يرقد على السرير الأبيض في مستشفى مدينة الملك عبدالله الطبية بمكةالمكرمة منذ يوم السبت الماضي (شيخ المعلقين) الأستاذ محمد عبدالرحمن رمضان (91 عاماً) إثر معاناته من مشكلات مرضية متفاقمة استدعت نقله للمستشفى، حيث يتلقى العلاج حالياً مع تحسن بطيء في حالته صحية. وظل الرمضان طريح فراش المرض متوارياً عن الوسط الرياضي في السنوات الأخيرة نتيجة تدهور في حالته الصحية وسفره للعلاج بألمانيا أكثر من مرة "شفاه الله". ويملك هذا الرمز الرياضي العملاق تاريخاً عريقاً عمره اليوم 75 عاماً، فقد ولد في حارة الباب بمكةالمكرمة عام 1354ه / 1933م، ودرس في الحرم المكي ثم التحق بمدرسة الفلاح، وفي النصف الثاني من تسعينات القرن الهجري الماضي جاء إلى الرياض وأكمل دراسته في جامعة الملك سعود وكان من أوائل طلبة العلوم السياسية، لكن عشقه للرياضة جذبه لملاعبها ومواقعها المختلفة لتلتصق مسيرته العملية بأروقتها لاعباً وحكماً وإعلامياً ومعلقاً وإدارياً قيادياً في نادي الهلال قبل أكثر من ستة عقود، ثم في الرئاسة العامة لرعاية الشباب (وزارة الرياضة حالياً) إذ كان عضواً في مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة اليد، وفي إحدى الفترات تولى سكرتارية الاتحاد، ورأس أكثر من بعثة رياضية سعودية في مناسبات خارجية، ثم عين مديراً لمكتب رعاية الشباب في مكةالمكرمة لسنوات عديدة. 75 عاماً في ميادين الرياضة لاعباً وحكماً وصحفياً ومعلقاً وإدارياً الهلال محطته الإدارية الأولى في حين بدأت مسيرته الإدارية الرياضية من خلال نادي الهلال أوائل الثمانينات الهجرية وكان موقعه آنذاك في شارع الظهيرة واختاره مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «رحمه الله» عضواً في مجلس إدارة النادي عام 1382ه / 1962م، وفي الوقت نفسه عمل سكرتيراً عاماً في الهلال، ومن الإنجازات التي لا يغفلها تاريخ الزعيم للرمضان أنه في الوقت الذي عمل فيه أميناً عاماً للنادي حصل الهلال على بطولتين كبيرتين في ذلك العام ليصبح ثاني نادي بعد الاتحاد يتوج بكأسي الملك وولي العهد معاً في موسم واحد عام 1384ه / 1964م أمام الاتحاد بنهائي كأس الملك في ملعب الصائغ بالرياض للمرة الثانية، وأمام الوحدة بنهائي كأس ولي العهد في ملعب الصبان بجدة للمرة الأولى في تاريخ الهلال. كلهم استقالوا إلا الرمضان وذات يوم قال عنه مؤسس الهلال عبدالرحمن بن سعيد عندما استقالت إدارة الزعيم عام 1383ه كان محمد رمضان الوحيد الذي لم يقدم استقالته ليبقى الإداري الوحيد مع الفريق الكروي الأول وجاءت استقالة ابن سعيد نظراً لظروفه الخاصة التي قدرها الجميع، وكان الرمضان يعمل حينها موظف بمجلس الوزراء وذهب مع عمله إلى الطائف في الفترة الصيفية، وهناك تلقى اتصالاً من رئيس الهلال -عبدالرحمن بن سعيد- يطلب منه الاتفاق مع أحد المدربين لتدريب الهلال بعد إبعاد مدربه السابق حسن سلطان «رحمه الله» إثر خسارة الفريق لنهائي كأس الملك أمام الاتحاد عام 1383ه، ويقول الرمضان في حديث له نشرته مجلة اليمامة في عددها 1263 بتاريخ 24/1/1414ه: «على الفور نزلت من الطائف إلى مكةالمكرمة واتفقت مع المدرب التوم جبارة الله الذي كان أحد نجوم الوحدة في أول كأس للملك فازت به عام 1377ه / 1957م وبعد اعتزاله اتجه لسلك التدريب واتفقت مع التوم لتدريب الهلال وكان حينها يدرب أشبال الوحدة وأحضرته بنفسي إلى مدينة الرياض وتم التعاقد معه وقمت بتسديد راتبه لأربعة أشهر دفعة واحدة إذ إن خزينة النادي آنذاك كانت خالية وإن هذا المبلغ الذي دفعته لم استرده من الهلال بل جعلته قيمة لاشتراكي بالنادي لشهور مقبلة، وسلمت أخي الأستاذ عبدالرحمن بن شعيل «رحمه الله» الذي كان يعمل حينها