ما المقصود بالمهارات الناعمة؟ هي سلسلة من الخواص التي يجب أن تتحلى بها والتي ستساهم لتتفاعل مع الآخرين بكل فعالية. فبعض هذه المهارات قد تجد نفسك تتحلى بها بالفطرة، أو بإمكانك اكتسابها عن طريق التعلم والممارسة حتى تحترفها. هناك الكثير من المهارات الناعمة التي يمكن اكتسابها واستخدامها، ولكن هناك نصف درزن منها يجب أن يتحلى بها كل شخص لأهميتها، لأنها قد تعتبر الأساس الذي ينبثق منه الكثير من المهارات الأخرى. دعونا نلقي نظرة على نصف الدرزن هذا ونحاول اكتسابه والتحلي به لأنه سيساعدك في حياتك اليومية وفي مجتمعك الوظيفي على وجه الخصوص. مهارة التواصل: عندما نتحدث عن التواصل فإننا لا نعني كيفية الحديث فقط، بل نعني بكل بساطة كيفية الإنصات واستخدام الرد المناسب وإيصال الفكرة التي ترجوا توضيحها. عندما تم سؤال أحد أغنى أغنياء العالم وارن بافيت من قبل أحد الطلبة في إحدى الندوات عن أهم مهارة يجب أن يتحلى بها الفرد في المجتمع الوظيفي؟ قال دون تردد: مهارات التواصل. لأنك عندما تعرف كيف تتواصل مع الطرف الآخر، فهذا سيقودك ويقود الطرف الآخر لاتخاذ القرار الصحيح. وبإمكانك أيها القارئ العزيز البحث في الإنترنت عن هذه المهارة والتبحر فيها، فهناك الآلاف من المنشورات والفيديوهات التي تتحدث عنها وكيفية تعلمها واستخدامها، فهذه المهارة ذاتية التعلم. مهارة القيادة: القيادة ليست بتلك الصعوبة كما يعتقد البعض، فقد وضح أحد أشهر الكتاب الذين أفنوا حياتهم في الكتابة عن القادة والقيادة السيد جون سي ماكسويل، حيث قال: القيادة ليس لها علاقة بالمنصب أو تدرجك الوظيفي في المنظمة، القيادة هي تأثير شخص واحد على الآخر دون زيادة أو نقصان. فإذا كان لديك القابلية للتأثير على الآخرين بطريقة إيجابية فهذه هي القيادة. فإذا وجدت نفسك إيجابياً، وتترك انطباعاً جيداً عند الآخرين وتستطيع تحمل المسؤولية، فأنت قائد ولا غبار على ذلك. وبالإمكان التعرف أكثر عن هذه المهارة من خلال قراءة المزيد عن خصال أي قائد أو متابعة من أثر بك وترك عندك انطباع جيد حتى تقود الآخرين ليصنعوا صنعك. مهارة العمل مع فريق عمل: قد يطول الحديث في هذه المهارة لأنها من المهارات المهمة جداً والتي تسترعي انتباه أي شخص. فمن تعمل معهم ليسوا مثلك، ومن يعملون معك أنت لست مثلهم، فإذا تشابهتم فهذا حسن وخير، وإن اختلفتم فهذا صحي وبالإمكان معالجة هذا الاختلاف ليصب في مصلحة العمل، فعليك التحلي ببعض الخواص البسيطة مثل: حسن الاستماع، وتقبل النقد، وكيفية الحديث وإيصال الفكرة، وحتى أيضاً كيفية طلب المساعدة من أحد أعضاء فريق عملك. وكل هذا ينصب في تفادي أي نزاعات تحصل بين أعضاء الفريق أو فرق العمل. لأنه بكل بساطة إذا اختلف فريق العمل فقد يتوقف كل شيء، وإذا توقف كل شيء يتوقف الإنتاج، وإذا توقف الإنتاج فهذا هو الخطر بعينه، فكن عضواً فعالاً في الفريق ولا تكن ذلك الشخص الذي لا يحب أحد العمل معه. مهارة إدارة الوقت: ويا لها من مهارة مهمة، الكثير قد يغفل عنها وعن أهميتها، جميعنا يعلم ذلك المثل الذي حفظناه منذ نعمومة أظفارنا "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك"، فهذا المثل بحد ذاته مخيف، حيث تم تشبيه الوقت فيه بالسيف لقسوته. فأهم خصلة لأي شخص لديه مشكلة مع الوقت هي أن يعطي نفسه بعض الوقت. وكيف يحصل ذلك؟ على سبيل المثال: لديك مشروع لعمل عرض معين لمنتج ما، ولديك ثلاثة أيام لتقديم العرض، بكل بساطة قم بعمل كل ما يلزم والانتهاء من عمل العرض خلال يومين أو قل، بهذا تكون قد أعطيت نفسك بعض الوقت، ومستعد لأي جديد قد يطرأ. قم بإدارة وقتك بفعالية وتذكر دائماً السيف. مهارة حل المشكلات: تم تأليف مئات الكتب وعمل الآلاف من الندوات والدورات في كيفية حل المشكلات بطرق ومنهجيات وأساليب مختلفة. وربما أهم نقطة يجب الانتباه جيداً لها هي فهم المشكلة بكل تفاصيلها واستخدام المنهجية الصحيحة لإيجاد الحل. فالمشكلة بحد ذاتها سؤال، وكما يقال إن فهم السؤال يعتبر نصف الإجابة. فحلّال المشكلات بحاجة لعقلية تحليلية وتفكير منطقي وإبداعي، يخوله استخدام الطريقة والنهج الصحيح لإيجاد الحل. وهذه المهارة يتم اكتسابها بالقراءة والاستفادة من خبرات ذوي الخبرة وبحضور الندوات والدورات التي تتحدث عن هذا الموضوع. مهارة اتخاذ القرار: الحياة عبارة عن قرارات، فكل يوم دون أن ننتبه نتخذ الكثير من القرارت المتعلقة بنا وبعملنا. أصبح هناك الكثير من الأساليب والمنهجيات التي تساعد الفرد لاتخاذ القرار الصحيح. ولتتخذ القرار الصحيح أنت بحاجة إلى أن يكون لديك القابلية لكيفية جمع المعلومات وتصنيفها وتحليلها وتقييمها ومن ثم اختيار أفضل الاختيارات حتى يتم اتخاذ القرار الصحيح. المهارات الناعمة كما ذكرنا هي تلك الخواص التي يجب أن يتحلى بها الشخص ليتفاعل مع الآخرين بكل فعالية، وحصر المهارات الناعمة كلها قد يكون مهمة شاقة ولكنها قابلة للتحقيق. ولكن بالتركيز على نصف الدرزن هذا من: مهارات التواصل، والقيادة، والعمل في فريق عمل، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، قد يمنحنا بعض الأساسيات المهمة التي ينبثق منها الكثير من المهارات والسمات التي تساعدنا في حياتنا اليومية والمجتمع الوظيفي لتحقيق درجات النجاح.