كانت القيادة في الماضي تعتمد على الأمور الظاهرية مثل الصحة والقوة الجسدية والمكانة الاجتماعية، لكن في العصور المتأخرة ومع التغيرات السريعة التكنولوجية الحديثة أصبحت القيادة والإدارة تحتاجان إلى ما هو أكثر من ذلك، وباتتا ترتكزان على قوة المعرفة والذكاء العاطفي ومهارات التواصل وقوة الشخصية، وغيرها الكثير من السمات التي أصبحت أساسية في عالمنا اليوم. وأصبح من الضروري اليوم أن يتحلى القائد بالمعرفة والبصيرة وتكون الرؤية واضحة أمامه وتكون الحكمة رداءه وسعة الصدر عنوانه، فإنه يكسب احترام أعدائه قبل أصدقائه، ويقود السفينة بسرعة كافية لتكون في المقدمة في طريقها الصحيح بعيدا عن المخاطر والأهوال وتكون مثالا يحتذى به بين الأوساط، فينقش له أتباعه الحب على صخور الولاء. القيادة هي مسؤولية وقد قال عنها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم «إنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة»، فهي مسؤولية كبيرة على كتف صاحبها لأنه مكلف بنجاح المهمة الموكلة إليه وإلى فريقه، وتكون أبرز مشاكلها بأن يكون الشخص غير مؤهل لتلك المهمة بأن يكون اختصاصه بغير مجال عمله، كأن يترأس فريقا طبيا أحد المختصين بالزراعة وليس لديه خلفية في المجال الطبي. القيادة أنواع عديدة ولكن أفضلها القيادة التحفيزية وهي ترتكز بشكل أساسي على مقدرة القائد على تحفيز الآخرين وتشجيعهم لتحقيق الأهداف بحيث يزداد عطاؤهم إلى أقصى درجة، ويكون عملهم عن رغبة وقناعة وترتفع بها كفاءة العاملين في الفريق، ويكون القائد مصدر إلهام للفريق ويحثهم على الإبداع والتصميم. يتمتع القائد الناجح بمهارات عديدة منها المكتسبة بالتعلم ومنها المكتسبة بالفطرة، وهنا بعض أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها القائد الناجح: فهم حاجات التابعين والاعتناء بها ومساعدتهم على النمو والتطوير القدرة على التخطيط، وتنفيذ العمل مما يعزز الترابط والثقة بين القائد والتابعين . القدرة على اكتساب المعرفة وتوظيفها لمصلحة العمل مهارات التواصل مع الآخرين،ومعرفة نقاط القوة والضعف فيهم. إدارة الوقت والقدرة على إنجاز العمل في الوقت المحدد. مهارة الاستماع لآراء الآخرين ومشاكلهم والتفاعل معها بشكل إيجابي.