الجنة التي أعدها الله عز وجل لعباده المؤمنين بما فيها من نعيم مقيم وعيشة راضية وجنة عالية ومساكن طيبة وما فيها من الدرجات العلى والفرش المرفوعة والغرف التي من فوقها غرف مبنية وعليين والفردوس الأعلى وما في ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.كل ذلك أعده الله لعباده المؤمنين الذين آمنوا بالله وأخلصوا دينهم له وصدقوا كتبه ورسله وعملوا الصالحات واتقوا الشبهات والمحرمات يقول سبحانه في حق عباد الرحمن بعد تعديد صفاتهم " أولئك يجزون الغرفة بما صبروا,,," الأية ويقول سبحانه وتعالى: "لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية ,,"ويقول سبحانه وتعالى: " كلا ان كتاب الأبرار لفي عليين,," والجنة مائة درجة ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض وان أعلاها وأوسطها الفردوس الأعلى منها تفجر أنهار الجنة فاذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، وفي الجنة ثمانية أبواب أخذاً من قوله صلي الله عليه وسلم فيما رواه مسلم رحمه الله، وما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لااله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله الا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أي باب شاء. وقد جاء في تعيين هذه الأبواب، أنها باب الصلاة وباب الجهاد وباب الصدقة وباب الريان للصائمين فقط وباب الكاظمين الغيظ وباب الراضين والباب الأيمن الذي يدخل منه من هذه الأمة من لاحساب عليه ولاعذاب وباب التوبة الذي هو مفتوح منذ خلقه الله لايغلق فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق, وقد يكرم الله عز وجل عباده فيدعى لدخول الجنة من هذه الأبواب كما كان لذلك لأبي بكر الصديق رضي الله عنه, وقد ورد في الأحاديث الصحيحة تفسيرات لسعة تلك الأبواب منها ما بين المصراعين مسيرة كذا وكذا وفي رواية كما بين مكة وهجر وكما بين مكة وبصرى وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام. والمسلم عليه أن يجتهد في بذل الأسباب المؤدية الى رضوان الله عزوجل ودخول الجنة وأن يجتهد في أن يكون من الأبرار المقربين وليكون في عليين وهم أصحاب المنابر من النور في مقعد الصدق.ولاشك أن العمل الصالح الخالص الموافق لهدي رسول الله صلي الله عليه وسلم وفعل انواع البر والاحسان والتحلي بأخلاق القرآن والتزام الصدق في الأقوال والأفعال خير طريق الي تلك الجنات, فقد روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أصبح اليوم منكم صائماً؟ قال أبوبكر : انا قال من منكم اليوم تبع جنازة؟ قال أبوبكر أنا,قال من اطعم اليوم منكم مسكيناً قال ابوبكر أنا, قال من عاد اليوم منكم مريضاً؟قال ابوبكر انا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة. ولماذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف تلك الغرف وعلوها كأنها الكوكب الدري الغابر في المشرق أو المغرب يتراءى منه أهل الجنة قالوا يا رسول الله : تلك منازل الأنبياء لايدخلها غيرهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين. كما ورد في صحيح الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة غرفاً يري ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام إليه أعرابي فقال لمن هي يارسول الله؟ قال لمن أطاب الكلام وفي رواية لمن افشي السلام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام, وقد ورد في بعض الآيات توضيحاً لذلك حين قيل له عليه الصلاة والسلام ومن يطيق ذلك؟ فقال أمتي تطيق ذلك من لقى أخاه المسلم فسلم عليه فقد افشى السلام ومن أطعم أهله وعياله حتى يشبعهم فقد أطعم الطعام ومن صام رمضان، ومن كل شهر ثلاثة أيام فقد ادام الصيام ومن صلى العشاء الآخرة في جماعة فقد صلى والناس نيام. فاللهم اختم لنا بالإيمان والصالحات واجعلنا من أهل الغرفات الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون. * كوالالمبورماليزيا makloob.com@ mustashar