الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية: اعتمدنا نهجًا دقيقًا في التصميمات المعمارية للمحافظة على الهوية التاريخية للمملكة كشف السيد جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية، تفاصيل مهمة عن "بوابة الدرعية" والمشاريع المستقبلية لشركة الدرعية في خريطة رؤية المملكة "2030". واتساع رقعتها سياحيا والطلب عليها عالميا، والحفاظ على التراث التاريخي "حي الطريف"، المدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، تحدثنا عن تفاصيل مختلفة مع السيد جيري: كيف يمكن لشركة الدرعية الاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة في الدرعية التاريخية؟ تُعد الدرعية جزءًا من محفظة صندوق الاستثمارات العامة للمشاريع الوطنية الكبرى بقيمة استثمارية تبلغ 63.2 مليار دولار. وتتمحور مخططاتنا الرئيسة المتنوعة حول مسقط رأس المملكة العربية السعودية، التي جرى تطويرها بهدف إقامة أحد أعظم أماكن التجمع الثقافي في العالم. ومن موقعها على بعد 15 دقيقة من قلب العاصمة الرياض، وعلى مساحة تبلغ 14 كيلومترًا مربعًا، تأخذ شركة الدرعية على عاتقها مهمة تسليط الضوء على الدرعية وتاريخها وثقافتها أمام العالم. ولتحقيق هذا الهدف المنشود، شرعت شركة الدرعية في تطوير مجموعة من الأصول في مجالات الضيافة، والمراكز التجارية، والمطاعم والمقاهي، والمنشآت السكنية التي من شأنها أن تنافس حتى الوجهات الثقافية الحضرية الأكثر شهرة في العالم. وتسعى الدرعية إلى إعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية والإرث الثقافي وذلك من خلال التعاون مع كبرى العلامات التجارية، وتوفير سبل الراحة وأشكال الرفاهية كافة، وأسلوب الحياة الذي يراعي الإنسانية كما يجب أن تكون. ومن خلال التعاون مع العلامات التجارية العالمية، يجمع مشروع الدرعية بسلاسة بين الحداثة والتاريخ، مستفيدًا في ذلك بالمناظر الطبيعية الخلابة، والتصميمات التراثية العريقة، مما يوفر تجربة ضيافة متطورة وأصيلة في الوقت نفسه. وبالتالي، تقدم شركة الدرعية مجموعة من الفرص الاستثمارية طويلة الأجل، وأهمها أن تكون جزءًا من أحد المشاريع الأساسية لرؤية المملكة 2030، والتي ستوفر أكثر من 178 ألف وظيفة مباشرة، وتساهم بما يصل إلى 70 مليار ريال سعودي بشكل مباشر في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، مما يمثل بداية لرحلة المملكة نحو مجموعة من القطاعات الجديدة والمتنامية. ما هي رؤيتكم حول المخططات والتصميمات المعمارية المعتمدة في عمليات التطوير العمراني للدرعية؟ بالتأكيد، لن يكون التحول في الدرعية قائم على المظاهر الحديثة، لتبدو وكأنها مدينة على الطراز الحديث، فلا تتوقع أن ترى سيارات طائرة، أو شاشات عملاقة، أو صروحًا حديثة براقة في جميع أنحائها. فقد اعتمدنا نهجًا دقيقًا ومتطورًا في خططنا وتصميماتنا المعمارية للدرعية، من شأنه أن يحافظ على الهوية التاريخية للمملكة وأصالتها وثقافتها. اعتمدت خطتنا في التطوير على الاستفادة القصوى من أحدث التقنيات التي توصلت لها كبرى العلامات التجارية في بناء الوحدات السكنية والمراكز التجارية وأماكن الضيافة والترفيه والمكاتب الإدارية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على التراث الغني والثقافة الفريدة التي تمتلكها الدرعية، مما يسهم في النهاية في إخراج تجربة لا تنسى لضيوف المملكة بشكل عام وضيوف الدرعية بشكل خاص. الطراز