رغم بدايته المتأخرة في عالم كرة القدم ورغم عدم تدرجه في الفئات السنية لنادي الهلال، نفض سالم الدوسري غبار ملاعب الحواري وانطلق سريعًا ليشق مسيرته التاريخية مع فريقه الهلال ومع منتخب بلاده السعودية، كاتبًا قصة نجاح عظيمة توجها بتحقيقه لجائزة أفضل لاعب آسيوي، وبتحقيقه كذلك للعديد من المنجزات مع الهلال. بداية نجم بدأ سالم مسيرته الاحترافية بصورة غير عادية أكدت أن الجودة التي يمتلكها هذا اللاعب تختلف تمامًا عن الجودة والعقلية السائدة لدى اللاعبين المحليين، فمنذ الظهور الأول له مع فريقه الهلال بالتحديد يوم 24 نوفمبر من عام 2011 أكد الدوسري على صحة تلك النظرة، حيث نزل بديلًا في ذلك اليوم في مباراة تعد من المباريات الصعبة على كبار اللاعبين وهي مباراة الدربي التي لا تعتبر مباراة عابرة مهما كانت أهميتها في موسم الفريق، نزل الدوسري ولم يحتاج إلا ل 12 دقيقة حتى يكتب التاريخ مع فريقه ويسجل أول أهدافه في مسيرته الاحترافية ويضع أول بصماته في دربي العاصمة الكبير بين الهلال والنصر. تلك المباراة التي وضعها الدوسري أمام نصب عينيه للحصول على نجوميتها كما قال في أحد اللقاءات أخذت سالم إلى مرحلة جديدة برز فيها اسمه بصورة سريعة مع فريقه الهلال وأصبح تاريخ تلك المباراة أشبه بتاريخ يوم ميلاده الكروي، إذ أن تلك المباراة أعطت مدرب الهلال آنذاك الألماني توماس دول كامل الثقة لإشراك لاعب شاب فيما تبقى من مباريات الفريق، إلا أن الدوسري لم يخذل ثقة مدربه، حيث قدم مستويات أكثر من رائعة قاد فيها فريقه لتحقيق كأس ولي العهد 2012 لتكون هي البطولة الأولى للدوسري مع الزعيم. ركيزة أساسية بعد هذه البطولة زاد بروز سالم الدوسري في صفوف نادي الهلال ليصبح إحدى الركائز الأساسية في تشكيلة الزعيم، ليحقق مع فريقه ثاني بطولاته مجددًا وهي بطولة كأس ولي العهد التي حققها مجددًا موسم 2013، هذا البروز السريع جذب أنظار مدرب المنتخب السعودي آنذاك، الهولندي ريكارد الذي اقتنع بموهبة سالم ليضمه لصفوف المنتخب السعودي في التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2014، والتي لعب فيها المنتخب السعودي ضد منتخب أستراليا، ليقدم الدوسري في أول ظهور دولي له مستوى أكثر من رائع، حيث استطاع كذلك أن يسجل واحدًا من أجمل الأهداف التي سجلت في تاريخ البطولة. وبفضل العقلية والجودة التي يمتلكها سالم الدوسري استطاع أن يحافظ على مستوياته وظهوره الجيد مع ناديه والمنتخب، حيث ساهمت احترافية سالم بإنقاذه من أفول نجمة كما حدث مع بعض زملائه الذين برزوا خلال تلك المرحلة، ليكتب سالم تاريخًا عريضًا مع ناديه الهلال الذي شارك معه في أكثر من 400 مباراة سجل من خلالها ما يزيد على ال 100 هدف، كما أنه استطاع تحقيق 4 بطولات دوري مع الهلال، بجانب تحقيقه لبطولتين آسيوية، و4 كؤوس ملك، بالإضافة إلى تحقيق 5 نسخ من بطولة السوبر السعودي، و3 نسخ من بطولة كأس ولي العهد، وبجانب هذه الأرقام التاريخية مع فريقه الهلال نجح سالم في المشاركة مع منتخب بلاده في 80 مباراة، سجل من خلالها 22 هدفا، ولم يحقق حتى الآن أي بطولة تذكر مع المنتخب السعودي، أما على الصعيد الشخصي فقد نجح سالم الدوسري في تحقيق جائزة أفضل لاعب كرة قدم في آسيا لعام 2022، المقدمة من الاتحاد القاري للعبة. وبعد كل هذه الأرقام لا يزال سالم الدوسري يطمح لتحقيق المزيد، حيث أكد في أكثر من لقاء صحفي أجراه أن طموحه لن يتوقف عند هذا الحد، وسيحاول أن يحقق المزيد من الألقاب والأرقام، وبهذه العقلية أصبح سالم علامة الجودة الحقيقية للاعب المحلي. الدوسري تألق لافت الألقاب تطارد الدوسري