غوتيريش: التوافق الدولي يزداد بضرورة وقف النار رحبت المملكة العربية السعودية بصدور قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك، بما يؤدي إلى وقفٍ دائم ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وامتثال الأطراف لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، وتوسيع نطاق تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم. وجدّدت المملكة مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، والتأكيد على ضرورة إنهاء المعاناة وتوفير الأمل للشعب الفلسطيني وتمكينه من الحصول على حقوقه في العيش بأمان، وتقرير المصير عبر مسار موثوق لا رجعة فيه لإقامة دولته الفلسطينية بحدود عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة. كما يواصل الجيش الإسرائيلي محاصرة ثلاثة مستشفيات في شمال وجنوب قطاع غزة تحت وابل القصف والغارات الجوية التي لا تهدأ لليوم الواحد والسبعين بعد المئة من حربه مع حركة حماس، مخلفة عشرات الضحايا فيما يستعد مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار جديد يدعو لهدنة خلال شهر رمضان. وأكد جيش الاحتلال شن عشرات الغارات في مناطق متفرقة من القطاع ومواصلة عملياته لليوم الثامن في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ولليوم الثاني في مستشفى الأمل ومحيطه في خان يونس جنوباً، مؤكداً أنه قتل عشرين مقاتلا في اشتباكات وضربات جوية في المنطقة من حيث أجلى مئات السكان الأحد. ويقول الجيش إنه يستهدف تفكيك بنية حماس والقضاء على مقاتليها. لكن حركة حماس تنفي استخدام المستشفيات مراكز لعملياتها. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ "قوات الاحتلال تحاصر كلّا من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر" الذي يبعد عنه 1,5 كلم في خان يونس "وسط قصف عنيف جدا وإطلاق نار كثيف". وأضاف أن "جميع طواقمنا تحت الخطر الشديد حالياً ولا تستطيع الحركة نهائيا". وقال الإعلام التابع لحماس إن القصف المدفعي المكثف استهدف محيط مستشفى الأمل ومجمع ناصر، أكبر مستشفيات جنوب القطاع، كما استهدف الطوابق العليا في الشفاء والمباني المجاورة، في مدينة غزة. وقال الجيش إنه اعتقل نحو 500 شخص وصفهم بأنهم "على صلة بحماس والجهاد الإسلامي" وعثر على أسلحة في مجمع الشفاء. وذكر في بيانات سابقة أنه قتل 170 مقاتلا اشتبك معهم داخل المجمع وفي الأحياء المحيطة التي اقتحمها بالدبابات فجر 18 مارس. وقال شهود عيان الإثنين إن الجيش طلب عبر مكبرات الصوت من الكادر الطبي والمرضى وجميع من يحتمون في مجمع الشفاء إخلاءه فوراً، لكن كثيرين قالوا إنهم "يخافون من إطلاق النار عليهم أو اعتقالهم إذا خرجوا". وأفاد شهود عيان في المنطقة لوكالة فرانس برس عن "احتجاز عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال وإجبارهم على خلع ملابسهم وتقييدهم والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بهم، وإرغام عشرات النساء والأطفال على النزوح سيراً على الأقدام إلى المواصي في جنوب القطاع" لمسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً. وقالت حماس إن الجيش "نسف بالمتفجرات أكثر من 19 منزلا ومبنى سكنيا وتجاريا في حي الرمال"، وسط اشتباكات عنيفة في المنطقة تركزت في حي الرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ. وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إنه خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية "وصل إلى المستشفيات 107 شهداء، غالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن، في مجازر الاحتلال وحرب الإبادة بحق المدنيين العزل، وما زال عشرات المفقودين وبينهم أطفال تحت الأنقاض". وقال مسعفون فلسطينيون أمس الاثنين إن الجيش الإسرائيلي قتل عشرات الأشخاص في هجمات جديدة في غزة كما واصلت قواته حصارها لمستشفيين تعتقد أن مسلحي (حماس) يختبئون فيهما. وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هجومها، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التوافق الدولي يزداد على إبلاغ إسرائيل بضرورة وقف إطلاق النار وبأن الهجوم على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية. وتعرضت رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، لهجمات جديدة من القوات الإسرائيلية ضمن مدن أخرى. وقال مسعفون فلسطينيون إن 30 شخصا استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في رفح المزدحمة بالنازحين الفارين من القتال في مناطق أخرى في القطاع بعد أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب. من جهتها أعلنت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن إسرائيل منعتها نهائيا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة الذي بات على حافة المجاعة. وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني عبر منصة إكس "رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأممالمتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى الشمال". وأضاف "هذا أمر شائن ويجعل عرقلة المساعدة المنقذة للحياة مقصودة أثناء مجاعة من صنع الإنسان". والإثنين، قالت إسرائيل إن الأونروا "تخلت منذ فترة طويلة عن دورها في تسهيل وصول المساعدات إلى شمال غزة، كنا نعمل مع منظمات الإغاثة ووكالات الأممالمتحدة الأخرى لتسهيل تقديم كميات كبيرة من المساعدات إلى الشمال". وأوضحت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما لوكالة فرانس برس إن قرار المنع تم إعلانه خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين الأحد. وجاء بعد رفض خطي لتسيير قافلة إلى الشمال الأسبوع الماضي. وأكدت توما أن إسرائيل لم تقدم أي تبرير لهذا القرار.