سقط 42 قتيلا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة مواقع عدة قرب حلب في شمال سورية، في حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد ومقره في المملكة المتحدة "مقتل "42"، 36 من قوات النظام و6 من حزب الله اللبناني، جراء الضربات الإسرائيلية التي طالت مستودعاً للصواريخ لحزب الله اللبناني ويقع بالقرب منه مركز للتدريب، في منطقة جبرين قرب مطار حلب الدولي. وقال المرصد "قُتل ما لا يقلّ عن 42 عنصرًا من قوات النظام وأُصيب عشرات في غارات إسرائيلية" استهدفت منطقة تقع قرب مطار حلب الدولي. وأكّد المرصد أنّ "هذه الحصيلة من القتلى من قوات النظام هي الأعلى" في غارة إسرائيلية في سورية منذ كثّفت الدولة العبرية استهدافها لمواقع في جارتها الشمالية إثر اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر. وأضاف، أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مستودعاً للأسلحة تابعاً لحزب الله اللبناني في منطقة جبرين قرب مطار حلب الدولي، كما استهدفت معامل الدفاع في السفيرة، ودوت انفجارات في منطقة كفرجوم غرب حلب. وأضاف أن الدفاع الجوي أطلق رشقات صاروخية للتصدى للهجمات الإسرائيلية. وتعد هذه الحصيلة من القتلى من قوات النظام هي الأعلى خلال الضربات الإسرائيلية السابقة التي طالت مناطق سورية. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع العام 2024، 26 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 18 منها جوية و8 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 51 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات. وتسببت تلك الضربات بمقتل 79 من بينهم 9 من الحرس الثوري الإيراني و12 من حزب الله. من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله إنّ غارة جوية إسرائيلية استهدفت "عدداً من النقاط في ريف حلب" ممّا تسبّب بسقوط قتلى وجرحى من "مدنيين وعسكريين" لم تحدّد عددهم. وجاءت الغارات على ريف حلب بعد ساعات من غارة إسرائيلية تسبّبت بمقتل شخصين في مبنى سكني قرب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، بحسب الإعلام الرسمي السوري. ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري أنّ "العدو الإسرائيلي شنّ عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد المباني السكنية في ريف دمشق". وأضافت "استشهد مدنيان ووقعت أضرار مادية جراء العدوان". وطهران داعمة أساسية لدمشق، وقدمت لها خلال النزاع المستمر منذ نحو 13 عاماً، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وتنفي طهران إرسال قوات للقتال في سورية، مؤكدة أنّ وجودها في هذا البلد يقتصر على مستشارين عسكريين. واتّهمت إيران في 25 ديسمبر إسرائيل بقتل رضي موسوي، القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ضربة قرب دمشق. وقُتل 13 شخصاً بينهم خمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني جراء غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حيّ المزة في دمشق في 20 يناير، وفق المرصد. ومنذ بدأت الحرب في القطاع الفلسطيني كثّفت إسرائيل غاراتها على الأراضي السورية، وقد طال قصفها مرات عدة مطاري دمشق وحلب الدوليين، وأيضاً مواقع تابعة لحزب الله. وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سورية طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تعتبرها محاولات من طهران لترسيخ وجودها العسكري في سورية.