في ظل المؤتمرات العظيمة والمشرقة والقيمة والمفيدة التى تقيمها الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وتحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرالدفاع والطيران والمفتش العام ونيابة عن سموه الكريم قام صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة بتدشين فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للأوقاف والذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بحضور أ.د محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية وعدد كبير من المدعوين من وزراء وشخصيات إسلامية عالمية، وقد ناقش المؤتمر أربعة محاور من أبرزها حقيقة الملكية من أعيان الوقف بين حكم ملك الله تعالى والملكية العامة وملكية أعيان الوقف واستبدال أعيان الوقف بين المصلحة والاستيلاء واستقلالية أعيان الوقف عن المال العام والوسائل والغايات وقصور الحماية الجنائية لأعيان الوقف وأثره على اندثاره.. وأعيان الوقف من الأصول الرأس مالية الخاصة والأصول الاجتماعية العامة والوقف الأهلي كوثيقة تأمين لصالح الذرية ،والوقف الخيرى كقناة ادخار طوعي، ومكانة الوقف عبر التاريخ الإسلامي ودوره فى إحداث النهضة الشاملة لجميع مجالات الحياة في المجتمع المسلم وتطور الأوقاف عبر التاريخ الإسلامى وأنه قد يمر بفترات مد وجزر وفق الظروف السياسية والاقتصادية لكل عصر من عصور الأمة! فالوقف باب عظيم من أبواب العمل الصالح الذي يضمن لصاحبه رصيداً جارياً من الحسنات لا ينقطع بعد مفارقته الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم – إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له – فالمدينةالمنورة شهدت أول وقف في العهد الإسلامى كما نص على ذلك ابن كثير- وهي أموال مخيريق- وكانت سبعة بساتين جعلها رسول الله أوقافاً بالمدينة . ووقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أصاب أرضاً بخيبر فأتى النبى صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها فقال يا رسول الله إنى أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه فما تأمرني به؟ قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها قال: فتصدق بها عمر أنه لا يباع أصلها ولا يبتاع ولا يورث ولا يوهب ، قال : فتصدق عمر في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف ، كما شهدت المدينة وقف عثمان رضي الله عنه لبئر رومة وغيرها الكثير من أوقاف الصحابة رضوان الله عليهم فاجتمع عبق المكان – مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم - المدينةالمنورة - مع عبق البر والخير - الوقف - فشكراً للجامعة الإسلامية بالمدينة على هذه المؤتمرات الرائعة الناجحة والتى تُدرِّس وتُوعِّى المسلمين لحالة دينهم وسبل اتباع منهجه القويم . وتحية تقدير واحترام وإجلال لمديرها الفاضل الكريم، ونقول وفق الله الناس المخلصين . . وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون . [email protected]