يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه الدامية والمدمرة على قطاع غزة لليوم ال180، وسط تجدد الغارات الحربية الإسرائيلية على قطاع غزة ونسف منازل المدنيين، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى بشكل يوميّ. واستشهد ستة فلسطينيين على الأقل، في قصف استهدف منزلا لعائلة زعرب غرب مدينة رفح الحدودية. كما أصيب عدد من الفلسطينيين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة أبو العجين شرق دير البلح. وتجددت الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة خان يونس، حيث سمعت أصوات انفجارات ناتجة عن سلسلة غارات عنيفة على عدة مناطق. وفي أحدث إحصائية لها، قالت وزارة الصحة، إن عدد شهداء الحرب على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر بلغ أكثر من 32845 شهيدا و75392 إصابة. وأعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الأميركية مقتل سبعة من موظفيها في قصف إسرائيلي في غزة، مشيرة إلى أنهم من أستراليا وبولندا وبريطانيا ولديهم جنسيات مزدوجة من أميركا وكندا وفلسطين. وقالت المنظمة، إن "فريقنا كان يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين ومركبة أخرى تحمل شعارنا، حيث تعرضت قافلتنا للقصف أثناء مغادرتها مستودع في دير البلح رغم تنسيق تحركاتها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسنوقف عملياتنا مؤقتا وفورا في المنطقة وسنتخذ قرارات بشأن مستقبل عملنا قريبا". وأدانت حركة (حماس) بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال الصهيوني للعاملين في شركة المطبخ المركزي العالمي، جنوب دير البلح. وقالت في بيان لها، إن هذه الجريمة تؤكّد مجدداً أن الاحتلال لا زال يصر على سياسة القتل الممنهج ضد المدنيين العزل وضد فرق الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية، في إطار مساعيه لإرهاب العاملين فيها، لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية. وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إدانة هذا الفعل الشنيع، والتحرك لوضع حد لجرائم الاحتلال وعدوانه على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة. وقالت شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، إنها تنظر بخطورة بالغة لاستهداف عمال الإغاثة الأجانب في قطاع غزة. وأضافت، أن قصف الفريق الإغاثي في دير البلح هو انتهاك واضح لقرارات المحكمة الدولية، وتداعيات تعليق المطبخ المركزي العالمي عمله في غزة خطيرة على سكان القطاع. وأدان مفوض الشؤون الإنسانية في الاتحاد الأوروبي الهجوم القاتل على العاملين في المجال الإنساني بغزة. وقالت الخارجية البريطانية لوسائل إعلام، إنها "على علم بوفاة بريطاني بغزة وندعو لاحترام القانون الدولي وحماية المدنيين، وكثير من المدنيين قتلوا بغزة ونريد قدرا أكبر من تجنب إيذاء المدنيين وتدمير المنازل". وكتبت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون على منصّة "إكس" إنّ "قلبنا مفطور ونشعر بانزعاج شديد بسبب الغارة، التي أدّت إلى مقتل عمّال الإغاثة في وورلد سنترال كيتشن في غزة". وأضافت "يجب حماية عمّال الإغاثة الإنسانية لأنهم يقدّمون مساعدات للفلسطينيين وهم بحاجة ماسة إليها، ونحض الاحتلال على التحقيق بسرعة فيما جرى". 6050 طالباً استُشهدوا قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، إن 6050 طالبا استُشهدوا و10219 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر على قطاع غزة والضفة. وأوضحت التربية في بيان لها وصل "الرياض" نسخة منه، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 5994، والذين أصيبوا إلى 9890، فيما استُشهد في الضفة 56 طالبا وأصيب 329 آخرون، إضافة إلى اعتقال 105. وأشارت إلى أن 266 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 973 بجروح في قطاع غزة، فيما أصيب ستة بجروح، واعتُقل أكثر من 73 في الضفة. ولفتت إلى أن 286 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 111 منها لإضرار بالغة، و40 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 57 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب، كما تم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة. وأكدت التربية أن 620 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة. معوقات إبرام صفقة التبادل ركز الإعلام الإسرائيلي في نقاشاته على القضايا التي تحول دون التوصل لصفقة تبادل الأسرى في هذه المرحلة، وعلى مقترح فرنسي في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وآخر أميركي بشأن رفح. وبحسب سليمان مسودة، مراسل الشؤون السياسية في قناة كان 11، فإن القضايا المختلف عليها مع حركة (حماس) تتعلق بإعادة النازحين إلى شمال قطاع غزة، وبنود تبادل الأسرى التي لم تحدد معاييرها، وزيادة كميات المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأيضا تقديم ضمانات لوقف الحرب. ويشير إلى أن رئيسي جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) سينضمان إلى المفاوضات، مما يعني أن هناك تقدما في المفاوضات. أما يسرائيل حسون، نائب رئيس جهاز الشاباك سابقا، فتساءل في جلسة نقاش على القناة 12 قائلا: "هل ستتنازل إسرائيل عن شمال قطاع غزة كورقة مساومة مستقبلية؟"، مشيرا إلى أن إسرائيل تنازلت فعليا عن شمال القطاع. وبشأن مقترح فرنسا في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة، رأت موريا أسرف وولبيرغ، مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 أن هذا المقترح سيقود إلى توتر جديد بين إسرائيل والولاياتالمتحدة الأميركية خلال الأيام المقبلة. وذكرت أن المشروع الفرنسي يتضمن دعوة لوقف إطلاق نار فوري خلال شهر رمضان، ولكنه لا يربط بين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية. وأضافت أن إسرائيل غير راضية على صيغة المسودة الفرنسية. الصحة العالمية: تسعة آلاف مريض يحتاجون الإجلاء للخارج غالانت: حربنا متعددة الساحات وندفع ثمناً باهظاً هزيمة استراتيجية ومن جهته، رأى عوفر شيلح، وهو باحث كبير في معهد الأمن القومي في جامعة تل أبيب "أن إسرائيل بحاجة إلى صفقة تبادل الأسرى من أجل بناء الآلية التي ستنهي الحرب"، مؤكدا أن هذه الحرب وبالوتيرة الحالية ستقود إلى هزيمة سيتردد صداها لسنوات، وأن المستفيد من الوضع الراهن هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضاف - في نقاش على القناة 12 - "إن إسرائيل تقف على عتبة هزيمة استراتيجية تاريخية، لأن محور المقاومة يراقب ويرى أننا سنكون في مواجهته بعد قليل وحدنا من دون الولاياتالمتحدة ومن دون تحالف إقليمي". وفي موضوع رفح، كشف إيتاي بلومنتال، مراسل الشؤون العسكرية على قناة كان 11 أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال تشارلز براون، قدم هذا الأسبوع مقترحا لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي يتوقع أن ينفذه الجيش الإسرائيلي. ويتضمن المقترح الأميركي "استخدام تكنولوجيا متقدمة على الحدود مع مصر، وإغلاق الحدود مع مراقبة تكنولوجية تشمل كاميرات ومجسات، وعزل رفح ومحاصرتها من قبل قوات الجيش الإسرائيلي برا وبحرا، ومداهمات مركزة للجيش بناء على معلومات استخباراتية، وإقامة غرفة استخبارات مشتركة للعمليات في جنوب القطاع". السيارة التابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» (رويترز) مستشفى الشفاء بعد انسحاب القوات الإسرائيلية (رويترز)