تشتهر المدينةالمنورة بجبالها المحيطة بها من مختلف الجهات والتي أغلبها تاريخية شهدت أحداثا منذ فجر الاسلام وأبرزها جبل أحد وثور والرماة وعير وسلع اضافة الى العديد من الجبال المنتشرة والتي من أهمها جبل أحد الذي يمتد كسلسلة من الشرق الى الغرب مع ميل نحو الشمال في الجهة الشمالية من المدينةالمنورة ومعظم صخوره من الجرانيت الأحمر وأجزاء منه تميل ألوانها الى الخضرة الداكنة والسواد وتتخللها تجويفات طبيعية تحتجز مياه الأمطار أغلب أيام السنة وتسمى تلك التجويفات / المهاريس / ويبلغ طول جبل أحد ما يقارب / سبعة كيلو مترا / وعرضه ما بين / 2 الى 3 / كيلومترات وارتفاع يصل الى / 350 / مترا ويبعد عن المسجد النبوي الشريف / خمسة كيلومترات / تقريبا. وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة أهمها / جبل ثور/ في شماله الغربي و / جبل عينين / في جنوبه الغربي ويمر عند قاعدته / وادي قناة / ويتجاوزه غربا ليصب في مجمع الأسيال. ويقع جبل أحد الذي اشتهرت منطقته بغزوة أحد الشهيرة والتي وقعت بين المسلمين والكفار في بداية العهد الاسلامي بقيادة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واستشهد خلالها أكثر من سبعون صحابي في منطقة استراتيجية مهمة من المدينةالمنورة فهو يشرف على التقاء أدوية المدينةالمنورة وواحاتها الخضراء ومن أهم المعالم التي تحد هذا الجبل من جهاته الأربعة من الشمال طريق الجامعات والمعروف بطريق غير المسلمين ويحجز هذا الطريق بينه وبين الجبل مساحات كبيرة من الأراضي البيضاء وبها بعض المنازل والمساكن الشعبية ومن الجنوب يحد الجبل الطريق الدائري الثاني الذي يعتبر من أجمل وأروع ما قامت به وزارة المواصلات في هذه المدينة الطيبة ويحجز هذا الطريق بينه وبين جبل أحد مساحة كبيرة تتمثل في وجود المناطق الحضرية والتاريخية لسيد الشهداء بما فيها من معالم وخصائص عديدة ويحد جبل أحد من الجهة الجنوبية بعض المزارع والبساتين وأما من الشرق فيحد الجبل طريق المطار وجبل تيأب ويحجز طريق المطار فيما بينه وبين الجبل منطقة عشوائية كبيرة تعرف بتلعة الهبوب. وتسلط وكالة الأنباء السعودية في هذا التقرير عن جبل أحد الذي يرتبط اسمه بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة وسميت باسمه / غزوة أحد / وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلو مترا واحدا تقريبا ويسمى أيضا / جبل الرماة / . ويذكر التاريخ أن جيوش قريش وحلفاؤها زحفت الى المدينة لتنتقم من المسلمين وتثأر لقتلاها في غزوة بدر التي وقعت في السنة الثانية للهجرة وتصدى لهم المسلمون في هذا المكان ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماة على جبل عينين وأوصاهم ألا يغادروه مهما كانت الظروف حتى يأتيهم أمره ودارت المعركة ورجحت كفة المسلمين وبدأ المشركون بالهرب وظن معظم الرماة أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فنزلوا من الجبل ولم يلتفتوا لنداءات أميرهم وتبعوا المشركين وبدأوا بجمع الغنائم وانتهز قائد فرسان المشركين آنذاك خالد بن الوليد ولم يكن قد أسلم بعد الفرصة والتف بفرسانه بسرعة من حول الجبل وفاجأوا بقية الرماة فقتلوهم ثم هاجموا المسلمين من خلفهم فتشتت صفوفهم واستشهد منهم أكثر من سبعين صحابي وكان منهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انسحب المشركون ودفن الشهداء في موقع المعركة عند قاعدة جبل أحد بينه وبين جبل عينين وقبورهم يزورها المسلمون أسوة برسول الله الذي زارهم ودعا لهم. // يتبع // 0848 ت م