أول وقف عُرف في الإسلام هو وقف النبي صلى الله عليه وسلم: وهو سبعة حوائط –أي بساتين- بالمدينةالمنورة، كانت لرجل يهودي اسمه مخيريق، وكان محبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتل مع المسلمين في وقعة أحد، وقال إن أصبت فأموالي لمحمد، يضعها حيث أراه الله تعالى، وقد قتل يوم أحد، فقال عليه الصلاة والسلام: «مخيريق خير اليهود»، وهذه الحوائط ورد أن أسماءها هي: الأعواف، والصافية، والدلال، والمثيب، وبرقة، وحسنى، ومشربة، وأم إبراهيم. وهناك وقف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، روى عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أصاب أرضاً بخيبر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه، فما تأمرني به؟ قال: (إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها)، قال: فتصدق بها عمر، أنه لا يباع ولا يبتاع، ولا يورث ولا يوهب، قال: فتصدق عمر في الفقراء، وفي القربى، وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل والضعيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، أو يطعم صديقاً غير متمول فيه»، كما أوقف دارًا على ولده في المدينةالمنورة. وأوقف عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بئر رومة التي تقع في العقيق الأصغر في الجهة الشمالية الغربية لمسجد القبلتين، عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- «أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة، فقال: من يشتري بئر رومة فيجعل فيها دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة، فاشتريتها من صلب مالي». *باحثة دكتوراة في التاريخ