النجدي هو السمة الرئيسة لأي تصميم يخص الدرعية، فقد راعينا في عملية التطوير الحفاظ على الهوية البصرية التي تحترم التراث المعماري للمملكة العربية السعودية، بما في ذلك استخدام مواد البناء من مصادر محلية مستوحاة من البنايات المصنوعة من الطوب اللبن مثلما هو الحال في حي الطريف التاريخي، أحد المناطق التراثية المسجلة في قائمة اليونسكو العالمية منذ 2010، والذي يتوسط قلب مشروع الدرعية. كما أننا حريصون كل الحرص أن تكون المرحلة الأولى من الدرعية مخصصة للمشاة بالكامل، بعيدا عن وسائل المواصلات المختلفة، مما يوفر تمثيلًا حقيقيًا للماضي، ويسهم في تقليل البصمة الكربونية الإجمالية للمشروع. لقد استبدلنا وسائل النقل العام الجماعية بمشروع مختلف تماما يعتمد على فكرة المشاة أو الترجل، مما يحسن نوعية الحياة ويزيد من عاملي الرفاهية والرخاء لجميع زوارنا والمقيمين. ما هي الفرص التي تتوقع أن تقدمها الدرعية في مجال السياحة والترفيه بمجرد الانتهاء من مشروع التطوير؟ هنا يقع على عاتق المشغلين والمطورين جانب كبير من المسؤولية التي يجب أن يضطلعوا بها، للترويج للدرعية كوجهة سياحية عالمية، تحظى بالعديد من المميزات وتعد مركزا للتبادل الثقافي، قادر على جذب المزيد من الزوار، بما تملكه من إمكانات والتجارب الأصيلة في الفنون والرياضة والتعليم والترفيه، وقدرة غير محدودة على استضافة الفعاليات والمناسبات وغير ذلك الكثير. تتميز الدرعية بمجموعة رائعة من المتاحف يصل عددها إلى تسعة، إلى جانب أكثر من 10 معالم بارزة، وأكثر من 8 حدائق عامة، ومجموعة كبيرة من أماكن الاستضافة التي تحتوي على كل وسائل الراحة، بالإضافة إلى تنوع وسائل الترفيه بما في ذلك أكثر من 17 كيلومترًا من مسارات ركوب الخيل وركوب الدراجات، ومسارًا على المنحدرات يبلغ طوله 3 كيلومترات. كلها إمكانات تمتلكها الدرعية تجعل منها قلبًا نابضًا بالحياة، بفضل توليفة سحرية تمزج بين العراقة والحداثة في آن واحد. فمنذ الافتتاح الكبير أمام الجمهور في ديسمبر من العام 2022، أظهرت الدرعية إمكاناتها المذهلة وقدرتها على توحيد الناس على أرضها. لقد رأينا بالفعل القوة الهائلة التي تتمتع بها الدرعية، حيث استضافت سباق الدرعية لل"فورمولا إي"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وكأس الدرعية للتنس، وأول بطولة للملاكمة للوزن الثقيل تقام في المنطقة، وبينالي الدرعية للفن المعاصر، والمهرجان السعودي للتصميم. وهذه ليست سوى البداية؛ وستواصل الدرعية استضافة الفعاليات والاحتفالات والأنشطة، واستقبال الزائرين الجدد من كل حدب وصوب حول العالم. ما المتوقع أن تقدمه الدرعية من أنشطة ثقافية وفنية في المستقبل؟ لدينا في الدرعية مجموعة غنية من المتاحف والمعارض التي من شأنها التعبير عن أكثر من ثلاثة قرون من التاريخ النابض بالحياة. لدينا في هذه المدينة التاريخية كنوز لا حصر لها مثل معرض الحياة الاجتماعية أو المتاحف التراثية، أو "بيت المال" (الخزانة الأولى في شبه الجزيرة العربية لسك العملات المعدنية) أو المتحف الحربي ومعرض الخيل العربي الشهير الموجود في حي الطريف التاريخي المسجل في اليونسكو. لذا، فإن بإمكان ضيوفنا اكتشاف تراثنا القديم من أساليب الحياة والأنشطة التقليدية التي جعلت من الدرعية مكانا فريد من نوعه. يمكن للزوار مشاهدة العرضة التي تشتهر بها المملكة العربية السعودية والمشاركة فيها، بالإضافة إلى تذوق القهوة