جميع الأبواب تحتاج مفتاحاً لفتحها، ولهذا دخول الجنة يتطلب بعض الأعمال والعبادات حتى يتمكن العبد من دخولها، ومفتاح الجنة هي كلمة الإخلاص، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) عبده ورسوله. ومن الأدلة على ذلك، أخرج الإمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً: (مفتاح الجنة شهادة أن لا إله الا الله). والبخاري عن وهب بن منبه: (أنه قيل له: أليس مفتاح الجنة لا إله الا الله؟ قال: بلى ولكن ليس من مفتاح إلا له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح) وفي المستند عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله). قال في حادي الأرواح: (ولقد جعل الله لكل مطلوب مفتاحاً يفتح به، فجعل مفتاح الصلاة الطهارة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (مفتاح الصلاة الطهور)، ومفتاح الحج الإحرام، ومفتاح البر الصدق ومفتاح الجنة التوحيد، ومفتاح العلم حسن السؤال، وحسن الإصغاء، ومفتاح النصر والظفر الصبر، ومفتاح المزيد الشكر، ومفتاح الولاية المحبة ومفتاح المحبة الذكر ومفتاح الفلاح التقوى ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة، ومفتاح الإجابة الدعاء، ومفتاح الإيمان التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه، ومفتاح الدخول على الله سلامة القلب، وسلامته له والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك، ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن، والتضرع بالأسحار، وترك الذنوب والأوزار، ومفتاح حصول الرحمة الإحساس في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده، ومفتاح حصول الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى، ومفتاح العز طاعة الله ورسوله، ومفتاح الاستعداد للآخرة قصر الأمل، ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الآخرة، ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الأمل، وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم لمعرفة مفاتيح الخير والشر، فإن الله جعل للخير وللشر مفتاحاً وباباً يدخل فيه إليه،كما جعل الشرك والكبر والإعراض عما بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار فسبحان مسبب الأسباب). كتاب الموسوعة العقدية