ثماني سنوات مرت منذ تدشين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خارطة تنموية مستدامة بمنهج فكري وثقافي واقتصادي لمستقبل حضاري مشرق للوطن والمواطن، مشروع هذه الرؤية كان حلما، والآن أضحى مشروع وطن واقعا ملموسا، يقف خلفه قائد ملهم لم يتردد أو يهاب التغيير والتطوير، بل أحسن التفكير والتخطيط، والتدبير والتنظيم، والمبادرة والتوقيت، والقيادة والتأثير، وأبدع في ترجمة الخيال ببصيرة وجرأة، وصنع من الأحلام والمستحيلات رؤية واعدة وفرصا متعددة، وسخرهما لخدمة دينه ورفعة وطنه وتمكين شعبه؛ فحكاية رؤية مملكتنا الفريدة مع التاريخ الحديث والتي نعيشها جميعا اليوم مستمرة، ويقود زمام أيقونة نهضتها الحضارية، ويسطر معالم نجاحات إنجازاتها عمق النظرة الثاقبة لسمو عرّابها، والتي لا تعرف المستحيل في قاموسها؛ ولا زالت فصول سيرة ومسيرة هذه القصة المتفردة تتجاوز كل ما يذكر بشأنها وتكتب حروف نجاحها بمداد الذهب، ولا زال سطوع نجم الوطن في سماء العزة في هذا العهد الزاهر يسير بثبات وشموخ نحو تحقيق واقع ملموس في القريب المنظور، كيف لا والوطن محور اهتمامها والمواطن مرتكز لأهدافها. التقرير السنوي المنشور عن تطور مراحل عمل الرؤية يسلط الضوء بشفافية وتفصيل على أداء مبادرات الرؤية ومؤشرات مسيرتها في تحقيق مستهدفاتها وانعكاسه على تقدم مرتبة المملكة في المؤشرات العالمية، لكن وهو الأهم أن ما نشاهده ونلمسه يوماً بعد يوم عن حجم العمل وضخامة النجاحات وعظم المنجزات لنقل الوطن بكامل مكوناته المجتمعية ومنظوماته التنظيمية وقطاعاته الاقتصادية الحيوية لمرحلة تتناسب ومكانة مملكتنا الغالية، وتلبي طموحات شعبها الأبي، يبث دائماً على المزيد من الاطمئنان عن تطور مراحل رحلة التطوير ومسيرة التغيير، ونتطلع إلى تحقيق مزيد من النجاحات والتقدم في السنوات القادمة. نحن اليوم نعيش في عهد يتسم برؤية طموحه ويؤسس لمستقبل زاهر، ويستلهم أساس منطلقات رؤيته، ما حباه الله لهذا الوطن الغالي من مكانة دينية رفيعة وثروات اقتصادية تنافسية ومقومات ثقافية متنوعة، وأصالة في القيم والمبادئ والمرتكزات، وهي كذلك رؤية جسورة تبلور منهجها الأصيل وفلسفة مبادرات برامجها على يد مهندسها الذي جسد ضرورة العزيمة وتوقيت أبعادها نتيجة القناعة التامة بأهمية البدء بتوجيه استغلال موارد الوطن نحو خلق تنمية شاملة ومستدامة لبناء وتحقيق مستقبل مستدام ومستقر وآمن للوطن وهذا الجيل والأجيال القادمة، وعلى هذا الأساس انطلقت عملية البناء المباركة وخطوات التطوير الجبارة لرسم مرحلة جديدة من تاريخ وطننا المشرف، فوطن الطموح والعزة والشموخ يستحق منا جميعاً مواطنة مسؤولة، لأن الأهداف المرجو بلوغها والغايات المراد تحقيقها لا يتصور إدراكها إلا بتكامل الأدوار، فلدينا جميعاً أفراد ومؤسسات وأدوار متنوعة ومسؤوليات عديدة تجاه وطننا وقيادتنا.