بداية نبارك للأشقاء في قطر قيادة وحكومة وشعباً هذا الإنجاز التاريخي، فوزهم للمرة الثانية على التوالي بكأس أمم آسيا، في المباراة النهائية التي جمعتهم مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، كما ونبارك لهم هذا التنظيم الرائع لهذه البطولة، وليست جديدة ولا غريبة على القطريين، إذ أصبح تنظيم الأحداث العالمية حرفة قطرية بامتياز، ولديهم منتخب قوي ومنظم، ورغم كل ما حصل في هذه البطولة التي كان العنوان الأساسي لها تدمير سيطرة الفرق الكبرى بحكم التاريخ، وتطبيق نظرية الفوز للأقوى والأقدر، محطات عديدة شهدتها هذه البطولة، تأهل منتخب فلسطين الحبيبة لدور ال16، خروج السعودية من نفس الدور، الأردن يخرج العراق ثم كوريا في نصف النهائي، قطر تقصف إيران، وكلها جميعها بنتائج درامية كانت الدقائق الأخيرة من المواجهة هي من تحكي كلمتها وتعلن الفائز بها. استحق القطريون اللقب والفوز بكل جدارة، ورغم النتيجة غير المسبوقة في نهائي أية بطولة بثلاث ضربات جزاء حصل عليها العنابي، لكنها هي كرة القدم هكذا، مستديرة لا تعرف المستحيل، ونبارك أيضاً للأشقاء منتخب النشامى بوصولهم للمباراة النهائية، بطولة كانت الأميز لهم عبر مسيرتهم الكروية آسيوياً، كسبوا احترام وإعجاب الجميع على مستوى العالم، روح قتالية واندفاع وحماس وطني قلّ نظيره، ونعم، ولأنه نهائي عربي عربي بامتياز، وهذا أمر نفتخر به، نعلنها أن قطر استحقت اللقب وهي البطل، والأردن هو بطل غير المتوج، وهذا أقل توصيف يمكن وصف النهائي العربي به، وهذه البطولة التي ما مر مثلها وبمثل نتائجها من قبل. منتخبنا خرج من دور ال 16 أمام كوريا، وقبل أن يخرج رسمياً من البطولة خرج مانشيني من الملعب قبل الضربة الترجيحية الأخيرة، ونثق بأن مانشيني قادر على أن يعيد المنتخب الأخضر إلى مساره الصحيح، مسار الرقم الصعب في آسيا، تصفيات كأس العالم على الأبواب، وأقل من الترشح لا نقبل، والأهم ما بعد الترشح، نريد مشاركة في كأس العالم تنافسية بكل معنى الكلمة، لماذا؟ لأننا نقدر بكل اختصار. بطولة موسم الرياض انتهت بفوز الهلال على النصر، كلاهما فاز على إنتر ميامي ميسي، فريق أقل من عادي، ولم تشفع له نجومية ميسي ورفاقه، لأنهم واجهوا التنظيم السعودي والبناء الصحيح لدوريها وأنديتها ولاعبيها، النصر رونالدو دمروا ميامي ميسي، وقبل ذلك كتيبة الإعدام الهلالية أنذرت الفريق الأمريكي بأنه لكي تلعب أمام النصر من بعدنا عليك أن تكون حذراً جداً، ولكن ميامي لم يبال فخرج بهزيمة تاريخية وبدون رونالدو أمام النصر، وكسب الهلال الكأس وعلى ملعبه بعد افتتاحه، وحقيقة ما زال الهلال ومدربه خيسوس يقدمون نموذجاً كروياً لا يمكن مجاراته، والنصر ما زال غير قادر على مجاراة غريمه التاريخي، وننتظر منهما مواجهات مقبلة صعبة، في الدوري من جهة، ولعلهم في بطولة أندية آسيا يتواجهان مرة أخرى. لقطة من مباراة الهلال والنصر كان بطلها الدون رونالدو، محبتي لهذا اللاعب أسطورية مثله كأسطورة، ولكن وبكل بساطة هل كان رونالدو ليفعل ما فعل في دوري أوروبي؟ كما ضربنا للعالم أمثلة بأننا دولة أمن وسلام جاذبة لكل نجوم العالم، علينا أن نضرب مثلاً جديداً اسمه لا أحد أكبر من كيانات الأندية، ولا من عاداتنا وتقاليدنا، وإن كان رونالدو مكسباً حقيقياً للدوري السعودي، فرونالدو أيضاً كسب الكثير من وجوده في التجربة المثلى الأكثر إبهاراً في عالم كرة القدم على مستوى الدوريات والأندية، لهذا ما فعله وإن كان فعله من سبق، فيجب أن لا يمر مرور الكرام، فلا أحد فوق النظام ولا أحد يستثنى من مبدأ احترم لتحترم. د. طلال الحربي - الرياض