بحث عن الحطب وندرة للمياه والغذاء تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، مما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى وسط القطاع وجنوبه وفي منطقة رفح، التي صدّق جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية فيها. واستشهد 18 شخصا في قصف إسرائيلي على شقة سكنية في حي الجنينة شرقي رفح، وعلى منزل بحي النصر شمالي مدينة رفح بقطاع غزة. العثور على جثمان «هند» وعائلتها بعد 12 يوماً ويتزامن القصف على رفح مع تصديق جيش الاحتلال الإسرائيلي على عملية عسكرية فيها، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الاستعدادات لعملية برفح بدأت قبل أسابيع، والجيش وافق بالفعل على خطة تتضمن ضرورة إجلاء النازحين. من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية العسكرية في رفح، ستبدأ بعد الانتهاء من "إجلاء واسع النطاق" للمدنيين من المدينة وضواحيها. وكان ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية قال إن بنيامين نتنياهو أوعز للجيش الإسرائيلي بإعداد خطة مزدوجة، تشمل مسارا لإجلاء الفلسطينيين في منطقة رفح، و"سحق" كتائب حركة (حماس) هناك. أول استقالة في جيش الاحتلال رصاص قناص وفي السياق، استشهدت امرأة فلسطينية متأثرة بإصابتها برصاص قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام بوابة مجمع ناصر الطبي، وتزامن ذلك مع اشتباكات وقصف مدفعي إسرائيلي في محيط المجمع. وفي وقت سابق، استشهد فلسطيني برصاص قناصة الاحتلال خارج المجمع. وخلف قصف مدفعي إسرائيلي على ساحة مجمع ناصر الطبي (غربي مدينة خان يونس) شهداء ومصابين، في وقت تحاصر فيه آليات الاحتلال المجمع. وقصف جيش الاحتلال منازل في محيط المجمع في خان يونس، وأطلق النار باتجاه مباني المستشفى. من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وإنه فقد الاتصال مع طواقمه في المستشفى، وعبّر عن قلقه على سلامة طواقمه والجرحى والمرضى. ووسط قطاع غزة، أفادت مصادر محلية باستشهاد 11 شخصا وإصابة آخرين، بينهم أطفال، في قصف جوي إسرائيلي على مربع سكني في بلدة الزوايدة. وكان استشهد 9 فلسطينيين وجرح 11 آخرين وصلوا مستشفى المعمداني إثر استهدافهم برصاص قناصة إسرائيليين جنوب غربي قطاع غزة، وذلك في وقت يتصاعد فيه الحديث إسرائيليا عن عملية عسكرية محتملة بمنطقة رفح. جثامين الطفلة هند و5 من عائلتها والمسعفين عُثر، على جثامين الشهداء الطفلة هند رجب (6 سنوات)، وخمسة من أفراد عائلتها (خالها بشار حمادة وزوجته وأطفاله الثلاثة)، بعد محاصرة المركبة التي كان تقلهم قبل 12 يوما، في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، والمسعفين اللذين خرجا لانقاذها. وأفادت مصادر محلية، بأن ذوي الشهيدة عثروا صباح امس على جثمانها وجثامين من كانوا في المركبة، التي حوصرت من قبل دبابات الاحتلال في محيط "دوار المالية" بحي تل الهوى، حيث ارتقى على الفور أفراد عائلتها، باستثنائها وابنة خالها ليان (14 عاما). وأعلن الهلال الأحمر العثور على مركبة الإسعاف التابعة له في منطقة تل الهوى بمدينة غزة، واستشهاد المسعفين زينو والمدهون، بعد فقد آثارهما أثناء مهمة انقاذ الطفلة هند. وأوضح، أن الاحتلال تعمد استهداف مركبة الاسعاف فور وصولها الموقع، حيث عثر عليها على بعد أمتار من المركبة التي فيها الطفلة هند، رغم الحصول على تنسيق مسبق، للسماح بوصولها الى المكان. وحادثة استهداف هند وأفراد من عائلتها هزت العالم، فمناشدات للعثور عليها لم تتوقف بعد انقطاع أخبارها تماما مع مسعفين الهلال الأحمر الفلسطيني يوسف زينو، وأحمد المدهون، اللذين خرجا لإنقاذها، حيث جرى توثيق جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحقهم عبر نشر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيلا صوتيا، يسمع فيه صوت الطفلة ليان وهي تحاول إخبار خدمات الإسعاف بما يدور حولها، وتقول: "عمو قاعدين بطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة"، وبعد ذلك سمع صوت إطلاق وابل من الرصاص بينما كانت ليان تصرخ، لينقطع الاتصال معها بعد ذلك. سرقة ونهب وإعدام أسرى أدلى طبيب عسكري إسرائيلي بشهادة صادمة