قصف غزة بالمدفعية والطائرات والزوارق الحربية يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم ال23 على التوالي حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، في الوقت الذي واصلت فيه الفصائل الفلسطينية قصف تجمعات الاحتلال ومستوطناته، في ظل تواصل القصف الدموي الذي لم يتوقف جيش الاحتلال عن تنفيذه، مستهدفاً منازل المواطنين والمباني السكنية. وقال الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) إن ثمن الإفراج عن المحتجزين لديها، هو تحرير كل الأسرى الفلسطينيين، في حين استمر القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة المحاصر، وعادت شبكة الاتصالات والإنترنت جزئياً لبعض مناطق القطاع. تنديد أممي بالقصف «المريع» والحرب الانتقامية وبينما أعلن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، أن القوات الاحتلال بدأت المرحلة الثانية من الحرب على غزة، بإطلاق عمليات برية ضد حركة حماس، وتعهد ب"تدمير العدو فوق الأرض وتحت الأرض"، حسب تعبيره، فقد أعلنت كتائب القسام أنها أجهضت العملية البرية، وواصلت في الوقت ذاته قصف المدن والمستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ، كما واصل الجيش الإسرائيلي حربه الانتقامية، من المدنيين وقصف الأحياء السكنية والمرافق المدنية بالصواريخ والقنابل، مما أدى لتدمير 100 مبنى كلياً خلال الليلة الماضية. وتجاوز عدد شهداء مجازر الاحتلال في غزة 8 آلاف شهيد، بينهم 3195 طفلاً، وعدد المصابين إلى نحو 19 ألفاً و450، بالإضافة إلى 1650 مفقوداً، في حين بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 111 وعدد المصابين 1950. عودة خدمات الاتصال أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية عن عودة خدمات الاتصال (الثابت والخلوي والإنترنت) للعمل بشكل تدريجي، والتي تم فصلها عن قطاع غزة نتيجة للعدوان مساء الجمعة الماضية. وقالت الشركة في بيان لها: "بخصوص الشبكة الداخلية في القطاع، وبالرغم من خطورة الوضع الميداني فإن طواقمنا الفنية كانت ولا زالت تعمل كل ما بوسعها، لإصلاح ما أمكن من الأضرار التي حلت بالشبكة، قدر المستطاع وضمن ما هو متوفر من إمكانيات". وكان الاحتلال الإسرائيلي قد قطع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة منذ ثلاثة أيام، بالتزامن مع عدوانه المتواصل على قطاع غزة، وأعلنت حينها عدد من المؤسسات الدولية ووزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، أنها لا تستطيع تقديم أي خدمات في ظل انقطاع التواصل مع وحداتها. وكان رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، قد أعلن أنه سيوفر للمنظمات الدولية المعترف بها في قطاع غزة، إمكانية الوصول إلى اتصالات شبكة "ستارلينك" الفضائية، وأوضح ماسك عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "ستوفر ستارلينك التواصل للمنظمات المعترف بها دولياً، التي تقدم المساعدة في غزة". مواجهات وقتل في الضفة من جهة ثانية، استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين برصاص الاحتلال، فجر الأحد، في محافظات نابلس وطوباس ورام الله. وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت مخيم "عسكر" شرق نابلس شمالي الضفة. وأضافت المصادر الطبية، أن شابا (25 عاماً) استشهد متأثراً بإصابته الحرجة في الصدر، كما أصيب 10 آخرون بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت مخيم عسكر شرق نابلس بعشرات الآليات العسكرية، بينها جرافة، من حاجزي "عورتا" و"بيت فوريك" العسكريين وطريق الباذان، وانتشرت في مخيم عسكر القديم. وداهمت قوات الاحتلال منزل الشهيد حسن قطناني في مخيم عسكر، وأجبرت عائلته على الخروج منه، وشرعت ب"تفخيخ" المنزل وزرعه بالمتفجرات، وأخلت المنازل المجاورة من سكانها، قبل أن تفجر المنزل وتسويه بالأرض. ودارت اشتباكات ومواجهات بين مسلحين وقوات الاحتلال، تخللها تفجير عدد من العبوات الناسفة محلية الصنع بآليات الاحتلال. يشار إلى أن الشهيد حسن قطناني نفذ مع الشهيد معاذ المصري عملية إطلاق النار بالأغوار، التي وقعت في شهر رمضان 2023 وقتل فيها ثلاث مستوطنات، وجاءت العملية التي تبنتها "كتائب القسام"، رداً على اعتداء الاحتلال على المرابطات بالمسجد الأقصى. واستشهد قطناني والمصري في 2 مايو الماضي، بعد محاصرة منزل تواجدوا فيه بالبلدة القديمة في مدينة نابلس، والاشتباك معهم وقصفه بالصواريخ، واستشهد معهما صاحب المنزل إبراهيم جبرين. كما استشهد شاب وأصيب 7 آخرون، في مواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال اقتحامها بلدة طمون جنوب طوباس شمال الضفة. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد الشاب رماح جلال بشارات (32 عاماً) متأثراً بإصابته الحرجة بالرصاص في الشريان الفخذي، كما أصيب 5 شبان بالرصاص الحي، إضافة إلى إصابة شابين فلسطينيين بشظايا الرصاص الحي (وتنوعت الإصابات في الصدر والظهر والحوض والأطراف)، حيث نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة "طمون"، فجرا، بحوالي 20 مركبة عسكرية ترافقها جرافة، حيث دارت مواجهات. وأعلن مستشفى ياسر عرفات في مدينة سلفيت، عن استشهاد الشاب ناصر البرغوثي (30 عاما) من "بيت ريما" متأثرا بإصابته الحرجة برصاص الاحتلال، كما أصيب 11 بالرصاص الحي في الأطراف خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة. وتتصاعد جرائم الاحتلال بالضفة الغربية، في ظل مواصلة مجازره المروعة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم ال 23 على التوالي، حيث تقصف طائرات الاحتلال البنايات والأبراج السكنية وتدميرها على رؤوس المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال. نتنياهو يعتذر انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قادة أجهزة المخابرات الإسرائيلية، قائلا إنهم لم يحذروه قط من أن (حماس) تخطط لهجوم واسع النطاق في السابع من أكتوبر، لكنه تراجع لاحقا عن تعليقاته واعتذر. وتسببت تلك التعليقات التي نُشرت على منصة التواصل الاجتماعي إكس، في لغط سياسي وخلاف داخل حكومة الحرب التي يترأسها نتنياهو، الذي أثار غضب الرأي العام لعدم تحمله المسؤولية عن الإخفاقات المخابراتية والعملياتية المتعلقة بهجوم حماس، على جنوب إسرائيل. ورغم أن كبار المسؤولين بدءا من قادة المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) وصولاً إلى وزير ماليته اعترفوا جميعا بإخفاقاتهم، فإن نتنياهو لم يقم بذلك. واكتفى بالقول إنه سيكون هناك وقت لطرح أسئلة صعبة، بما في ذلك على نفسه، بعد الحرب. وعندما سُئل المتحدث العسكري الإسرائيلي عن تصريحات نتنياهو خلال مؤتمر صحفي، رفض الرد قائلا "نحن الآن في حالة حرب، ونركز على الحرب". وقال مسؤولون، إسرائيليون إن تحقيقاً سيجري حول الأحداث التي سبقت، بما في ذلك التعامل مع هجوم حماس نفسه، لكن التركيز الحالي ينصب على الصراع. وكان نتنياهو، قد ذكر في المنشور الذي حذفه أنه "لم يحدث في أي وقت وفي أي مرحلة توجيه تحذير لرئيس الوزراء نتنياهو، حول نوايا حماس الحربية. على العكس من ذلك، قدر جميع المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس مخابرات الجيش ورئيس الشاباك، أن حماس كانت مترددة ومهتمة بالتسوية". وفي منشور ثان على منصة إكس أيضاً بعد نحو 10 ساعات، كتب نتنياهو "كنت مخطئاً"، مضيفاً أن تصريحاته "ما كان ينبغي الإدلاء بها وأنا أعتذر عن ذلك". وأردف قائلا "أدعم بشكل كامل جميع رؤساء الأذرع الأمنية". وسرعان ما استهجن الحلفاء الحاليين والسابقين التصريحات الأولى لنتنياهو، لا سيما بيني جانتس وزير الدفاع السابق والموجود حاليا في حكومة نتنياهو للحرب. وقال جانتس على منصة إكس، إن على نتنياهو أن يتراجع عما قاله ويترك الأمر جانباً. أضاف جانتس "عندما نكون في حالة حرب، يجب على القيادة أن تظهر المسؤولية، وتقرر القيام بالأشياء الصحيحة، وتعزيز القوات بطريقة تُمّكنها من تنفيذ ما نطلبه منها". وكان هجوم حماس المفاجئ هو اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. وتقصف إسرائيل منذ ذلك الحين قطاع غزة بضربات جوية مدمرة، وبدأت عمليات برية بهدف سحق حماس، وإعادة عشرات المحتجزين الذين اقتيدوا من إسرائيل إلى غزة. وقال زعيم المعارضة يائير لابيد، رئيس الوزراء السابق، إن نتنياهو "تجاوز الخط الأحمر" بمنشور الليلة الماضية. وأضاف لابيد "محاولات التهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على المؤسسة الأمنية، تضعف جيش الدفاع الإسرائيلي بينما يقاتل أعداء إسرائيل". مبانٍ مدمرة بعد غارات للاحتلال على شمال غزة (أ ف ب) انتشال أحد القتلى من بين الركام (رويترز) من آثار العدوان الإسرائيلي على غزة (أ ف ب)