مظاهر العيد زمان في القوز تثير الحنين، ونحن نعيش أفراح العيد اليوم ونحن في أمن وأمان بعد الله وخير وسعادة ورفاهية؛ حيث تعج أسواقنا التجارية بكل مستلزمات العيد من ثوب وغترة وعقال ومشلح وحذاء وساعة وعطور، هذه المظاهر تختلف عن زمان. في رأس القوز ينتظر الأهالي الإعلان عن العيد وكان مخول به مخفر شرطة القوز إذا وصلهم خبر من أمير القوز يكون الإعلان عن طريق المدفع الذي يقوم بتشغيله بعض أفراد المخفر.. جنوب سوق خميس القوز في ذلك الوقت وفي حال الأعياد ورؤية إثبات الشهر وكذلك السحور والإفطار يتجمعون عند الأشخاص الذين لديهم روادي، بعد وصول الروادي عند البعض المذياع لسماع الأخبار عن دخول الشهر وعن العيد يبلغون بعضهم البعض لأن القرية كانت صغيرة وينتشر فيها الخبر.. مظاهر وفرحة العيد أيام زمان كان في صلاة العيد في رأس القوز شمال القرية ويطلقون عليه العامة (العنفوش)، وهو موقع مصلى العيدين حيث تقام صلاة العيد في رأس القوز. وموقع المصلى كنا نراه بعيداً عن القرية ونسير إليه مشياً على الأقدام جماعات، يكبرون الله حتى وصول المصلى، وهناك فرحة للعيد لأنه يأتي بعد صيام فيه مشقة، لا مكيفات ولا مراوح ولا ثلاجات في ذلك الزمان، ومعايدة وفرحة طوال ثلاثة أيام متنقلين من بيت الوالدين إلى بيت الأجداد والجدات والعمة والخالة والعم والخال والإخوان والأصدقاء والجيران، وفي صباح يوم العيد كل بيت يحضر وجبة وأغلبها عصيد من البر والسمن البلدي، وعند المعايدة لا بد أن تأكل من هذه الوجبة رائحة البخور الجاوي والمستكة تشم رائحتها في كل بيت والعطر أبو طير وبنت الفن.. (نحظى في هذه المعايدة بدعوات النساء والمسنين منها: كبير كبر العيد، وعريس وعاد عيدك، وحفظ الله لك الوالدين وأعانك الله على برهما وابتسامات عريضة.. إلخ)، ثم بعد صلاة العصر تقام حفلات شعبية إلى الغروب، وفي المساء تتجه النساء إلى تحضير وجبات العشاء واجتماع الأسرة في بيت كبير العائلة كل بما تجود به نفسه على مائدة واحدة منوعة، وأكل من صنع ربات البيوت، وتسمع الأهازيج والقصائد التي يعبرون فيها عن فرحة العيد. لم نكن نهتم في الملبس لعدم وجود محال لبيع الملابس إلا من بعض محال الخياطة، وتبقى الميزة الأفضل في هذه المناسبة هو التسامح بقلوب طاهرة نقية.