تُواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، لليوم ال 123 على التوالي، قصف قطاع غزة وارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات، التي ترتقي ل "جرائم حرب" بحق المدنيين والنازحين، ضاربة بعرض الحائط كل القرارات والدعوات الدولية، الداعية إلى وقف "الإبادة الجماعية" في غزة. وتحت أنظار العالم، قتل جيش الاحتلال، الأطفال والمدنيين، وقصف المربعات السكنية وخيام النازحين، في المناطق التي كان يدّعي بأنها "آمنة"، ويُواصل حصار المستشفيات واستهداف مراكز الإيواء، ومنع وصول المساعدات لشمال القطاع. ومع انسحاب قوات الاحتلال من مناطق شمال القطاع ومدينة غزة، بدأت تتكشف حجم وبشاعة الجريمة التي ارتكبها الاحتلال في تلك المناطق، حيث صرح منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة، بأن "عشرات جثامين الشهداء وصلت مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب الاحتلال من شمالي المدينة". ووفق آخر المعطيات حول العدوان العسكري المستمر على قطاع غزة، فقد أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد الشهداء قد ارتفع إلى 27 ألفًا و238 شهيدًا، إلى جانب إصابة 66 ألفًا و452 مدنيًا، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023. ومع دخول الحرب على غزة شهرها الخامس، جددت مدفعية وطيران الاحتلال الحربي قصف مناطق متفرقة في القطاع، لا سيما دير البلح ورفح وخان يونس. وشنّ طيران الاحتلال الحربي غارة جوية على خان يونس، جنوبي قطاع غزة وأخرى على دير البلح، وثالثة على مخيم النصيرات وسط القطاع. وقالت مصادر محلية، إن فلسطينيين استشهدا وأصيب آخرين في قصف على منزل لعائلة "أبو صفر" ب "منطقة الحكر"، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. واستشهد فلسطيني آخر وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي، استهدف محطة وقود قرب المستشفى الأوروبي، شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة. وأكدت مصادر طبية أن شهيدًا و6 جرحى وصلوا لمستشفى غزة الأوروبي، بعد استهداف محطة نجوم عبسان قرب المستشفى، حيث شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة في محيط مستشفى غزة الأوروبي شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وشهدت مدينة خان يونس، قصف مدفعي أدى لاشتعال حرائق في عدد من المنازل وسط المدينة، جنوبي قطاع غزة، تزامنًا مع سلسلة غارات عنيفة، شنّها طيران الاحتلال على مناطق جنوبي خان يونس. وأشارت مصادر محلية، إلى ارتقاء طفلتين جراء استهداف طائرات الاحتلال خيام النازحين بمنطقة حي السلام شرق رفح، جنوب قطاع غزة. ووثق نشطاء وصحفيون فلسطينيون، بمقاطع فيديو مشاهد الدمار الكبير في شارع أصداء، في منطقة السطر الغربي بخان يونس جراء العدوان الإسرائيلي. والليلة الماضية، أغارت طائرات الاحتلال على أرض زراعية، بالقرب من منطقة الجعفراوي جنوبي مدينة دير البلح وسط القطاع، إضافة لغارة أخرى على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وقال شهود عيان، إن قصفًا عنيفًا ومتواصلًا شهدته مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أن قصفًا استهدف منزلاً في حي قشطة جنوبي مدينة رفح. النازحون تحت قبضة الجوع والبرد تظاهرات وإغلاق شوارع نظمت تظاهرتان، الأولى ضد حكومة نتنياهو والأخرى مطالبة بصفقة تبادل أسرى فورية، من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة. وأغلق متظاهرون بينهم أقارب وعائلات أسرى شارع 1 في منطقة تل أبيب، كما جرى إغلاق مسالك "أيالون" باتجاه الجنوب للمطالبة بصفقة تبادل. وتظاهر المئات في مدخل قيساريا، ثم توجهوا بمسيرة باتجاه منزل نتنياهو، ورفعوا لافتات منها "نتنياهو مسؤول عن الإخفاق، وحان الوقت لإجراء انتخابات" وهتافات تطالب بإقالته من رئاسة الحكومة. ونظمت مظاهرة ضد حكومة نتنياهو أيضا في مفرق "حوريف" بمدينة حيفا بمشاركة المئات، بالإضافة إلى مظاهرتين أخريين في كفار سابا ورحوفوت. وفي القدسالمحتلة، تظاهر المئات قبالة منزل الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، وذلك للأسبوع الرابع على التوالي، مطالبين بإجراء انتخابات بشكل فوري. وتتواصل الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بصفقة تبادل أسرى، في ظل المباحثات الجارية وموافقة إسرائيل على مقترح اجتماع باريس، الذي عقد بمشاركة مسؤولين إسرائيليين وقطريين وأميركيين ومصريين مطلع الأسبوع. ولا تزال تل أبيب تنتظر رد حركة "حماس" على المقترح لوقف إطلاق النار، والتي تقوم هذه الأيام بمشاورات مع فصائل المقاومة الأخرى قبل ردها عبر الوسطاء على المقترح. وقالت "حماس"، إن ردها على المقترح، يرتكز على أساس وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة، كما على إدخال المساعدات والتوصل إلى صفقة تبادل عادلة. السكان يموتون أمام أعين العالم حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من أن "سكان غزة يموتون أمام أعين العالم في كارثة فريدة من نوعها". جاء ذلك في تغريدة للوكالة الأممية، على حسابها عبر منصة "إكس". وأشارت "أونروا"، إلى أزمة الجوع والمأساة الإنسانية التي تتفاقم يوما بعد يوم بقطاع غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي والحصار. وأضافت: "كارثة غير مسبوقة، تحدث أمام أعيننا في غزة". مشددة على أن "الناس يموتون أمام أعين العالم". في السياق ذاته، أكدت القناة 12 العبرية أن عددا من كبار الضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قدموا توصية لرئيس أركان جيش الاحتلال، بوقف حملة تشويه الأونروا "حاليا على الأقل". وأوضحت أن الضباط "يخشون من أن تأتي عملية تشويه الأونروا قبل إيجاد بديل لها بنتائج سلبية في غزة". وذكرت القناة، أن توصية الضباط أشارت إلى أن التسريبات الإسرائيلية بشأن الأونروا لم تكن منظمة. وقد اتخذت عدة دول غربية قرارات بتعليق تمويلاتها للأونروا، بناء على مزاعم إسرائيلية بتورط موظفين بالوكالة في الهجوم، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي. مواجهات واعتقالات وإصابات شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة مداهمات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات واشتباكات في بعض المناطق، حيث اعتقلت القوات عددا من الفلسطينيين، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية. وأفادت المؤسسات، التي تعنى بشؤون الأسرى، أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين من الضفة، خلال مداهمات وتفتيشات، حيث جرى تحويلهم للتحقيق بزعم الضلوع والمشاركة في أعمال مقاومة مسلحة، فيما دارت اشتباكات مسلحة في مناطق مختلفة بالضفة، أسفرت عن إصابات متوسطة وخطيرة. وتركزت الاقتحامات في مختلف محافظات الضفة، وخاصة في المخيمات، حيث داهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل في الضفة، وفتشتها وعاثت بها خرابا، وأخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات. واندلعت اشتباكات عقب اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة. واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس عبر بوابة الطور، وانتشرت في محيط البلدة القديمة، وتعرضت للاستهداف برصاص المقاومين. الأوبئة تفتك بالأطفال وكبار السن كما اقتحمت قوات الاحتلال، مخيم بلاطة شرق نابلس من عدة محاور، مدعومة بعدد من الآليات والجرافات العسكرية. ونصبت قوات الاحتلال القناصة على بعض البنايات، فيما قامت جرافة الاحتلال بتجريف شارع السوق داخل المخيم وتدمير ممتلكات الفلسطينيين، بحجة إزالة السواتر التي وضعها المقاومون لعرقلة آليات الاحتلال. ودارت اشتباكات مسلحة، استهدف خلالها المقاومون قوات الاحتلال بوابل من الرصاص وبالعبوات الناسفة محلية الصنع. واعتقلت قوات الاحتلال 4 شبان خلال مداهمات في قرى محافظة قلقيلية ومن محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدة دير جرير ومخيم الجلزون. واقتحمت قوات الاحتلال مدينة أريحا من المدخل الشمالي، كما اقتحمت مخيم عين السلطان في المدينة دون أن يبلغ عن أي اعتقالات. وفي محافظة طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال مدعومة بالمشاة البلدة، وتمركزها في منطقة الشايفات وشارع السكة في بلدة عنبتا، وسط عمليات تفتيش وتمشيط واسعة في المكان. شهداء قُتلوا خلال غارات للاحتلال على خان يونس (رويترز) ملابس وأمتعة بين ركام المنازل جنوب قطاع غزة (أ ف ب)