لا أتذكر بأن مدربًا لمنتخبنا تحدث بجراءة كبيرة وهو على رأس العمل كما فعل المدرب الإيطالي مانشيني في المؤتمر الذي سبق مباراة الأخضر مع عمان في كأس آسيا 2023، وفصّل خلاله بشفافيه أسباب استبعاد عدد من اللاعبين الذين دار حولهم لغط كبير في الفترة الماضية، وذكر معلومات وأحداثا "صادمة" للوسط الرياضي، ولا أتصور بأن مانشيني ظهر إعلاميًا وكشف عن كل ذلك دون أن يأخذ الضوء الأخضر من قبل المسؤولين، ولا أتخيل بأن مدربًا بقيمته وتاريخه يفرط في أدوات تساعده على الفوز والإنجاز دون أسباب مقنعة خصوصًا وأنه سيلعب في بطولة قارية، وفي كل الأحوال ليس له أي مصلحة من استبعاد أي نجم دون أسباب مقنعة! ورغم كل ذلك، يفترض أن يفتح المسؤولون في اتحاد القدم تحقيقات حول ما حدث، خصوصًا وأن الروايات متضاربة بين المدرب واللاعبين الذين وجهت لهم الاتهامات، كما يجب عليه أن يضرب بيد من حديد بعد نهاية التحقيقات، فإن ثبتت المعلومات التي أوردها مانشيني يعاقب اللاعبون بعقوبات رادعة تجعلهم عبرة لغيرهم، وإن لم تثبت يفترض أن يرد اتحاد القدم للاعبين اعتبارهم، لا سيما وأنهم تعرضوا لانتقادات كبيرة وهجوم بالغ، ليس محليًا فقط، بل خارجيًا أيضًا كون البطولة متابعة قاريًا، وكثير من وسائل الإعلام الآسيوية تغطي أحداثها، ومؤتمر مانشيني وما صاحبه سرق الأضواء حتى من المباريات التي لُعبت في ذات اليوم. أما تعاطينا مع الوضع الحالي، فيفترض أن نقلب هذه الصفحة، ونركز على الأسماء الموجودة وتمثل منتخبنا في البطولة، ونقدم لهم الدعم والمؤازرة، ونقف مع الأخضر في رحلته الصعبة، على أمل أن نحقق إنجازًا قاريًا طال انتظاره، والا ننشغل أكثر بهذه القضية كونها يفترض أنها أصبحت على طاولة المسؤولين عن رياضتنا لمناقشتها واتخاذ القرارات اللازمة التي تحفظ حق منتخبنا والكرة السعودية عمومًا. وبمناسبة الحديث عن التعاطي مع ما حدث، لا يفوتني أن أسجل استغرابي من بعض الزملاء الإعلاميين الذين ظلوا طوال الفترة الماضية يطالبون مانشيني بتوضيح موقفه حيال استبعاد (س) وعدم استدعاء (ص)، وذكر الأسباب التي دعته يستغني عنهم، وعندما ظهر في المؤتمر وقال كلام لم يتوقعونه تغيرت الأمور، وهاجموه وانتقدوا تصريحاته واتهموه بالتأثير السلبي على الجو العام قبل بدء البطولة! عمومًا، يجب أن ننسى الأندية وأجواء التنافس فيها، وأن ندعم منتخبنا هذه الأيام، وأن ننظر للجميع بعين واحدة، وكلنا ثقة في نجوم الأخضر وقدرتهم على اللعب بروح قتالية وإسعاد السعوديين بنتائج مشرفة.