أعلنت السلطات الفنزويلية الثلاثاء اعتقال وزير النفط السابق طارق العيسمي الذي استقال من منصبه العام الماضي في إطار التحقيق بقضية فساد في "شركة النفط الوطنية الفنزويلية" المملوكة للدولة. وقال النائب العام طارق وليم صعب "تمكنا من الكشف عن المشاركة المباشرة للعيسمي وبالتالي القبض عليه"، مضيفا أنه سيتم الإعلان عن لائحة الاتهام ضده "خلال الساعات القليلة المقبلة". ويأتي اعتقال العيسمي بعد أن اعتبر منتقدون أن الرئيس نيكولاس مادورو يهدف من وراء التحقيقات في قضايا الفساد إلى إجراء "تطهير سياسي". والعيسمي (49 عاما) كان مساعدا مقربا لمادورو وشغل منصب نائبه بين عامي 2017 و2018. واستقال العيسمي من منصبه الوزاري في آذار/مارس 2023 عقب الكشف عن مخالفات في إدارة الأموال من العمليات النفطية التي كانت تتم باستخدام أصول مشفرة. وأدت القضية أيضا إلى اعتقال عشرات المسؤولين وبينهم مدراء كبار في هيئة هيئة تنظيم العملات المشفرة "سوناكريب". وأطلقت فنزويلا التي تملك احتياطات نفط هائلة عملة مشفرة مدعومة بالنفط عام 2018 للالتفاف على العقوبات الأميركية. ومع ذلك، واجه المواطنون صعوبة في فهم كيفية استخدامها ووصفتها بعض هيئات تصنيف المخاطر بأنها "عملية احتيال". وأدت الفضيحة المحيطة ب"شركة شركة النفط الوطنية الفنزويلية" إلى إنهاء مشروع العملة المشفرة في كانون الثاني/يناير. وعرض صعب صورا للعيسمي وهو قيد الاعتقال. كما أعلن عن القبض على وزير الاقتصاد السابق سيمون زيربا ورجل الأعمال المتهم بغسل الأموال وسامارك لوبيز. وسبق أن اتهم العديد من الخبراء مادورو باستغلال التحقيق كذريعة لتطهير الساحة السياسية من خصومه، وهو ما نفته السلطات. ويسعى مادورو حاليا للفوز بولاية رئاسية ثالثة من ست سنوات وسط مخاوف بين منتقديه من أنه أصبح استبداديا بشكل متزايد. وتملك فنزويلا أكبر احتياطات نفطية مؤكدة في العالم، لكن انتاجها انخفض من ثلاثة ملايين برميل يوميا إلى أقل من مليون بعد سنوات من سوء الإدارة والعقوبات الأميركية المشددة.