قال الفرع الفلسطيني لصندوق الأممالمتحدة للسكان الثلاثاء في تصريحات لفرانس24، إن الهجوم الإسرائيلي البري الوشيك في رفح بجنوب قطاع غزة، قد يؤدي إلى "مذبحة". ويخشى العالم من تداعيات كارثية في حال بدأت هذه العملية المرتقبة في المدينة التي باتت تؤوي أكثر من مليون نازح، فروا من هول القصف والهجمات الإسرائيلية في شمال القطاع، والذي تعتقد تل أبيب أنها آخر ملاذ لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس). كما تعد رفح آخر مدينة كبيرة لم تتعرض حتى الآن لغزو بري خلال هذه الحرب. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق الجمعة على "خطط العمل" التي وضعتها قواته لشن الهجوم في رفح. ورفض نتانياهو دعوة جو بايدن بالتراجع عن هذه العملية. وقال الثلاثاء إنه كشف "بكل وضوح" للرئيس الأمريكي "أننا عازمون على استكمال عملية القضاء على هذه الكتائب (حماس) في رفح، ولا يوجد سبيل للقيام بذلك إلا بالعمل على الأرض". في هذا الصدد، قال صندوق الأممالمتحدة للسكان في التصريحات، التي أرسلها لنا عبر البريد الإلكتروني، إن حوالي 1.5 مليون شخص، منهم عشرات الآلاف من النساء الحوامل والأمهات الجدد والأطفال حديثي الولادة، هم حاليا "محشورون في رفح مع قليل من الطعام وبالكاد يحصلون على الرعاية الطبية. حيث لا مكان للنوم ولا يجدون ملاذا آمنا يلجأون إليه". وتابع نفس المصدر بأن عدد سكان هذه القطعة الصغيرة من الأرض بات الآن أكثر من خمسة أضعاف القدرة الأصلية للاستيعاب. محذرا من أن العملية البرية في رفح قد تؤدي إلى "مذبحة" في قطاع غزة. كما قد "تؤدي أيضا إلى الإضرار بالعملية الإنسانية الهشة أصلا". خطط الإجلاء إلى "جزر إنسانية" طبيعتها "مروعة" هذا، وكانت منظمة الأممالمتحدة حذرت في بيان نشرته بتاريخ 14 مارس/آذار، من الطبيعة "المروعة" للخطط الإسرائيلية لإجلاء 1,4 مليون فلسطيني من مدينة رفح بجنوب غزة إلى مخيمات أو "جزر إنسانية" شمالا. وفي نفس البيان، قالت جولييت توما مديرة الاتصالات بمكتب الأونروا في غزة: "إلى أين ستُجلون الناس، لأنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة. الشمال في حالة خراب ومليء بالأسلحة غير المنفجرة. إنه عمليا غير صالح للعيش". مضيفة: "لقد طفح الكيل. وأي تصعيد آخر سيكون مروعا تماما". تعقيبا، قال صندوق المنظمة الدولية للسكان لفرانس24 إن "الأممالمتحدة لن تشارك في أي عمليات إجلاء قسري وغير طوعي. إن نقل مئات الآلاف من الأشخاص إلى ما يسمى بالجزر الإنسانية بدون إمكانية الحصول على الغذاء أو الماء أو الرعاية الصحية، هو أمر لا يمكن تخيله. ينبغي حماية المدنيين بغض النظر عما إذا كانوا في حالة تنقل أو استقرار". كما أضاف نفس المصدر: "من شأن الهجمات على رفح أن تعقد أكثر من مهام العاملين في المجال الإنساني لتقديم المساعدة. نحن بحاجة ماسة إلى توفير الأدوية والمعدات والغذاء والمياه والمأوى. بدلا عن ذلك، نتوقع أن يكون هناك مئات الآلاف من الأشخاص اليائسين والمصدومين الفارين الذين يواجهون مزيدا من القصف". وكان نتانياهو قال الأحد إنه سيتم إجلاء 1,5 مليون فلسطيني من رفح قبل تنفيذ عملية عسكرية في هذه المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة المحاصر. على صعيد آخر وبلغة الأرقام، قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بفلسطين، في تقرير على موقعه الرسمي، إن هذه الحرب أدت إلى تدمير أكثر من 70 ألف من الوحدات السكنية في غزة، وإلى نزوح 1,7 مليون فلسطيني من منازلهم. كما أعلنت وزارة الصحة في غزة الأربعاء ارتفاع حصيلة ضحايا الهجمات الإسرائيلية في القطاع إلى 31923 ضحية و74096 جريحا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وأكدت الوزارة في بيان: "وصل للمستشفيات 104 شهداء و162 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية" وحتى صباح الأربعاء، مشيرة إلى أن الكثير من الضحايا ما زالوا تحت الركام أو في الطرقات ويصعب الوصول إليهم.