتحاد المعروف. وماذا عن آخر دورة رمضانية؟ - كانت دورة قوة الحج والمواسم وتحظى بحضور جماهيري جيد. ما هي البرامج الرمضانية التي تتابعها حاليا؟ - لا وقت للمشاهدة، لكن متى ما سنحت لي الفرصة أتابع برنامج ثعلب الصحراء في قناة الحياة للممثل رامز جلال. ماذا عن تويتر، أين هو من يومياتك؟ - لا وقت لدي في واقع الحال ومتابعتي له ضعيفة جدا، وأتابع التغريدات في فترات متقطعة، وعندما يكون هناك موضوع متناول على مستوى واسع، ولكن تزعجني بعض التغريدات المسيئة التي لا تستحق المتابعة، وعلينا أن نراعي الله فيما نكتب، وديننا وأخلاقنا لا تسمح بالإساءة للآخرين وانتحال شخصياتهم. لو كان القرار لك هل ستلغي مثل هذه التغريدات؟ - نعم، سيما إذا كانت تضر بالناس وتخدش الذوق العام، بل وألغي حسابات هؤلاء المسيئين. هل تحرص على قراءة الصحف في رمضان؟ - بدون مجاملة صحيفتي المفضلة «عكاظ»، وهي وجبة يومية لا أستغني عنها. ما رأيك في المدرب ريكارد وهل استحق المنتخب المركز 101 عالميا؟ - ريكارد ليس مقنعا لي حتى الآن، وما يحدث للمنتخب السعودي من إحلال عشوائي وعدم وضوح رؤية فنية سبب المزيد من المشاكل للكرة السعودية، والمطلوب منه عمل جاد ومنظم وهدف محدد وعليه الوقوف على معالجة الأخطاء ووضع الخطط التي تخدم الأخضر السعودي ليستعيد هيبته الفنية المفقودة ويحصد مركزا أفضل من المركز الذي حصده مؤخرا، والذي لم يكن يفترض أن نكون فيه. كيف يعود منتخبنا لوهجه السابق؟ - بالوضوح والابتعاد عن المجاملات، ومع الأسف أصبح وضعنا متراجعا وبات هدفنا عودة المنتخب لمستواه الفني في المرحلة المقبلة، بعد أن أصبح يخسر من سوريا والأردن والفرق التي كنا نكسبها بسهولة في وقت سابق وبنتائج قياسية. تألق جيل منتخبنا الوطني في مونديال العام 94، هل بات من الصعوبة أن يتكرر؟ - لم يكن تألقهم صدفة أو من قبيل الحظ، بل هو نتاج عمل وتعزز بالروح، فنجوم المنتخب السعودي في ذلك الوقت قدموا مستويات فنية رائعة قادتهم للمحفل العالمي للمرة الأولى في تاريخ الكرة السعودي، ومن الصعب القول إن ما حدث صدفة لن تتكرر، فقد كان له كاريزما خاصة، وأتمنى أن تعود تلك المعايير ليتكرر ذلك الجيل. هل ترى أن كثرة المعسكرات لعبت دورا كبيرا في إخفاقات الأخضر؟ - أي معسكر لا تتم الاستفادة منه فنيا من الطبيعي أن تكون نتيجته الإخفاق، ولكن تبقى المعسكرات مهمة وتحتاج لرجل قيادي يطبق مبدأ المساواة بين جميع اللاعبين. ما رأيك في المشاركات الخارجية للفرق السعودية؟ - مع احترامي للجميع فالاتحاد الوحيد الذي نجح في تحقيق كأس دوري أبطال آسيا بنسخته الحالية، ونتمنى أن توفق جميع الأندية التي ستشارك في الأدوار النهائية للبطولة، لكنني أجد أن هوية الاتحاد في آسيا تجعله من أقرب المرشحين. كيف تقيم البطولات العربية وهل أنت مع عودتها؟ - على هذا النحو الذي نشاهده بطبيعة الحال لا وهي لا تعدو كونها خسائر مادية بلا أي مكاسب فنية. من ستدعو اليوم لتناول الإفطار معك؟ - رئيس الوحدة السابق جمال تونسي وهلال أبولبن ورئيس رابطة الجماهير الوحداوية عاطي الموركي.