{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظالمين} حتى الجنة التي جعلها الله دار قرار لم تخل من امتحان! فما بالك بالأرض التي جعلها الله دار عبور؟! ولكن، انظر لرحمته سبحانه حين حرم شجرة واحدة أباح شجر الجنة كلها! ولكنها وظيفة الشيطان أن يزين للناس الحرام مع أن الشجرة لم تكن تختلف عن باقي الأشجار، ولكنه يلعب على وتر الناس الحساس فأغرى آدم بالخلود هذا فعله في الجنة وقد ضمن الله لآدم أن لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يضحى فما بالك بالدنيا التي جعلها الله دار أسباب وسعي، دار كد وشقاء، دار مرض وعجز.. ولكنها القصة القديمة ذاتها. سعة الحلال، وضيق الحرام وإبليس يضيق في عيون الناس الحلال، ويوسع لهم الحرام! حين حرم الله الربا، أباح الكثير من وسائل الكسب، ولكن إبليس لا يألو جهداً لإقناعنا أنه الوسيلة الأيسر للرزق، رغم أنه ممحوق البركة مهما كثر، حين حرم الخمر، أباح الكثير من المشروبات، ولكن دأب إبليس أن يزينها للناس حين حرم لحم الخنزير، أباح الكثير من اللحوم، ولكن هذه وظيفة إبليس أن يوهم الناس أن الحرام ألذ، حين حرم الزنا، أباح الزواج، ولكن إبليس لا يكل يزينه في عيون الناس، إن كنا قد خرجنا من الجنة مجبرين، فها نحن في محطة الدنيا، وفيها قطاران: قطار الجنة، وقطار النار! فاختاروا قطاركم الذي يأخذكم الى بر الأمان! كتاب رسائل من القرآن