عن الانتهاكات، التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وشملت أعمال نهب وتخريب وإضرام النار بمنازل الفلسطينيين وإعدام أسرى. ونشر كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ناحوم بارنياع، الجمعة، مقالا عرض فيه النص الحرفي لرسالة طبيب في لواء الاحتياط للمظليين أنهى مؤخرا خدمة استمرت شهرين في قطاع غزة. وقال بارنياع دون ذكر اسم الطبيب: "لقد سجل انطباعاته عندما غادر من هناك، وأنا أقتبس كلماته حرفيا". وكتب الطبيب: "سأبدأ بمجال لم يتم التطرق إليه كثيرا، وهو القيم في القتال، أو -في رأيي- قيم المجتمع الإسرائيلي بنقطة الاختبار". وأضاف: "من أبرز الأمور، شعور الغضب والانتقام الذي اجتاحنا جميعا بسبب الأحداث المروعة التي وقعت يوم 7 أكتوبر، وهذا بالطبع يشملني أنا أيضاً. ولاحقاً، لاحظت للأسف أن هذه المشاعر أدت إلى جموح في عدة مجالات". وفي هذا الصدد كشف الطبيب أن "النهب أصبح مؤسسيا تقريبا"، حسبما شهده خلال فترة تواجده في غزة. وقال: "يبدأ الأمر بمصادرة كميات كبيرة من الفرشات ومواقد الغاز وإسطوانات الغاز من المنازل المحتلة، ويستمر بأخذ الهدايا التذكارية الصغيرة مثل الطاولات، ألعاب صغيرة للأطفال". وأضاف: "قامت قوات صغيرة وأقل انضباطا بنهب الهواتف ومكانس دايسون الكهربائية والدراجات النارية والدراجات الهوائية". وعن تلك الممارسات، قال الطبيب: "شعرت بالخجل، وفي مرحلة ما توقفت عن التعليق لأنه كان يُنظر إليّ على أنني مثير للمشكلات". كما لفت الطبيب إلى قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات تخريب. وقال: "من المشروع من الناحية الأخلاقية، إلحاق الضرر بالمنازل التي قد تشكل تهديدا أثناء الهجوم؛ ومن المشروع أيضا مهاجمة المنطقة المحيطة وتدمير المنازل التي تهدد محاور العمليات. هذا مقبول بالنسبة لي على أن يتم تعريفه على أنه مهمة عسكرية". واستدرك: "إن ظاهرة الكتابة على الجدران والتكسير والتخريب داخل المنازل تشير إلى خلل في الانضباط". وأضاف: "تبدأ القوات بشكل متقطع بحرق المنازل، ويقول قائد اللواء إن الأمر لا بأس به بالنسبة له، والشعور التراكمي هو إذن أن يفعلوا هنا في غزة ما فعلوه في حوارة (بلدة فلسطينية قرب نابلس شمال الضفة الغربية تعرضت العديد من منازلها ومركباتها للحرق العام الماضي)". كما أشار الطبيب إلى "الرسائل السياسية التي يطلقها الجنود في مقاطع فيديو: لا يوجد تقريبا أي حاجز أمام الرسائل السياسية.. دائما ما تكون يمينية وغالبا ما تكون متطرفة، والقادة يغضون الطرف". وروى الطبيب العسكري في رسالته عن إعدام أسير، ودفعت رسالته الجيش الإسرائيلي للرد بأن "الشرطة العسكرية ستحقق في الحادث". وقال: "أثناء القتال، تم القبض على خمسة من النخبة الذين استسلموا (في إشارة إلى حماس)، أحدهم مصاب بكسر في كاحله، اعتنيت به، وتلقيت نظرات مندهشة وأسئلة موجهة (من الجنود)، ليس لأنهم غاضبون، ولكن كنقص في الفهم عن سبب معالجتي له". وأضاف: "على بعد 200 متر منا، تم القبض على قائدهم، وكان يعاني من كسور في أطرافه، وبعد لحظة من استجوابه من قبل محقق أسرى، وصل مقاتل احتياط وقام بإعدام الأسير"، مشيرا إلى أنه تمت التغطية على عملية الإعدام تلك. وقال: "أنا لست من دعاة السلام، وأؤيد تماما استخدام قوة كبيرة عند الضرورة، ومع ذلك، شعر الكثيرون أن ارتداء زي الجيش الإسرائيلي وعبور الحدود يسمح لهم بعبور كل الخطوط". ورد الجيش الإسرائيلي على ما ورد في رسالة الطبيب العسكري عن إعدام أسير فلسطيني: "الحادث قيد التحقيق من قبل الشرطة العسكرية، وبعد الانتهاء من التحقيق، سيتم تحويل النتائج إلى مكتب المدعي العام العسكري لفحصها". من جهته، كتب بارنياع: "هذه الظواهر لا تنتهي في غزة: يقول أعضاء كيبوتسات (مستوطنات) في غلاف قطاع غزة إن الجنود المتمركزين داخل الكيبوتس خربوا الممتلكات، ونهبوا كل ما طالته أيديهم... سمعت عن ظواهر مماثلة في البلدات (الإسرائيلية) التي تم إخلاؤها على الحدود اللبنانية". الطفلة هند التي أطلق الاحتلال النار على عائلتها فاستشهدوا جميعا مخيم المغازي للاجئين الذي تعرض لأضرار بالغة بسبب القصف (أ ف ب) جثمان شهيد في حي الرمال بمدينة غزة