طالب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمس بحصانة رئاسية "شاملة" من الملاحقات القضائية الجنائية، حتى لو تجاوزت أفعاله "الحدود". وترشح ترمب للانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني / نوفمبر بينما يواجه 91 تهمة جنائية في أربع قضايا منفصلة تشمل السعي لقلب خسارته في انتخابات عام 2020 وحيازة وثائق سرية بشكل غير قانوني في ناد للغولف خاص به. وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي نشره قرابة الساعة الثانية صباحا أنه كرئيس سابق يتمتع بحصانة كاملة من الملاحقة القضائية، وحض المحكمة العليا على إصدار حكم لصالحه. وأضاف ترمب على منصته "تروث سوشال" أنه "حتى الأحداث التي "تتجاوز الحدود" يجب أن تخضع للحصانة الكاملة"، وإلا يحتاج الأمر سنوات "في محاولة للتمييز بين الجيد والسيئ". وأشار ترمب إلى أن رؤساء الولاياتالمتحدة يحتاجون إلى الحصانة حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات صعبة، وهذه الحاجة تفوق خطر مخالفتهم القواعد، وشبّه الرئيس الجمهوري السابق الوضع بجهاز الشرطة الذي يجب أن يستمر في العمل على الرغم من تجاوزات أفراد "مارقين" في بعض الأحيان. واعتبر أن المحكمة العليا التي تميل إلى الجناح اليميني منذ قيامه بتعيين ثلاثة قضاة فيها خلال ولايته الرئاسية، ستتخذ "قرارا سهلا". وتنظر محكمة استئناف فدرالية في واشنطن حاليا في مطالبة ترمب بالحصانة من الملاحقة القضائية لسعيه إلى تغيير نتائج انتخابات 2020 التي فاز فيها الديموقراطي جو بايدن. وفي حال رفض استئناف ترمب، كما يتوقع معظم الخبراء القانونيين، من المرجح أن تحال القضية على المحكمة العليا للبت فيها واتخاذ قرار نهائي. وبعد تحقيقه أول فوز ساحق في ولاية أيوا وزيارة إلى نيوهامبشر لاستمالة الناخبين، يواصل دونالد ترمب حملته لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، وكذلك معركته القضائية التي ستعيده الأربعاء أمام محكمة في نيويورك. ترمب الذي بات الأوفر حظا في الفوز بالانتخابات التمهيدية للجمهوريين بعد فوزه الساحق في ولاية أيوا الاثنين، سيمثل مجددا الأربعاء أمام المحكمة بتهمة التشهير في القضية التي رفعتها ضده الكاتبة إي جين كارول (80 عاما)، بعدما كان أُدين في العام 2023 بتهمة الاعتداء الجنسي عليها في التسعينيات. يعود بعد ذلك إلى نيوهامبشر التي زارها الثلاثاء لاستمالة الناخبين في هذه الولاية الواقعة بشمال شرق الولاياتالمتحدة وحيث تجرى الانتخابات التمهيدية في 23 كانون الثاني /يناير. وقال ترمب أمام مناصريه في أتكينسون بولاية نيوهامبشر "في وقت مبكر صباحا (الأربعاء) سأذهب إلى حملة مطاردة من جانب بايدن، وبعد ذلك سأعود إلى هنا بعد الظهر، وسنلقي خطابات وسنحصل على الأصوات" مشيدا بفوزه الاثنين في أيوا الذي اعتبره "أعظم فوز" على الإطلاق. وقام رجل الأعمال البالغ من العمر 77 عاما بخطوة كبيرة نحو مواجهة جديدة في تشرين الثاني / نوفمبر مع الرئيس جو بايدن للعودة إلى البيت الأبيض، بعدما فاز ب98 من دوائر ولاية أيوا البالغ عددها 99 دائرة. بحصوله على 51 % من الأصوات، تقدم الرئيس السابق بفارق كبير في هذه الولاية الريفية في الغرب الأوسط على أقوى منافسَين آخرَين في الانتخابات التمهيدية: حاكم فلوريدا رون ديسانتيس والسفيرة الأميركية السابقة لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي. في نيوهامبشر، ستكون الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري مفتوحة أمام الناخبين الذين لا ينتمون إلى أي من الحزبين، وهو ما قد يفيد مرشحة تعتبر أكثر وسطية مثل نيكي هايلي. وقال ترمب على المسرح "الثلاثاء": "تعتمد نيكي هايلي بشكل خاص على الديموقراطيين والليبراليين لاختراق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري". وكانت هايلي قالت الاثنين "أنا أحارب ضد ترمب" مؤكدة أنها لم تعد قلقة من منافسة حاكم فلوريدا. وحلّ رون ديسانتيس المتشدد بمواقفه بشأن الهجرة والإجهاض، ثانيا في أيوا بفارق كبير عن ترمب، مع 21 % من الأصوات. تنتهي المنافسة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري رسميا لخوض الانتخابات في تموز / يوليو خلال مؤتمر الحزب المحافظ. لكن بحال فوز الرئيس السابق مرة أخرى في نيوهامبشر، فسيصبح من الصعب جدا على كل من نيكي هايلي أو رون ديسانتيس الاستمرار فعليا في السباق. إلى ذلك نجحت نيكي هايلي الأربعاء في استمالة الناخبين في نيوهامبشر مع انتقال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين إلى الولاية الواقعة شرقا والتي تعد حاسمة في مسعى هذه المرشحة لكسب ترشيح الحزب أمام خصمها الأوفر حظا دونالد ترمب. وتظهر الاستطلاعات أن المندوبة السابقة للولايات المتحدة في مجلس الأمن، المرأة الوحيدة في السباق، تمثل التهديد الرئيسي لمساعي ترمب للفوز بولاية جديدة في البيت الأبيض. في الأسابيع القليلة الماضية ارتفعت أرقام شعبيتها والتبرعات والتأييد لها. لكن أملها في معركة يتنافس فيها شخص واحد أمام الرئيس السابق، منيت بانتكاسة عندما تغلب عليها حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ليحتل المركز الثاني في انتخابات المجالس الشعبية (كوكس) في أيوا الاثنين. وخيبة الأمل هذه فاقمت الضغوط على هايلي لوضع ديسانتيس في المقعد الخلفي في نيوهامبشر الثلاثاء ومواصلة تحديها لترمب فيما تقترب المعركة من مسقط رأسها ولاية كارولاينا الجنوبية وقال حاكم ماريلاند السابق وأحد مؤيد هايلي لاري هوغان "إذا حققت هايلي نتائج جيدة في نيوهامبشر فإن ذلك سينقل الزخم والطاقة والإثارة إلى حملتها في كارولاينا الجنوبية". ولم يسبق أن خسر أي مرشح السباق بعد فوزه بأول ولايتين وقد يكون من شبه المؤكد أن ترمب الذي سحق ديسانتيس وهايلي في ولاية أيوا سيعلن انتهاء معركة ترشيح الجمهوريين بفوز في نيوهامبشر.