السعودية والتمور المحلية، وزيارة المعارض الفنية، والتعرف على العادات المحلية. وقد اكتسبت الدرعية بالفعل سمعة قوية كمركز للفعاليات الثقافية. فقد استضاف حي جاكس بالدرعية أول بينالي للفن المعاصر في المملكة العربية السعودية، والذي ضم أعمالاً ل 27 فنانًا سعوديًا وأكثر من 60 فنانًا عالميًا. كما أقيم المهرجان السعودي للتصميم في الحي ذاته، الذي دعم بدوره أعمال الفنانين السعوديين، من خلال توفير ورش عمل وجلسات نقاشية حول التصاميم الإبداعية. ويعد حي جاكس من المناطق الصناعية بالرياض، ويتكون من أكثر من 100 مستودع تم تجديدها؛ لتصبح المنطقة المرجعية للفنون والثقافة في المملكة، وستتضمن مجموعة مساحات للعرض، واستوديوهات للفنانين، ومعارض فنية ومرافق ومنصات. استضافت الدرعية مؤخرًا معرض الدرعية للفنون والأزياء، الذي يعرض الأعمال الفريدة للمصمم السعودي عبد الرحمن الرميزان ومجموعته RAMZEN x Diriyah، وهي مجموعة من الأزياء الراقية للرجال والنساء مستوحاة من الدرعية، مدينة الأرض. كما انتهت شركة الدرعية مؤخرا من انجاز مشروع "مركز الدرعية لفنون المستقبل "، وهو أول مركز في المنطقة مخصص لفنون الإعلام الجديد، وتم كشف النقاب عنه بالتعاون مع وزارة الثقافة كجزء من فعالية "بشاير" بالدرعية. ومع استمرارنا في التطوير، ستشاهد العديد من الفعاليات رفيعة المستوى عبر الثقافات المتنوعة التي نستضيفها طوال الوقت. من المهم جدا أن ينعكس كل ذلك على السكان المحليين، فكيف ترى تأثير مشروع تطوير الدرعية على سكانها؟ لا شك أن مجتمع الدرعية يظل على رأس أولوياتنا، ومن المتوقع ان يصل عدد السكان في الدرعية نحو 100 ألف نسمة بحلول 2030م ، ونضع نصب أعيينا في كل مخططات التطوير، ضمان قدرة السكان على العيش والعمل وقضاء أوقات ممتعة، مما يسهم في النهاية في تمتعهم بصحة جيدة والشعور بالراحة والرفاهية والازدهار. نضع في عين الاعتبار أن تكون الدرعية مكان صالح للحياة للكبار والصغار، المقيمون والزوار، مكان تجد فيه الشركات العالمية والمحلية أرض خصبة للبناء والاستثمار، ليس اليوم فقط، بل في المستقبل كذلك. بالإضافة إلى ذلك، تهدف شركة الدرعية إلى الاستثمار في مواهب هذا المجتمع والعمل على دعم نمو أفراده وتطورهم، وذلك من خلال البرامج التعليمية والمنح الدراسية والتطوير المهني وبرامج الدراسات العليا، مما يسهم في بناء أساس قوي للمستقبل. إلى أي مدى ساهمت الجهود الحكومية في تحقيق هدف تحويل الدرعية إلى وجهة سياحية عالمية بارزة؟ الدرعية هي أحد أقوى مشروعات المملكة، وواحدة من شركات صندوق الاستثمارات العامة، بدعم استثماري يصل إلى 63.2 مليار دولار أمريكي. وتعكس الدرعية التغيير الذي يحدث في جميع أنحاء البلاد. ويلعب المشروع دورًا حيويًا في دعم رؤية المملكة 2030 للاستفادة من قدرات القطاعات الواعدة، بما في ذلك قطاعي السياحة والثقافة، ودعم مكانة المملكة العربية السعودية إقليميًا ودوليًا كوجهة ثقافية وترفيهية رائدة. ما هو الدور الذي تلعبه الدرعية في الترويج لثقافة وتراث المملكة العربية السعودية للعالم؟ تتميز الدرعية بموقع في قلب المملكة، ولعبت دور محوري في تاريخ المملكة كذلك، ويظل حي الطريف التاريخي أحد المواقع المدرجة في قائمة اليونسكو أقوى شاهد على ذلك، فعمر هذا الحي يتجاوز ال 300 عام. فهو مقر أجداد آل سعود. ففي العام 1727 تأسست الدولة السعودية الأولى في الدرعية، وفي العام 1765 تم الانتهاء من بناء حي الطريف التاريخي وأصبح مركزاً للدولة الجديدة. ولذلك فإن الدرعية تعد مصدرًا للهوية والتواصل الثقافي بين جميع السعوديين، ورمزا يفتخر به كل مواطن يعيش على هذه الأرض. ثلاثة قرون من التاريخ الأصيل والغني. وتعد الدرعية واحدة من أهم المواقع التاريخية والمعمارية في المملكة. وتطمح شركة الدرعية إلى الحفاظ على سمعة الدرعية كملتقى عالمي يحتضن جميع الثقافات، من خلال إعداد تجارب غنية وغامرة تحكي قصص تاريخها، وتغرس الشعور بالفخر بالتراث السعودي وإنشاء وجهات ومعالم مشهورة عالميًا. حدثنا عن فرص العمل التي يوفرها مشروع الدرعية؟ بحلول نهاية العقد الحالي، ستكون الدرعية قد وفرت أكثر من 178 ألف فرصة عمل. كما سيساهم المشروع بنحو 70 مليار ريال سعودي مباشرة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية. وفي الوقت الحالي، يعمل ما يقرب من ألفين موظف في شركة الدرعية، إلى جانب ما يزيد على 21 ألف عامل بناء يشاركون يوميا في أعمال المشروع. كما يعد المشروع مثالا بارزا على الدور الإيجابي للسعودة في جميع أنحاء المملكة. إذ أن 62.7% من موظفي شركة الدرعية مواطنون سعوديون و14% من مجتمع الدرعية المحلي. برأيك، ما أهمية مشروع ترميم وتطوير الدرعية كأحد أكبر الوجهات السياحية الثقافية والتراثية في العالم؟ دعنا نقر بأن مستقبل السياحة في العالم خلال السنوات بل والعقود المقبلة سيكون للأماكن والدول التي يمكنها توفير وخلق تجارب استكشافية جديدة للسياح، والاعتماد على التراث والموروث الثقافي الذي يبرز جوانب التفرد عن أي بقعة أخرى حول العالم، تشجع الزائرين على تحمل مشقة السفر من أماكن بعيد، لخوض تجارب مثيرة ومفيدة. ومن هذا المنطلق، فإن الدرعية تتميز بالتزامها التام بالحفاظ على التراث والثقافة والمناظر الطبيعية الأصلية. وسواء في دورها كرمز للفخر الوطني، أو مستقبلها كمركز للتبادل بين الثقافات، أو حاضرها في فتح مهد المملكة أمام جمهور عالمي، فإن الدرعية تقف على أسس راسخة وتاريخها يقف وراءها مساندا وبقوة. ومن أحد الجوانب الرئيسة في مشروع التطوير هو المرحلة الأولى من تجديد وترميم 6 كيلومترات مربعة من وادي حنيفة التاريخي، والتي تشكل جزءًا من المخطط الرئيس للدرعية. وتشمل هذه المرحلة ترميم بساتين ومزارع النخيل التاريخية ومسارات المشي الجديدة ومناطق التنزه. كما أعادت شركة الدرعية تشجير وادي حنيفة وتعمل على زراعة أكثر من 6.5 مليون شجرة ونبات وشجيرة محلية. من المهم لنا أن نتعرف بالتفصيل على حجم مساهمة هذا المشروع في تحقيق رؤية المملكة 2030؟ رؤية المملكة 2030 شهدت بالفعل عددًا من المشاريع العملاقة، ولا أبالغ إن قلت إن مشروع الدرعية ربما يكون المشروع الأكثر أهمية ثقافيًا على مستوى العالم. وباعتبارها واحدة من أولى المشاريع العملاقة التي تفتح أبوابها وترحب بالزوار، فإن الدرعية من الأذرع بالغة الأهمية في تحقيق أحد أهم أهداف رؤية 2030 المتمثل في رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من 3.2٪ إلى 10٪ بحلول نهاية العقد. وبحلول العام 2030، ستصبح الدرعية مرة أخرى القلب الثقافي النابض للمملكة، وموقعًا للتراث العالمي لليونسكو، وتأثيره محسوس في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية والعالم، ووجهة مميزة لجميع زوار المملكة. وكجزء من التزامها برؤية 2030، فتحت الدرعية أيضًا الطريق نحو فرص عمل وتدريب واعدة للسعوديين في جميع أنحاء المملكة كما