بادئاً ذي بدء، شعار عيدنا فرحة تعتزم اللجنة الأهلية بمركز القوز بمشاركة بلدية القوز إقامة مهرجان العيد 1443 هجري الترفيهي الثقافي على ساحة بلدية القوز بثلاثاء يبه على الطريق العام جدةجازان، نبارك هذه الخطوة الإيجابية من شباب مركز القوز بإظهار مظاهر فرحة العيد حسب ما وردني من معلومات من رئيس اللجنة الأهلية بالقوز، يتخلل هذا المهرجان إحياء للتراث والموروث وبرامج منوعة، ونعرج على مظاهر العيد في الماضي. وشاهد على العصرين وأنا هنا أتحدث عن تلك المظاهر الجميلة قديماً في مركز القوز (عندما أقلب صفحات الماضي وأجد فيها الحلاوة والمتعة وهناك جيل لم يسمع أو يقرأ في كثير من الأحوال لانقراض الحكاواتية الذين هم بمثابة أصحاب القصص، شاهد على الماضي والحاضر مصلى العيدين في قرية القوز سابقاً، حالياً مدينة القوز كان في رأس القوز شمال القرية يطلق عليه عامة الناس (العنفوش يضم مواقع منها المقبرة وموقع عزل المصابين بأمراض معدية) وموقع مصلى العيد، كانت صلاة العيد تقام في رأس القوز شمال القرية. وموقع المصلى كُنا نراه بعيداً عن القرية ونسير إليه مشياً على الأقدام جماعات يكبرون الله حتى الوصول إلى المصلى. وكُنا صغار سن في ذلك الوقت، ونحرص على صلاة العيد بالرغم من بُعد المسافة بين القرية والمصلى نغتسل لصلاة العيد يضعون لنا الماء في الصحفة، وبالمغراف نصب الماء على الجسد في داخل زربة من القش ملاصقة للسكن، بابها قطعة قماش تعتبر من المرافق، وهذا الساري في القرية في ذلك الوقت هناك فرحة للعيد لأنه يأتي بعد صيام فيه مشقة لا مكيفات ولا مراوح ولا ثلاجات في ذلك الزمان، ومعايدة وفرحة طوال الثلاثة أيام متنقلين من بيت الوالدين إلى بيت الأجداد والجدات والعمة والخالة والعم والخال والأخوان والأصدقاء والجيران. وفي صباح يوم العيد كل بيت يحضر وجبة، وأغلبها عصيد من البر والسمن البلدي وعند المعايدة لابد أن تأكل من هذه الوجبة. البخور الجاوي والمستكى تشم رائحتهما في كل بيت والعطر أبوطير وبنت الفن. (نحظى في هذه المعايدة بدعوات النساء والمسنين، منها: كبير كبر العيد وعريس وعاد عيدك وحفظ الله لك الوالدين وأعانك الله على برهم وابتسامات عريضة.. إلخ). ثم بعد صلاة العصر تقام حفلات شعبية إلى الغروب وفي المساء تتجه النساء إلى تحضير وجبات العشاء واجتماع الأسرة في بيت كبير العائلة، كلٌ بما تجود به نفسه على مائدة واحدة منوعة، وأكل من صنع ربات البيوت، وتسمع أهازيج وقصائد يعبرون فيها عن فرحة العيد، لم نهتم في الملبس لعدم وجود محلات لبيع الملابس إلا محال خياطين. الميزة الأفضل في هذه المناسبة هي التسامح بقلوب طاهرة نقية، فرحة العيد تنسيهم خلافاتهم، الإعلام عن العيد هو سماع المدفع من القنفذة قبل السحور أو بعد الفجر أو نجاب من إمارة المنطقة حيث كانت تكنى القنفذه بهذا المسمى للمراكز ووسيلة التواصل هي البرقية ثم أسس مدفع في القوز لإعلان الفطور والأعياد، كان للأعياد فرحة وطعم مع تواضع الأحوال وشظف العيش. اليوم ونحن نعيش في رغد من العيش في هذا العهد الزاهر وأصبحت الأعياد في المساجد وفي الساحات ومزودة بأجهزة الوصول لساحة العيد على السيارات والمعايد محدودة في مصلى العيد عند الكثير من الناس. والعنفوش أصبح آهلاً بالسكان بعد إن اعتمد المجمع القروي مخططين سكنيين بالقوز لأكثر من ألف قطعة سكنية لذوي الدخل المحدود، وسهلت القروض العقارية، وشيدت المباني الحديثة، ودبت فيه الحياة من أوسع أبوابها بعد أن كان العنفوش أرضاً قاحلة مخيفة، بعض منها أراضٍ بعلية تزرع بالدُخن.