في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وكان في ذلك الوقت يعمل أميناً لصندوق الهلال». ونجح المدرب التوم جبارة الله في إعادة التوازن الفني للفريق وقيادة الهلال لتحقيق كأسي ذلك الموسم (1384ه). كلّف برئاسة الهلال ويشير محمد رمضان في تلك المقابلة إلى أنه سبق أن كلّف برئاسة نادي الهلال في بعض الفترات التي عانى فيها من فراغ إداري. ساهم في انتقال نجوم الوحدة للزعيم كما يذكر التاريخ الهلالي أن الرمضان لعب دوراً في انتقال أكثر من لاعب وحداوي لصفوف الزعيم في ذلك الوقت مثل الهداف الكبير سليمان مطر (الكبش) والجناح حامد عباس والمدافع محمود زرد «رحمهم الله جميعاً». ومن اللاعبين الذين ارتدوا شعار الهلال ثم انتقلوا للوحدة مايسترو الوسط كريّم المسفر والمدافع فرج المبروك «رحمهما الله». انتماء قوي للصحافة السعودية وللخبير الرياضي الكبير محمد رمضان «شفاه الله» انتماء قوي لأسرة الصحافة الرياضية السعودية منذ قرابة سبعة عقود، وعندما نقلب في صفحات التاريخ نجد بداية مسيرته الإعلامية عمله محرر بصحيفة البلاد في النصف الثاني من السبعينات الهجرية -الخمسينات الميلادية- بجانب رائد النقاد الرياضيين الشريف محمد بن شاهين «رحمه الله»، ثم عمل الرمضان في مجلة اليمامة وكذلك المدينة والندوة في فترات متلاحقة. أول رئيس ل(دنيا الرياضة) ويعتبر محمد رمضان أول من تولى رئاسة القسم الرياضي في جريدة «الرياض» (دنيا الرياضة) منذ بداية صدورها بتاريخ 1 /1 /1385ه / 1965م، وكان معه أول محرر ميداني رياضي في تاريخ جريدة «الرياض» -ابن مكةالمكرمة- الزميل الأستاذ سليمان البريكان الذي كان يعمل حينها موظفاً بوزارة المالية «متعه الله بالصحة والعمر المديد». علّق على أول كأس للملك 1377ه وفي ميدان التعليق الذي اشتهر فيه عميد المعلقين محمد رمضان كانت بدايته مع الميكرفون كما ذكر لي في حديث سابق نشرته صفحة (نجوم الأمس) من خلال وصفه لمباراة الوحدة والاتحاد في نهائي أول نسخة لكأس الملك عام 1377ه في تسجيل فيلم سينمائي لتلفزيون أرامكو. الرمضان مع إذاعة طامي بالصائغ كما عمل الرمضان مع إذاعة طامي في الرياض، ويقول إنه علّق عبر موجات أثيرها على بعض فترات أول نهائي لكأس الملك استضافة ملعب الصائغ بين فريقي الهلال والوحدة عام 1381ه / 1961م الذي كسبه الأول بنتيجة 3/2 محققاً أول بطولة في تاريخه. دعواتنا للرمضان بالشفاء دعواتنا الصادقة بشفاء هذا الرمز الرياضي الكبير، ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ورحمته التي وسعت كل شي أن يمن على أستاذنا «أبو محمود» بالشفاء العاجل، وأن لا يدع فيه جرحاً إلا داواه، ولا ألماً إلا أسكنه، ولا مرضاً إلا شفيته، وألبسه ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجل. عميد المعلقين الرمضان مع الملك فهد «رحمه الله» وكأس آسيا 1984م ويظهر في الصورة الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» المدرب الذي أحضره الرمضان للهلال التوم جبارة (الأول من اليسار جلوساً) مع فريق الهلال وكأس الملك 1384ه عميد المعلقين (يمين الصورة) مع رفيق دربه المعلق زاهد قدسي «رحمه الله» والمعلق علي داود 1984م مع ابنه محمود وأول أحفاده عبدالرحمن محمود رمضان 1441ه ضوئية لصفحة (دنيا الرياضة) ويظهر اسم محمد رمضان في ترويستها (9/1/1385ه) في بداية صدور جريدة «الرياض» ضوئية لحديث سابق لعميد المعلقين في (دنيا الرياضة) بتاريخ (10/2/1401ه) محمد رمضان في شبابه 1370ه (عميد المعلقين) مع بناته : مريم-منال-نهله(رحمهاالله) - سحر عام 1410ه الرمضان حاملاً حارس المنتخب عادل رواس «رحمه الله» بعد أحد الانتصارات ويبدو في الصورة اللاعب خالد الفوزان