-بحمد الله- تعالى ها نحن نعيش أجواء روحانية في شهر رمضان المبارك وسط مشاعر من الفرح والسرور تتخللها نفحات إيمانية وعادات تتجدد كل عام في هد الشهر الفضيل. ونستذكر في كل عام العادات المتأصلة في المنطقة الشرقية في شهر رمضان المبارك مما يميز هد الشهر الفضيل عن باقي الشهور. وقد اشتهر الساحل الشرقي بالعادات الاجتماعية المؤصلة لصلة الرحم خلال الشهر الفضيل، مثل الغبقات الرمضانية التي تجمع الأهل والأصدقاء بطابع رمضاني تتنوع فيه الأطباق الرمضانية. وتشتهر المنطقة بطهي الأكلات الشعبية الرمضانية، من أبرزها الهريس، واللقيمات، والعصيدة، والجريش، والثريد، والمرقوق، والصالونة، والبلاليط، والخبز الأحمر والمعكرونة «وغيرها مما يميز السفرة الرمضانية. كما تتزين أغلب الحارات في المنطقه الشرقية بالفوانيس والهلال الرمضاني مما يبعث الفرح والسرور في قلوب السكان. وتتميز المنطقة الشرقية بطقوسها وعاداتها الخاصة، التي تزيد من الترابط الاجتماعي والأسري، وما أن تهل ليالي رمضان، إلا ويبدأ الناس بإحياء تلك العادات الرمضانية، التي تضفي طابعًا خاصًا لأجواء رمضان الروحانية، ومن بين تلك العادات عادة توزيع الطعام بين الأسر وتسمى في بعض محافظات المنطقة ودول الخليج بالنقصة. وتُعرف هذه العادة بتبادل الوجبات بين أهالي الحي، وكان النساء والأطفال قبل وقت الإفطار يحملون أطباق المأكولات المتنوعة إلى الجيران الذين يبادلونهم في اليوم التالي كذلك بما طهوا ويقومون بإرجاع الأطباق ممتلئة بالخيرات، وكانت هذه العادة مستمرة طوال الشهر الفضيل. في وقتنا الحاضر، وبالرغم من قلة الاهتمام بهذه العادة، وتلاشيها شيئًا فشيئًا، فإن بعض الأهالي استمروا بالحفاظ عليها، حيث يقومون بإحيائها كموروث شعبي قديم من حين لآخر خلال شهر رمضان. وقد شهد لأبناء المنطقة تزويدهم للمساجد بالإفطار ونشر الخير والصدقة في جميع مدن ومحافظات المنطقة الشرقية. أما عن قضاء الأهالي لليالي رمضان فيكون غالباً في قراءة القرآن الكريم في المسجد والاعتكاف والحرص على أداء صلاتي التروايح والقيام التي تعتبر من أهم الفرص الذي يغتنمها العبد في هذا الشهر الفضيل.