ابن جبير هو ابن بطيء الله الأندلسي، الذي عاش في القرون الوسطى كان مسافراً ورحالة شهيراً، تعتبر رحلة ابن جبير من أوائل الرحلات التي قام بها، حيث قام بزيارة العديد من البلدان والمدن والأماكن المقدسة في العالم الإسلامي، واحدة من الرحلات الشهيرة التي قام بها في رمضان كانت رحلته إلى مكة وأقام فيها قرابة نصف عام والمعروف برحلة ابن جبير شهر رمضان والاحتفالات الخاصة بقدوم وإحياء لياليه المباركة لعامي 578 ه/ 579 م، فسجّل مظاهر ختم القرآن الكريم فيها في كل وتر من الليالي العشر الأواخر في رمضان، فوصف في رحلته إلى مكة الأركان الأربعة للحرم، وأشار ابن جبير بإسهاب إلى توجّه الخطيب إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقابل في البلاط الآخذ من الشرق إلى الشمال، ويصف لنا ملابس الخطيب ولون عمامته السوداء والطيلسان الذي يرتديه، وإذا قرب الخطيب من المنزل يقول عنه ابن جبير: (فإذا قرب من المنبر عرج إلى الحجر الأسود فقبّله، ودعا عنده، ثُم سعى إلى المنبر، ورئيس المؤذنين بالحرم الشريف ساعياً أمامه، لابساً السواد. ويشير إلى جلوسه ومبادرة المؤذنين بإعلان الأذان بلسان واحد، ثُم تلاوة الخطبة). عرفنا ابن جبير في رحلته عن الاحتفاء بالأهلة في مكة، وما يجري فيها من احتفالات، وكيف دخل أمير مكة داخل الحرم الشريف مع طلوع الشمس، والاحتفال بشهر رمضان، فسجل الاهتمام الكبير بزيادة أحجام وأعداد وسائل الإضاءة منذ صلاة المغرب وحتى الفجر وتجديد فُرش الحرم الشريف من الحصير عند دخول نمرة الشهر الكريم. وأشار الرحّالة إلى إقامة صلاة التراويح في الحرم المكي في عدة أماكن متفرقة، وكان لكل فرقة إمامها، وأن عدد ركعات التراويح بلغت أربعاً وعشرين ركعة خارجاً عن الشفع والوتر، مع تعدد مرات الطواف حول الكعبة المشرفة فيما بينها، وذكر ابن جبير عن السحور في مكة، الذي كان يتم من المئذنة التي توجد في الركن الشرقي للمسجد الحرام. (تذكرة الأخبار عن اتفاقات الأسفار/ ابن جبير)