كنت أسمع منذ زمن عبارة تتردد (الهلال لا يتحدى إلا نفسه)، وكنت أعتقد أن هذه العبارة هي من قبيل المبالغة المحمودة، والتي يتميز بها عقلاء الإعلام في المملكة والإعلام الهلالي؛ ولكني مع الوقت عرفت معلومة جديدة وتأكدت بأن هذا الكلام ليس مبالغة، وليس وصفا مجازيا، بل هو وصف حقيقي، فالهلال الآن لم يعد يبحث عن بطولات محلية، ولا حتى بطولات عربية، ولا حتى بطولات آسيوية! هدفه الوحيد الآن أن يكسر رقمه السابق، ولقبه الأغلى وهو (وصيف العالم)، ليكون بطل العالم، وهدفه أيضا هو أن يتفوق على جميع أندية العالم بالرقم الذي حصل عليه (34) انتصارا متتاليا، ولن يستطيع أحد أن يصل إليه من اليوم وحتى انتهاء مصطلح (لعبة كرة القدم)، وبما أن هذا الرقم لن يستطيع أن يصل إليه أحد، فهو لا يتحدى إلا نفسه؛ فإن فاز فقد فاز على نفسه، وبدل أن يكون رقمه 33 سيكون 34 وهو ما حصل بالفعل. ورغم كل هذه الأرقام التاريخية والتي تصب بمصلحة الوطن؛ لا يزال هناك من يشكك ويتهم الهلال بالدعم غير المسبوق (الاستثنائي) بل أصبح البعض يكرّس الجهود ويجيش الجيوش ليثبت أكاذيب هو فقط من يصدقها ويبني عليها، ألم تسمعوا هذه الطرفة: (الهلال أكثر فريق في العالم حصولا على الجزائيات)، لماذا أقول طرفة؟ لأن من ألفها أنكر كل منصات ومصادر الإحصاءات والأرقام، وصدّق هذه الطرفة فقط، رغم أننا لو صدقناها افتراضا، فهذا يدل على الهيمنة وامتلاك الكرة ونسبة الاستحواذ وحجم التواجد بمنطقة الخصم ومنطقة الجزاء، فمن الطبيعي أن يتحصل على الجزائيات، واليوم ومع تقنية الفار بات من الصعب العزف على هذه السمفونية القديمة التي يتوارثها أجيال الباحثين عن أعذار وحجج وشمّاعات يعلقون بها اخفاقاتهم، كل ما أتمناه أن تتغير بوصلة التركيز على نقاط القوة بفريقك (إن وجدت) ودعمها، وتطويرها وإصلاح جوانب الإخفاق. وهكذا اعتاد الهلال أن يعلمنا دروسا ويضرب لنا أمثلة كنا نعتقد بأنها من وحي الكتاب، حتى أصبحت حقائق تشاهد في المستطيل الأخضر وفي أدراج ورفوف الكؤوس والألقاب، اختم حديثي عن كبير آسيا وأهنئ وأبارك لكل من ينتمي لهذا الكيان العظيم نادي الهلال السعودي بالحصول على البطولة رقم 67 والتي لن تتوقف عند هذا الرقم، ولنا عودة للحديث عن بطولة جديدة تحمل رقماً جديداً، فهنيئا لنا الهلال.