لم تتوقف آلة الحرب والموت الإسرائيلية طيلة 89 يومًا من العدوان الغاشم على قطاع غزة، حاصدة أرواح الأطفال والنساء والمدنيين في مختلف أنحاء القطاع، الذي أنهكه الحصار والعدوان. وتضاعفت معاناة مئات الآلاف من النازحين مع الأجواء الباردة والماطرة، في قطاع غزة، حيث دمّرت وأغرقت الأمطار والرياح خيام النازحين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. ومع فجر أمس، واصلت طائرات ومدفعيات الاحتلال استهداف منازل المواطنين، ما أدى لوقوع عدد من الإصابات. وأفادت مصادر محلية، بوقوع إصابات جراء قصف للاحتلال استهدف منزل عائلة كراجة في مخيم 1 في النصيرات وسط قطاع غزة، في حين واصلت زوارق الاحتلال قصف شاطئ دير البلح وسط القطاع. ونفذّت طائرات الاحتلال غارات عنيفة استهدفت أحياء مختلفة بمدينة خان يونس، كما أطلقت زوارق الاحتلال قذائفها بكثافة تجاه شاطئ مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وكان قال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال ال24 ساعة الماضية 13 مجزرة في القطاع، خلفت 156 شهيدا و246 إصابة. وأشار القدرة لارتفاع حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر إلى 21978 شهيدا و57697 مصابا. 10 آلاف مريض سرطان بلا دواء أكّد مدير عام مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني للسرطان صبحي سكيك، وجود عشرة آلاف مريض سرطان بغزة، يعانون من ظروف قاهرة وغير إنسانيّة وعدم توفر أي نوع من الأدوية الخاصة لعلاج السرطان، بعد خروج المستشفى الوحيد قسرا عن الخدمة. وأشار «سكيك» خلال مؤتمر صحفي، إلى رفع ما يزيد على 2200 تحويلة لمرضى السرطان للعلاج بالخارج، مضيفًا «سافر عدد منهم لبعض الدول الشقيقة». وطالب العالم الحرّ بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة والإسراع في مغادرة المرضى وضمان توفير العلاج لهم. وناشد كافة الدول خاصة الجمهورية التركيّة حكومةً وشعبًا بضرورة إعادة تشغيل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني الذي يعتبر الملاذ الوحيد لمرضى السرطان بقطاع غزة. وفي 30 أكتوبر الماضي، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الصداقة التركي وأخرجته عن الخدمة ضمن عدوانها الممنهج ضد المنظومة الصحية في قطاع غزة. استشهاد أربعة فلسطينيين بقلقيلية استشهد أربعة شبان برصاص قوات الاحتلال في بلدة «عزون» شمال قلقيلية. وأعلن جيش الاحتلال اغتياله لأربعة شبان فلسطينيين، خلال اقتحامه لبلدة عزون، وذلك بعد محاصرة البناية التي كانوا يتحصنون بها. وقالت المصادر إن قوة عسكرية كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت البلدة من عدة محاور، ودارت اشتباكات ومواجهات عنيفة. ولفتت إلى أن قوات الاحتلال نفذت حملة مداهمات وتفتيش للمنازل والمحال التجارية، وصادرت تسجيلات الكاميرات. وأعلنت فعاليات البلدة عن إضراب شامل اليوم يشمل جميع مناحي الحياة، حدادا على أرواح الشهداء. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن ستة جنود أصيبوا في بلدة عزون اثنان منهم بجراح خطيرة، وذلك جراء انفجار عبوة ناسفة واشتباكات مع مقاومين. استشهاد أسير في سجن «مجدو» استشهد أسير فلسطيني (23 عاما) من مدينة نابلس، الليلة الماضية في سجن «مجدو» الإسرائيلي، بحسب ما أعلنت مصلحة سجون الاحتلال. وقالت «مصلحة السجون» في بيان، إنه «تم إقرار وفاة أسير أمني من سجن مجدو»، في حين لم تحدد هويته. وأضافت أن «الأسير يبلغ من العمر 23 عاما، وهو من سكان مدينة نابلس، وينتمي إلى حركة (فتح)، واعتقل في يونيو 2022». وأشار البيان، إلى أن الأسير الشهيد «يقضي عقوبة السجن بتهمة إطلاق النار على أشخاص، والاتصال بمنظمة معادية، وارتكاب جرائم غير قانونية وإلقاء جسم حارق». وتابع أنه «كما هو الحال في أي واقعة من هذا القبيل، سيتم فحص الظروف». وبعد ذلك، أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ونادي الأسير الفلسطيني (حقوقي مقره رام الله)، أن إدارة سجون الاحتلال نفّذت عملية اغتيال جديدة بحقّ الأسير عبدالرحمن باسم (23 عاما) من نابلس في سجن (مجدو). وقالت الهيئة والنادي في بيان مشترك تلقته «الرياض»، إن الشهيد «معتقل منذ تاريخ 31 مايو 2022، ومحكوم بالسّجن لمدة 35 شهرا، ليكون الشهيد الأول في أول يوم من عام 2024. جرائم حرب في غزة قال المفوض الأممي لحقوق الانسان فولكر تورك، إن هناك دلالات على ارتكاب جرائم حرب، ومن المحتمل أيضا جرائم ضد الانسانية في الحرب في غزة. وقال تورك، في جنيف» إذا نظرنا إلى كيفية رد إسرائيل، لدي مخاوف حقيقية بشأن امتثال إسرائيل لحقوق الانسان وقانون الانسانية الدولي». وأضاف أن 70% من الذين تضرروا من القصف الاسرائيلي العنيف من النساء والقصر. وأضاف تورك» يمكن افتراض أن أغلبية المتضررين من المدنيين». وأوضح» علاوة على ذلك، فإن العقاب الجماعي للفلسطينيين يعد جريمة حرب. بالطبع، يجب أن تقرر المحاكم في النهاية من ارتكب أي من الجرائم». وأشار تورك إلى أن هناك دلالات على أنه ربما يكون قد تم ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال» في ظل القصف العنيف وغير المتناسب، بالإضافة إلى الافتقار للمساعدة الانسانية الفعالة، هناك مخاوف حقيقية يجب النظر إليها عن كثب بدرجة أكبر». مقتل 4156 طالبا قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، إن 4156 طالبا قتلوا، في حين أصيب 7818 منذ «بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر على قطاع غزة والضفة». وأوضحت الوزارة في بيان صحفي، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن «عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 4119 شهيدا و 7536 جريحا، فيما استُشهد في الضفة 37 طالبا وأصيب 282 آخرون، إضافة إلى اعتقال 85 «. وأشارت إلى أن» 221 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 703 بجروح في قطاع غزة، وخمسة أصيبوا بجروح، واعتُقل أكثر من 71 في الضفة». ولفتت إلى أن» 278 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 83 منها لإضرار بالغة، وسبعة للتدمير بالكامل، كما تعرضت 38 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب». وأكدت الوزارة أن «الاستهداف الإسرائيلي للمدارس طال 90 % من الأبنية المدرسية والتربية الحكومية التي تعرضت لأضرار مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى 29 % من الأبنية المدرسية لا يمكن تشغيلها لتعرضها لهدم كلي أو أضرار بالغة، وأن 133 مدرسة حكومية تم استخدامها كمراكز للإيواء في قطاع غزة». فلسطيني يحمل ابنته الشهيدة وسط غزة (أ ف ب) مصابون في خان يونس جنوبي غزة (رويترز) الآلاف خرجوا في تظاهرات حاشدة رفضاً للحرب على غزة