آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 20 مارس 2018 الساعة : 5:29 صباحًا على طاري معرض الكتاب ! شكّلنا نحن الأصدقاء الأربعة مجموعة قراءة أسميناها (جُلَساء الكِتَاب). . وقد بدأنا ممارسة القراءة الجماعية مطلع العام الجاري تحديداً في يوم 1 / يناير / 2018م . طبعاً الفكرة تقليدية وقد نشأت منذ أن عرفت البشرية فعل القراءة ؛ ولكن لهذه الطريقة فوائد كثيرة على المستوى الفردي والمجتمعي . . ما فعلناه في مجموعتنا : اخترنا بالتوافق 12 كتاباً حرصنا أن تكون متنوعة العناوين وتغطي أنساق المعرفة المختلفة كالدين،الفكر،الفلسفة،الأدب،الفن،العلوم الطبيعية والإنسانية،والثقافة العامة.وقمنا بشرائها عبر النت دون أن نتكبد وعثاء السفر وكآبة التفتيش،وذلك من خلال خدمة شراء وتوصيل الكتب التي توفرها مكتبات شهيرة مثل (جملون)و(نيل فرات دوت كوم)وغيرهما.وبعد أن استلم كل منا شحنته خصصنا لكل كتاب 30 يوماً نقرأه فيها على أن نناقش محتواه في آخر الشهر(مجموعة كسولة)! ..ويتم هذا النقاش في دائرة مغلقة حالياً لكن هناك نيّه لجعله تحت عين الكاميرا تتميماً للفائدة(طبعاً إذا وافق الزملاء). . من فوائد القراءة الجماعية التي تعقبها مناقشة،وعرض لوجهات النظر،واستخلاص للفوائد ما يلي : 1- أنها تُحوّل الشخص من مجرد قارئ بسيط تدفعه للقراءة رغبته المجردة إلى قارئ ناقد،محلل،يميز بين الغث والسمين مدفوعاً بالفضول وشغف المعرفة . 2- تُشعر القارئ بأنه صاحب رأي مستقل ورؤية خاصة للحياة وبالتالي تزيد من ثقته بنفسه. 3-تنمّي لديه مهارة ربط الأفكار بطريقة منطقية ومن ثم عرضها بأسلوب شيّق ومفيد وهذا يعزز قدراته الفكرية والخطابية . 4-الاحتكاك بعقول المؤلفين المخزونة في كتبهم ينضج عقل القارئ المبتدئ ويسمو بذائقته ووعيه الثقافي ويرتقي به إلى مصاف من ينتجون المعرفة كالأدباء والمفكرين . 5-أي فعل جماعي بطبيعة الحال يزيد من درجة التنافس،والالتزام،والقدرة على التواصل مع الآخرين . 6-النقاش هو تفاعل إثرائي يولّد معرفة جديدة وتنبثق منه أفكار حيّة غير تلك الجامدة في بطون الكتب . 7-يكتسب أعضاء المجموعة آداب الحوار،وفن الإنصات،وأبجديات الديمقراطية،ويمارسون حرية الرأي والتعبير بأريحية تامة . 8-إنعاش الحركة التجارية في المدينة(خاصة المقاهي التي تخصص لمجموعتنا مكان مناسب وخصم خاص)!! 9-القراءة الجماعية توسع دائرة فهم النصوص لأنها تنظر إليها من زوايا متعددة وأنماط تفكير مختلفة؛ما يعني تحقيق الاستفادة القصوى من الكِتاب . 10-دعم كُتّاب وكاتبات نجران من خلال إيجاد نواة لجمهور يقرأ إنتاجهم . . لا شك بأن بناء الوعي الفردي والثقافة الشخصية يصب في خانة وعي المجتمع وثقافته ورقيّه.ويأمل جُلَساء الكِتاب أن تتحول جميع الديوانيات إلى مجاميع للقراءة الحرّة،وأن يساهموا في إشعال فتيل لحراك ثقافي بالمنطقة يتمثّل في إقامة ندوات تجمع الكُتّاب بقرّائهم،ومسابقات تحفّز على تقديم أفضل تلخيصات للكتب،وغير ذلك من الأعمال التي من شأنها تشجيع الناس على القراءة . . أ. مشعل بن عبدالله اليامي "نجران نيوز"