في كل عيد يخطر تساؤل عميق يجول في البال، أنفرح بصوت أم نفرح بصمت؟، العيد هو إحدى شعائر الله التي يجب تعظيمها واستشعارها باستقبالها بالفرح والسرور، وإبداء البهجة على النفس وعلى جميع من حولنا، وتعظيم شعائر الله ذكر في قوله تعالى: "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، ويأتي تعظيم شعائر الله إما بالقول أو الفعل أو الاثنين معا، فالقول يأتي بالتهنئة والتباريك وشكر الله على هذه الشعيرة التي تأتي بعد شهر رمضان أو الحج، والفعل يأتي بتقديم الهدايا والعيديات وتزيين الشوارع والبيوت وما إلى ذلك. ناهيك أن مناسبة العيد نفسها تدخل في القلب مسرة تبتهج لها النفس، إذا لماذا طرح سؤال أنفرح بصوتٍ أم بصمت؟ جاء ذلك التساؤل لوجود من تنقص فرحة أعيادهم، إما بفقدان من أحبوهم أو ببعدهم عنهم، فهذا يجعل عيدهم مختلفاً، ليس فرحة وإنما حزنا. وهناك أيضا من تنقص فرحتهم لعدم وجود من يفرحون معهم، ويشاركون معهم مشاعر الفرح العائلية كالأيتام والمغتربين والنازحين، والفقراء أيضا، كل هؤلاء الأشخاص يصبح من الصعب علينا إبداء فرحتنا بالعيد أمامهم، وتحل علينا مشاعر الرحمة والرأفة بهم، ما بين فرحنا ومراعاتهم، أن نكون معهم قولا وفعلا جزءا من مواساتهم. قد يكون هذا مواساتهم في أعيادهم، ألا ننساهم ونهنئهم ونكون معهم، نصبرهم ونقوي إيمانهم بسنة الله وحكمته في خلقه، ونذكرهم بالدعاء لأحبتهم وأنهم بقرب أرحم الراحمين، ونأملهم بأن عيدهم في الجنة أجمل بإذن الله، وجزاء جبرنا لقلوبهم أن يجبر الله خواطرنا بخير بإذنه تعالى، ونكون ضمن الذين أحبوا لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم من سعادة وسرور، وإعانتهم باستشعار سعادة أيام العيد السعيد واستقباله وقضائه بالبهجة والفرح والسرور. نسرين موسى اليحيى