نحرص جداً على دعم المهارات والتدريب للشباب السعودي على نطاق واسع، ونعد الجيل القادم لمواصلة الإشراف والاحتفال بتاريخ الدرعية. علاوة على ذلك، يتوافق النهج الشامل الذي تتبعه شركة الدرعية تجاه الاستدامة بشكل مباشر مع رؤية 2030 والتزامات صندوق الاستثمارات العامة لتحقيق مستقبل أفضل لشعب المملكة العربية السعودية. وفي سياق الاعتمادات الدولية، حصلنا على شهادة المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء المشهورة عالميًا، للمستوى البلاتيني، مما يوضح التزامنا على جميع المستويات بأفضل ممارسات الاستدامة. لقد سجلنا أيضًا في برنامج شهادة الاستدامة الخاص بالمملكة العربية السعودية: "مستدام"، والذي يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتحقيق هدف رؤية 2030 المتمثل في تحسين نوعية الحياة لجميع السعوديين. لكل هذه الأسباب، يمكن اعتبار الدرعية حافزًا لنجاح رؤية 2030، ومثالًا رائدًا على التقدم الهائل الذي تدعمه هذه الأجندة في جميع أنحاء المملكة. *ما هو الدور الذي يلعبه مطل البجيري في المخطط العام للدرعية؟ وما هي المشروعات والخدمات التي يقدمها المكان؟ حسناً، أنا أحد المتيمين بالسحر الخاص لمطل البجيري، ونصيحتي لكل من يأتي إلى المملكة أن يزور ويستمتع بهذا المكان الرائع، ويقوم بجولة في البجيري، يتمشى على طول المطل، ويشاهد حي الطريف التاريخي المهيب، إنه موقع مثالي، بحيث يمكنك أن تلمس سحر وروعة تاريخ الدرعية كله في هذا المكان، مع إطلالة مباشرة على حي الطريف وقصر سلوى الشهير، أثناء الاستمتاع بتناول أطباقك المفضلة أو فنجان من القهوة. فمنذ افتتاحه في ديسمبر 2022، اكتسبت المطاعم في مطل البجيري سمعة رائعة في تقديم الأطباق والمأكولات التي لا مثيل لها، حيث يضم مطاعم مميزة من ثقافات مختلفة على مستوى العالم، وكذلك مجموعة من المطاعم السعودية التي تقدم أطباق من المطبخ السعودي الأصيل. كما أن وصول عدد زوار مطل البجيري إلى مليون زائر خلال الأشهر الستة الأولى فقط يعد بالنسبة لي علامة مهمة وبارزة على حجم النجاح والسحر الخاص للمكان، الذي يعكس شعبية وجاذبية موقع مميز لتجربة أطباق ومطاعم ونكهات عالمية مختلفة، وهوا ما يسلط الضوء على نجاحها كنقطة جذب رئيسية في الدرعية وعلامة على مدى اهتمام وشغف الزوار لعروض ومواقع الدرعية، ومؤشر على حجم النجاح المتوقع مستقبلاً. *كيف يمكن للمملكة الاستفادة من قيمة الدرعية باعتبارها جوهرة المملكة وواحدة من أهم الوجهات السياحية في المنطقة والعالم؟ خلال السنوات الماضية شهدت المملكة تزايد كبير في أعداد الزوار والسياح بهدف استكشاف تاريخ السعودية وتراثها الغني، فالمملكة أصبحت واحدة من الوجهات الرائدة في العالم لأي شخص يرغب في القيام بتجربة ثقافات أصيلة وفريدة من نوعها. كما أن السعودية دولة شاسعة، وهناك الكثير من المعالم والمواقع التي يمكن استكشافها وعيش تجربة استثنائية من خلالها، بدءً من الأماكن المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة إلى المدن الكبرى مثل الرياضوجدة، والكنوز الثقافية مثل الدرعية والعلا، وحتى منطقة الربع الخالي الشاسعة. نقطة أخرى مهمة؛ فالدرعية تعد إعادة اكتشاف لتاريخ المملكة العربية السعودية، ففيها ولدت دولة فتية وانطلقت منها أمة قوية، تنمو وتتطور عبر قرون من الثقافة والتراث العريق، ولهذا لا يراودني أدنى شك في أن الدرعية ستكون واحدة من أعظم أماكن التجمع في العالم، لأنها تعبر عن العمق المذهل للتاريخ السعودي، وتقدم معايير جديدة للتطوير والتنمية الحقيقة في مجال السياحة والتراث والثقافة. ماذا عن الاعتبارات والمعايير البيئية في المشروعات التي يجري تنفيذها في الدرعية؟ * منذ أن زرت الدرعية للمرة الأولى، انبهرت بقيمة وأهمية المناظر الطبيعية، وقصة وتاريخ نشأتها كمركز زراعي وتجاري في وسط شبه الجزيرة العربية؛ فالمحافظة على البيئة والطبيعة يُعد أسلوب حياة للناس هنا منذ قرون، ولذلك من البديهي أن تكون الاعتبارات البيئية موجودة بعمق في مختلف مشاريعنا، كما أننا نطمح ونحرص أن تكون الاستدامة أكثر شمولية، وتحافظ على المجتمع والبيئة وتعززهما وتحتفل بهما. وفي هذا السياق، طرحت الدرعية مبادرات عديدة، بما في ذلك تحسين الاقتصاد الدائري، ومشروعات إدارة النفايات، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتحسينه، ومراقبة البصمة البيئية، وتنفيذ مبادرات اجتماعية واقتصادية تدعم التنقل المستدام والصحة والرفاهية وتنمية الاقتصاد المحلي. وكجزء من استراتيجية التنقل الذكي في الدرعية؛ نخطط أيضًا لتقديم خيارات سفر مستدامة وصحية، كالدراجات الإلكترونية في الدرعية. وكما ذكرت سابقًا، فإن وادي حنيفة التاريخي في طور التأهيل والتطوير، بما في ذلك بساتين ومزارع النخيل التاريخية، ومسارات المشي الجديدة، ومناطق التنزه التي يمكن للمواطنين والمقيمين والزوار والسياح الاستمتاع بها. *هل هناك شُركاء إقليميين ودوليين يُساهمون في مشروع تطوير الدرعية؟ لدينا بالفعل العديد من الشركات مع كبرى العلامات التجارية العالمية في مجال الضيافة والأطعمة والمشروبات، وخلال الفترة المقبلة، نتطلع إلى المزيد من بناء شراكات مع علامات أخرى إن شاء الله. ففي قطاع الضيافة، وقعنا العديد من الاتفاقيات مع شركات محلية ودولية، مما أدى إلى تعزيز الشراكات التي من شأنها أن تساهم في نمو ونجاح مرافق الضيافة والفنادق، وسنقدم أكثر من 41 فندقًا ومنتجعًا فخمًا، مما يوفر للدرعية مجموعة واسعة من الخيارات الأصيلة ومرافق الضيافة الرائدة، والعلامات التجارية المميزة مثل الريتز-كارلتون، وأرماني، وفور سيزونز، وروزوود، وسيكس سينسز. وأمان، وغيرهم الكثير. أما بالنسبة للأطعمة والمشروبات، فقد افتتحنا بالفعل مجموعة من المطاعم الفاخرة في مطل البجيري، من بينها مطاعم حائزة على نجمة ميشلان، مثل هاكاسان ولونج شيم، بالإضافة إلى مطعم برونو ومقهى دي لا اسبلاناد، وهي من العلامات الجديدة تمامًا في منطقة الشرق الأوسط، بل هذه هي المرة الأولى التي يُفتتح فيها مطعم برونو ومقهى دي لااسبلاناد خارج فرنسا، وكذلك مطعم كوفا الإيطالي، صاحب المعجنات والحلويات والقهوة المميزة التي يعود تاريخ صناعتها بالمطعم إلى عام 1817م. كما تقوم العلامات التجارية السعودية أيضًا بترسيخ أطباقها ونكهاتها في الثقافة المحلية، والتي من بينها مطعم مايز الذي يقدم الطعام السعودي الأصيل من جميع مناطق المملكة الثلاثة عشر، وتكية، الذي يعد أول مطعم سعودي فاخر يقدم المأكولات التقليدية بلمسات ومزيج وابداعات مميزة. لكل مشروع تحدياته، ما هي التحديات التي تتوقعون أن يواجهها فريق العمل بالمشروعات التطويرية في الدرعية؟ وما هي الاستراتيجيات التي تم وضعها للتعامل على مثل هذه التحديات وضمان نجاح المشروع؟ من الطبيعي في المشروعات الوطنية الكبرى بحجم الدرعية، وما يصاحبها من تأهيل وتطوير وتعامل مع مثل هذا التاريخ العريق، أن يكون هناك العديد من التحديات، وأنا بصفتي رئيس تنفيذي للمجموعة، مسؤول عن جميع عمليات شركة الدرعية عبر مجموعة متنوعة من الإدارات والقطاعات المختلفة؛ حرصت على بناء فريق عمل مميز للتعامل بنجاح مع مثل هذه التحديات. وأذكر أنني عندما بدأت العمل في منصبي بالدرعية، كانت أول مهمة تلقيتها من سمو ولي العهد (حفظه لله) هي بناء فريق من أفضل الخبرات والمهارات في المجالات اللازمة للمشروع، الثقافة والتراث والتصاميم والهندسة المعمارية.. الخ ولهذا جمعنا أفضل المواهب من المملكة والعالم.. فمع وجود فريق عظيم؛ تأتي بالتأكيد النتائج العظيمة. الخطوة الثانية التي وضعتها للتعامل مع التحديات هي التخطيط، فمع وجود عمليات تطوير مستمرة في جميع المشروعات والأعمال؛ يُعد التخطيط الدقيق أمرًا ضروريًا لتحقيق أهدافنا، والتخفيف من المخاطر المحتملة. أما فيما يتعلق بالمشروع نفسه؛ فإن أحد التحديات الرئيسية التي يجب التغلب عليها هي الاستدامة، فبالنسبة لي، الاستدامة ليست مجرد كلمة طنانة، بل ضرورة لكل جزء من أعمالنا ومشروعاتنا هنا، ونحن نبحث دائمًا عن وسائل جديدة لتحقيق أقصى قدر من أفضل الممارسات وتحسين عمليات البناء والإدارة لتعزيز هذا الالتزام. هل لديكم خطط لإنشاء أي أكاديميات أو معاهد ضمن المشروعات التطويرية؟ وما دورها في مستقبل الدرعية؟ وهل سيقدمون برامج تعليمية وتدريبية مثلاً؟ تعمل الدرعية على رعاية المواهب السعودية الفريدة، وتمكين جميع السعوديين بالأدوات والفرص اللازمة لتحقيق إمكاناتهم الحقيقية وإعداد الجيل القادم من المواهب، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030. ونحن مسؤولون عن تعزيز الوصول إلى التدريب التعليمي وغرس القيمة، وتحفيز أطفالنا على التقدم، وخلق مستقبل أكثر إشراقاً يليق بهم. وفي هذا الإطار، أطلقت شركة الدرعية برنامج تطوير خريجي الدرعية (DGDP) لدعم المجتمع المحلي، والمساهمة في تحول الدرعية إلى واحدة من أعظم الوجهات الثقافية في العالم، واستقبلت الشركة هذا العام 70 خريجًا في برنامج تطوير الخريجين لتعزيز مهاراتهم وتعريفهم بفرص العمل المناسبة لتحقيق طموحاتهم. بالإضافة إلى ذلك، لدينا "برنامج آفاق الدرعية الصيفي" للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عامًا، وهي برامج تفاعلية عملية لتعزيز الفضول والإبداع والوعي الثقافي، كما أن برنامج تطوير المهندسين في الدرعية يهدف إلى إعداد مهندسين عالميين للعب دور رائد في مشاريع التصميم والتطوير المختلفة لهيئة تطوير بوابة الدرعية، وهذه البرامج يتم تنفيذها بمشاركة مؤسسات تعليمية رائدة لتعزيز تنمية المهارات، ومنها على سبيل المثال جامعة الملك سعود في الختام، نبارك لكم موسم الدرعية 2023/2024، ونود أن نعرف منكم ما هو المختلف في هذه النسخة؟ يُعد موسم الدرعية هذا العام بمثابة منصة للتعبير الفني المتنوع والتجارب الثرية والفريدة، إذ يتميز بمجموعة واسعة من البرامج الثقافية والعروض الموسيقية والمسرحية، وفنون الطهي، وكذلك العروض الفنية المميزة المحفزة للتفكير. فالموسم في نسخته الحالية يقدم مزيج فريد من الثقافة العريقة والفن الحديث، ضمن رحلة لاكتشاف الذات، وربط الزوار بتاريخنا وثقافتنا الأصيلة، فهو ليس مجرد ترفيه، بل ترفيه هادف.. واسمح لي أن أدعوك لحضور هذه الفعاليات والاستمتاع بها، وإثراء فضولك الثقافي، واكتشاف الدرعية، وأنني على ثقة من أن هذه التجربة ستبقى معك مدى الحياة.