جبل الرماة أو جبل عينين، أحد الجبال المشهورة والمأثورة في شمال المدينةالمنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5 كم، حيث يكون هذا الجبل مع جبل أحد ويبعد عنه حوالي 400 متر تقريبًا في أقرب نقطة، فعند هذا الجبل وقعت غزوة «أحد» في السابع من شهر شوال للسنة الثالثة من الهجرة، ويعتبر جبل الرماة وما حدثت عليه من أحداث في تلك الغزو الخالدة من أهم الدروس والعبر التي استفاد منهم المسلمون في طاعة الجنود لقائدهم، ويشرف جبل الرماة على ساحة المعركة حيث موقع الملحمة الكبرى بين المسلمين والمشركين، فقد كان هذا الجبل يشرف على كلا المعسكرين، ويكشف جميع خطط وأسرار معسكر المشركين، وأدى هذا الجبل مهمته التي رسمها له نبي الله صلى الله عليه وسلم، حينما ثبت الرماة عليه، وأحبطوا جميع محاولات المشركين المتكررة للإغارة على المسلمين وطعنهم من الخلف، فانتصر المسلمون انتصارًا كبيرًا في وقت قصير، ولكن ما أن خالف الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بنزولهم عن الجبل عند النصر لجمع الغنائم؛ إلا وقد التف المشركون على المسلمون من خلف الجبل؛ حيث أدى نزول الرماة من الجبل إلى فتح تلك الثغرة التي طالما انتظرها المشركون، فانقلبت الموازين وانعكست النتيجة، من انتصار ساحق إلى انكسار، وكل هذه الأحداث يذكرنا بها هذا الجبل الذي كان محورًا أساسيًا من محاور المعركة. ومن أهم المعالم الموجود في المنطقة: قبر سيد الشهداء سيدنا حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنه -، وقبور بقية شهداء المعركة، ومسجد سيدنا حمزة وهو من المساجد المأثورة، ويعرف هذا المسجد بمسجد العسكر، كما تقع فيه عين الشهداء في الجهة الشمالية الغربية من مقبرة الشهداء، وهذه العين أجراها مروان بن الحكم. * باحثة دكتوراه في التاريخ