لا شك إن القراءة والاطلاع مفيدة للعقل والمعرفة؛ بل هي غذاء العقل، وهي له بمثابة الغذاء للجسم، وهي أساسية ومهمة في تطوير المعارف، وتوسيع المدارك، وتنمية الشخص، وتعديل سلوكه ونهجه في الحياة. إذا اختيرت القراءة في الكتب القيمة والنافعة، والعكس يأتي بخلاف ذلك لو اختيرت قراءة الكتب السيئة، والمؤلفات الهابطة، كانت النتائج سيئة على فكر وسلوك الإنسان، مثل الطعام الملوث، أو المسموم، قد يضر الجسم، أو يقتل صاحبه، سواء في الحال، أو مع مرور الوقت. والقراءة السيئة قد تسببت في انحراف الكثير من الناس وخروجهم عن الطريق المستقيم والدخول في متاهات ومجاهل قد لا يخرجون منها، وهذا يفرض على الإنسان أن يحسن الاختيار في قراءاته، ويختار الكتب والمؤلفات المفيدة في كل معارف وجوانب الحياة، مثل ما يحرص على اختيار الجليس الصالح ويتجنّب الكتب والمؤلفات السيئة مثل ما يتجنب جليس السوء؛ لأنها في نظري أشد تأثيرًا وأبلغ أثراً من الجليس؛ خاصة بعض المؤلفات التي تتعلق بالعقيدة وربما تحارب الدين الاسلامي الحنيف أو بعض السلوكيات المنحرفة البعيدة عن ديننا وعادات وتقاليد مجتمعنا. قيل لأحد الاشخاص؛ وكان كثير القراءة: ماذا تفعل؟ قال أتنزّه في عقول الرجال؛ لأن المؤلفات والكتب فعلاً هي عصارة ونتاج فكر ومعرفة مؤلفيها، يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي: أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ ومع ثورة التقنية الحديثة أصبحت القراءة أسهل والوصول إلى المعلومة أسرع، واختلط الغث بالسمين، وهنا يكون لزاماً على القارئ أن يكون أكثر حرصا ًووعيًا في اختيار قراءاته، ومصدر ثقافته، ووعيه. وكان أول أمر نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من رب العزة والجلال: (اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ) لأهمية القراءة في تنمية العقل والفكر، وكل ميسر لما خلق له. وفق الله الجميع لمافيه الخير.