تأهل منتخبنا الوطني للدور الثاني في بطولة كأس آسيا، لا يعد إنجازا لأنه الوضع الطبيعي أن نصل إلى المربع الذهبي، ولكن ما يميز منتخبنا في هذه البطولة المقامة في قطر حاليا، هو عدم وجود ترشيحات كبيرة له لكي يحصل على اللقب، بعكس آخر خمس بطولات، ولعل هذا الأمر يخفف من الضغط النفسي على منتخبنا إدارة ولاعبين، كما هو الحال مع المنتخب الياباني أو الكوري أو الإيراني والأسترالي، فهؤلاء الأربعة فرق حاليا تعيش ضغط كبير جدا من جماهيرها لكي يحصلوا على اللقب، ورغم أن منتخبنا من المرشحين الدائمين، ولكن هذه المرة لعل المدرب مانشيني لديه رؤية خاصة جعلته يبعد المنتخب عن الأضواء قليلا، بل ويقدم المنتخب على أنه يمر في مشاكل وخلافات داخلية. مانشيني منذ توليه منتخب إيطاليا، وتحقيقه الأمم الأوروبية معه، كذلك إنجازه التاريخي مع المان ستي، ولكن في تصفيات كأس العالم كانت هناك عقدة ومشكلة كبيرة لديه، تتمثل إما في العودة بالمباراة حين التأخر بهدف يسجله الخصم، أو عدم قدرته على التسجيل حين يلزم الموقف هدف واحد للتأهل، وما حصل في مباراة عمان والعودة بالنتيجة، لعله يكون إنهاء لهذه العقدة لدى مانشيني، ولكن يشاد لمانشيني إدارته الدفاعية الممتازة، وسيطرته على منطقة العمليات في الوسط، وأنه إذا سجل هدفا بالأول فإنه من الصعوبة بمكان أن تهزم أو ترجع أمام مانشيني. البطولة هذا العام شهدت عدة متغيرات، منها ما قمت به بعض الفرق والأردن وكوريا الجنوبية، من استغلال نتائج المباريات لكي يتجنبون مواجهة المنتخب الياباني، والذي أشبهه بالمنتخب الأرجنتيني في كأس العالم الأخير، الأرجنتين خسرت المباراة الأولى أمام منتخبنا، وكانت خسارتها الوحيدة لكي تظفر باللقب بعدها، واليابان بعد الخسارة مع العراق، عادت وضربت بقوة، ومن المتوقع ذهابها إلى النهائي، كذلك من متابعتي فإن المنتخب الإيراني هو الأقوى فعليا على الساحة الآسيوية اليوم، ومن وجهة نظري هو المرشح الأقوى للفوز بالبطولة، المنتخب العنابي القطري ستكون له كلمته بقوة الأرض والجمهور. بخصوص السعودية وكوريا، فالأمر بينهم سيكون سجالا، فإن قرار كوريا الهروب من مواجهة اليابان لمواجهة منتخبنا الوطني، لا بد وأن يدفع ثمنها باهظا، على الكوريين الاعتراف أن قرارهم مواجهتنا كان خطأ، نعم هم بين أمرين أحلاهما مر، لكن لعل اختيارهم لمسار مواجهة السعودية، هو ما أراده أصلا مانشيني، بإظهار المنتخب بصورة أقل من المستوى الحقيقي له، فزنا بأول مباراتين، ضمن التأهل للدور الثاني، هناك علامات استفهام على الأداء، هنا قد يكون الفخ الذي سقطت كوريا فيه، مع العلم أنه لو فرضنا أن منتخبنا تنبه مسبقا لهذا الأمر، وخسر مباراة تايلاند، كان ليواجه منتخب أوزباكستان. أمام كوريا، ورغم أن الكوريين لم يلعبوا إلا مباراة واحدة قوية في البطولة وكانت أمام الأردن، لكن لا شك أنهم فريق قوي وسريع، ولديهم لاعبون مميزون وعالميون، ولكن مشكلتهم الوحيدة هي أنهم مندفعون باستمرار، ولهذا فإن السيناريو الأفضل لنا، هو تسجيل منتخبنا بهدف مبكر، ثم يبدأ معه مانشيني هوايته المفضلة بتعذيب الخصم، وحرمانه أي فرصة للتسجيل، واستغلال المساحات التي يتركها لاعبو كوريا أثناء اندفاعهم للأمام لتحقيق التعادل. المنتخبات المتوقع تجاوزها دور الثمانية هي كما يلي من وجهة نظري: الإمارات، أستراليا، العراققطر، أوزباكستان السعودية، اليابانإيران، وبعيدا عن العواطف والأمنيات، فإن اليابانوإيران هما الأقوى حظوظا حاليا، وفرصة منتخبنا قوية ولكن تحتاج إلى المزيد من التخطيط والجهد، وإن كان الأمل بالله دائما، لكن هنالك إحساس داخلي في نفسي يقول إن اللقب هذه المرة سيستقر في الرياض إن شاء الله عز وجل.. وتذكروني.