شن الطيران الإسرائيلي، سلسلة غارات على رفح، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها ال 213، فيما تواصلت في العاصمة المصرية القاهرة مفاوضات صفقة التبادل. وواصل الجيش الإسرائيلي القصف الجوي والبري لمناطق مختلفة في القطاع، بينما استهدفت المدفعية الإسرائيلية مربعات سكنية ومناطق مأهولة، ما أوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى خلال ال24 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة إلى 34654 شهيدا و77908 مصابين وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة بالقطاع. «الجامعات» فضاء لقمع الصوت الفلسطيني وتصاعدت المظاهرات في المدن الإسرائيلية، للمطالبة بإتمام صفقة تبادل تفضي بإعادة المختطفين، وسط حراك سياسي مكثف في العاصمة المصرية القاهرة، على صعيد المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل. وفي وقت وصل إلى القاهرة وفد حماس ومسؤولون قطريون وأميركيون لبدء جولة جديدة من المفاوضات، رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إرسال وفد بلاده وجدد رفضه إنهاء الحرب على قطاع غزة، رغم ضغوط واشنطن عليه لإرسال وفد إسرائيل إلى القاهرة. وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي، إن هناك فرصة حقيقية لإجبار نتنياهو وحكومته المتطرفة على وقف حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا ما يريده العالم بأسره. وأكد البرغوثي، ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم لتنفيذ تبادل جدي للأسرى، وخروج كامل لجيش الاحتلال من القطاع وفتح الطرق لعودة المهجرين إلى منازلهم ومناطقهم في شمال عزة. كما أكد البرغوثي، أن الاحتلال فشل في تحقيق هدف عدوانه الرئيس بالتطهير العرقي لسكان قطاع غزة، بفضل صمودهم وبسالتهم، ويجب بعد إنهاء العدوان شن حملة عالمية لإجبار الاحتلال على دفع تعويضات عن الدمار الهائل و الجرائم التي ارتكبها. وقال البرغوثي إن كل الشعب الفلسطيني يشيد بالثورة الشبابية العالمية، وخصوصا في الولاياتالمتحدة ضد جرائم الحرب الإسرائيلية ونصرة للشعب الفلسطيني، وعبر عن استهجانه لما تقوم به الشرطة الأميركية من قمع لاعتصامات الطلبة، فيما يمثل اعتداء على حرية الرأي وحقوق الإنسان، وسماحها لعصابات من المتطرفين بالاعتداء على الشباب المتظاهرين، وأكد البرغوثي أن الاعتداءات لن تكسر إرادة الشباب المنتفضين، بل تتحول حركتهم، التي أصبحت عالمية، ولا سابق لها منذ حرب فيتنام، إلى أوسع حركة لفرض العقوبات والمقاطعة ضد الاحتلال ونظام الأبرتهايد العنصري. وقال البرغوثي إنه ما من قوة في الكون قادرة بعد اليوم على وقف النضال الفلسطيني والعالمي من أجل الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني، وفق تعبيره. من جهته قال رئيس المعارضة الاسرائيلية، يائير لبيد، خلال مشاركته في المظاهرة بتل أبيب، إنه "لا يوجد شيء اسمه انتصار دون صفقة وعودة المختطفين. بدلا من كل الرسائل السخيفة تحت مسمى مصدر سياسي، على نتنياهو أن يرسل الفريق المفاوض إلى القاهرة، ويقول لهم ألا يعودوا من دون صفقة وعودة المختطفين". وأضاف "ليس هناك مهمة أخرى ولا ما يجب القيام به. 'ييش عتيد' وعدت وستنفذ وسنكون شبكة أمان كاملة لإتمام هذه الصفقة". وتظاهر المئات قبالة منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في قيسارية للمطالبة بانتخابات، كما احتج المئات على مفرق "كركور" في شارع 65 للمطالبة بصفقة تبادل أسرى. كما تظاهر الآلاف في القدسالمحتلة وبئر السبع ونتانيا ورعنانا ضد حكومة نتنياهو وللمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى. اجتياح فوري لرفح دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى الإسراع في شن الهجوم المقرر للاحتلال على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، مشددا على رفضه لاتفاق حول تبادل الأسرى مع حركة حماس، قد يؤدي إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. الاحتلال بين فوائد الحرب وتكاليفها وفي ظل الاتهامات المتصاعدة الموجهة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه يسعى إلى إفشال جهود التوصل إلى صفقة، لإطالة أمد الحرب لأهداف سياسية، وفي ظل الحديث عن "تفاؤل حذر" لدى الوسطاء من إمكانية إحراز تقدم في المحادثات التي تستضيفها القاهرة، شدد سموتريتش على أن الأولوية تبقى لاجتياح رفح. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلي مطلعة على المحادثات قولها إن "المؤشرات ليست جيدة، هناك تقارير متفائلة للغاية في مصر وكأن حماس توافق على كل شيء باستثناء بعض البنود، وفي إسرائيل يقولون بكل وضوح: هناك شعور بأن المصريين يحاولون رسم صورة أكثر وردية، من تلك الموجودة بالواقع". وقال سموتريتش إن "الحكومة الإسرائيلية لديها تفويض واحد فقط وهو الانتصار"؛ واعتبر أن "صفقة انهزامية من شأنها أن تنهي الحرب دون تحقيق النصر المطلق هي كارثة"، وختم بالدعوة إلى اجتياح "رفح فورا"، علما بأن نتنياهو قرر عدم إيفاد المفاوضين الإسرائيليين للمشاركة في محادثات القاهرة، رغم الضغوط الأميركية. وكشفت القناة 12، أن نتنياهو لم يدع الوزيرين في كابينيت الحرب، بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، للمشاركة في المداولات التي تقرر خلالها عدم إيفاد المفاوضين الإسرائيليين إلى القاهرة، وكشفت القناة أن مكتب نتنياهو قدم إحاطات صحافية على لسان "مسؤول سياسي رفيع" شدد فيها على أن إسرائيل لن تتنازل عن اجتياح رفح ولن توافق على إنهاء الحرب. بدوره، رحب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بقرار نتنياهو بشأن عدم إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، وقال في بيان مقتضب، "أرحب بقرار رئيس الحكومة بعدم إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة. وآمل أن يفي أيضا بالالتزامات الأخرى التي قطعها لي في الاجتماع الذي عقده معي الأسبوع الماضي: لا للصفقة، نعم لرفح". ولوّح ين غفير بإسقاط الحكومة في حال لم يَفِ نتنياهو بالالتزامات التي تعهد له بها، وقال: "رئيس الحكومة يعرف جيدًا ثمن عدم الوفاء بهذه الالتزامات". وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، في لقاء مع القناة 12 الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي نشر فرقتين عسكريّتين بالقرب من رفح تمهيدًا لعملية عسكرية محتملة هناك. وادّعى هنغبي أن القرار بشن عملية عسكرية في رفح اتخذ بالفعل، وأن واشنطن على علم بالخطط الإسرائيلية بهذا الشأن.من جهة أخرى، قال المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، نقلا عن مصادر وصفها ب"المطلعة"، إن العملية العسكرية المحتملة في رفح ستكون محدودة ولا تشبه عمليتي غزة أو خانيونس، وإنها ستكون على شكل مداهمات بسبب عدد المدنيين الكبير في رفح والضغوط الأميركية. .