تبذل المملكة جهوداً مستمرة لتعزيز قيم التسامح، ودحض جميع ملامح التطرف والكراهية والعنف، وهي تدين خطاب الكراهية بجمع أنواعه وأشكاله، وفي هذا العالم الذي يعيش اليوم مصيراً مشتركاً بفعل التطورات التكنولوجية التي قربت المسافات، فإنه لا يمكن لمجتمع أن يكون بمعزل عن آخر، ولا بد معها من معالجة معوقات التبادل الثقافي، وإذكاء قيمة التسامح ليكون أساساً للتعايش بين الناس، وركيزة لبناء الحضارات. من هنا وارتكازاً على مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، فإن المملكة تتبنى دوراً أساسياً على المستوى العالمي في نشر قيم التسامح ومكافحة خطاب الكراهية، بوصفه منهج حياة ومبدأً من المبادئ الجامعة بين الأفراد، فالقيم الإسلامية السمحة تدعو لتعزيز الأمن والاستقرار والتسامح بين كل المجتمعات الإنسانية بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم السياسية والثقافية. ويعد المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» الذي أنشأته المملكة ذراعاً فكرياً لتحجيم خطاب الكراهية ومحاصرة دعاته عبر تجفيف منابع الكراهية في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، والتشجيع على الإبلاغ عن جرائم الكراهية، وتعزيز دور التربية والتعليم تجاه مكافحة خطاب الكراهية، ودعم ثقافة التعايش الإنساني، وكذلك إطلاق مبادرات أخلاقية تحفز على نبذ الكراهية ونشر قيم الاعتدال. وفي سياق ذلك تأتي إشادة مجلس الوزراء، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن «تدابير مكافحة كراهية الإسلام»، وتعيين مبعوث خاص للمنظمة معني بمكافحة «الإسلاموفوبيا»، الذي جدد التأكيد على دعم المملكة للجهود الدولية الهادفة إلى مكافحة الأفكار المتطرفة وقطع تمويلها، وحرصها على تشجيع وتبني قيم السلام والحوار، وتعزيز ثقافة التعايش بين الشعوب من أجل الوصول إلى سلام وازدهار يعمَّان العالم.