هل انطفأ ضياء الأحرف فعلاً؟ أم أدارت الكلمات عمامة الحزن على رأسها حزناً على رحيل بدر المعاني عن سماء القصيد؟ بعد أن غيب الموت رجل الكلمة الرشيقة والعبارة الأنيقة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود - يرحمه الله - أحد أبرز رواد الساحة الشعرية السعودية، والذي تغنت بجميل أشعاره العديد من الأصوات السعودية والخليجية. الأمير البدر في قيمته والمتواضع في قامته، والذي تربع على عرش قلوب محبيه بلا استئذان مسبق، بل عرج إليهم بعذوبة حروفه التي امتازت بقوة الوصف وعمق المعنى. وقد جمع - رحمه الله - بين الثقافة والأصالة والبساطة في تشكيل بنات أفكاره وتلك معادلة شاقة في ميزان أي شاعر، ولم تصعب عليه لولعه الشديد بالشعر وإيصال عميق إحساسه إلينا. حتى أضحى شعره كعنقود عنب يتدلى على شرفات متذوقي الشعر وعشاقه، يقطفون منه ما لذ وطاب ليطربوا مسامعهم ويحلقوا في عالم ذي شجون. وقد اشتعل رأس الشارع العربي شيباً بعد خبر وفاته، حيث نعى الكثير من عشاق البدر رحيله بشعره وكأنهم يدركون أن الفراق آت لا محالة، وأن الكلمات هي عزاء الفقد لمن رحل. رحم الله من سَلّحَ قصيده ليدافع عن حب وطنه وفخره به، ويمر مرور العابدين العابرين بتلك النفوس العجاف التي أهلكتها عواصف الظروف ليربت على أكتافهم بروح صادقة.. رحم الله بدر القصيد.