يروي المكان التاريخي الذي يفتقد زواره اليوم بسبب جائحة كورونا قصة معركة خالدة ارتقى فيها سبعون شهيداً خضبوا بدمائهم الزكية ثرى الأرض المباركة، دفاعاً عن الإسلام والنبي الخاتم، فبعد أن زحفت جيوش قريش وحلفائها إلى المدينةالمنورة لتنتقم وتثأر لقتلاها في غزوة بدر، تصدى لهم المسلمون في هذا المكان، وما إن دارت رحى المعركة حتى هرب المشركون، فظن الرماة على جبل عينين أن المعركة قد حسمت فنزلوا لجمع الغنائم، ولم يلتفتوا لنداءات أميرهم، ومن قبله وصية النبي صلى الله عليه وسلم ألا يغادروا موضعهم، فانتهز قائد المشركين حينها خالد بن الوليد - ولم يكن قد أسلم - الفرصة والتف بفرسانه بسرعة من حول الجبل وفاجؤوا بقية الرماة فقتلوهم، ثم هاجموا المسلمين من خلفهم فتشتت صفوفهم، وكان من بين الشهداء عم رسول الله حمزة بن عبدالمطلب، حيث دفنوا في موقع المعركة، وما زالت قبورهم تزار حتى اليوم، وتشهد الساحة اليوم العديد من أعمال التحسين وتضم جامعاً حديثاً هو الأكبر بعد المسجد النبوي، يقابله جبل الرماة الذي يمنح إطلالة شاملة على المكان، وعلى مقبرة الشهداء، وامتد التطوير إلى واجهات تصميم المساكن المحيطة بشكل موحد، كما خصصت مساحة للباعة والبسطات التي تعرض السلع والهدايا للزوار. جبل الرماة جامع الشهداء