تحتفظ المملكة بموقف قوي وثابت تجاه القضية الفلسطينية، وهو موقف يتسم بالدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، ويظهر هذا الالتزام من خلال رفض إقامة أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى يتم تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني بالكامل، وتعكس تلك السياسة التوجيهات الرسمية للمملكة، حيث تولي المملكة القضية الفلسطينية أولوية عالية في أجندتها الدبلوماسية، وفي ظل التحديات المتجددة في المنطقة، تعتبر السعودية القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية إقليمية، بل هي قضية تتعلق بالعدالة وحقوق الإنسان، تستند هذه السياسة إلى التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أساس حدود عام 1967، مع القدسالشرقية كعاصمة. وبالتزامن مع هذا الموقف، يظهر رفض المملكة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى يتم تحقيق حقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم. ويقول الدكتور زايد العمري المحلل السياسي ل"الرياض": إن تاريخ السعودية في دعم القضية الفلسطينية يعكس تمسكًا ثابتًا عبر الأجيال، بدءًا من الملك عبد العزيز وتأييده للحق الفلسطيني أمام روزفلت، وانتقلت هذه المبادئ مع أبنائه الحكام، وما زالت تتجسد في عهد الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، مؤكدة على استمرار الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد أشار إلى أن السعودية تبرز كدولة فريدة بربطها الثابت بين الأقوال والأفعال، ولا تسعى للاستفادة من القضية الفلسطينية من خلال مزايدات فارغة أو شعارات باطلة، ويواصل: يعود دعم المملكة للقضية الفلسطينية إلى عهد المؤسس الملك عبد العزيز، حيث أظهرت وقوف المملكة في مؤتمر لندن عام 1935م (المائدة المستديرة) دعمًا قويًا وتأييدًا للشعب الفلسطيني، واستمرت المملكة في دعم القضية عبر السنين، مساندة للشعب الفلسطيني وتقديم أطُروحات للحلول التي تحقق طموحاتهم وحقهم في حياة كريمة وإقامة دولتهم المستقلة. أبرز الدكتور العمري في حديثه الدعم القوي الذي قدمه الملك سلمان بن عبد العزيز للقضية الفلسطينية، حيث بدأ هذا الدعم منذ فترة كان فيها أميرًا لمنطقة الرياض، وقد تبنى المشروعات الإنسانية والتنموية وقدم دعمًا متواصلاً لها، مشيراً إلى اللحظة التاريخية عندما قام الملك سلمان، في وقت كان أميرًا للرياض، بافتتاح مبنى السفارة الفلسطينية ورفع العلم الفلسطيني على المبنى، وتسلمه وسام "نجمة القدس" من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، تقديرًا لجهوده الاستثنائية في دعم الشعب الفلسطيني. أبرزت الرؤية السياسية العربية أهمية الدعم السياسي والمالي الذي تحظى به القضية الفلسطينية، إذ تظهر كدولة لا تجد نظيراً لها في هذا الدعم البارز، ويشير المراقبون إلى أن القضية الفلسطينية تظل الأبرز والأكثر أهمية في الساحة الدولية، وتظهر دائمًا في صدارة اهتمامات القيادة العربية. ويتضح ذلك من خلال الخطابات السياسية السعودية أن القضية الفلسطينية تحتل مكانة رائدة، حيث يتم تناولها بشكل دائم في المحافل الدولية، إذ تظهر كعنصر لا يمكن تجاهله في الرؤية السياسية للمملكة العربية السعودية. وأشار العمري إلى لقاء رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في الرياض، الذي أكد فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على السعي الدائم لتعزيز الجهود الدبلوماسية، مشدداً على أنه منذ السابع من أكتوبر، لم تتوقف الجهود السعودية الدبلوماسية، سواء من خلال الاتصالات الدورية أو اللقاءات المهمة، وذلك للدفاع عن حقوق الفلسطينيين وللتعامل مع التحديات المستمرة، وبغية إعادة الأمور إلى الوضع الذي كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، مع التأكيد على أهمية استعادة مسار السلام.