شيء جميل ان يثمر العمل المتواصل والدعم المستمر والمتابعة الدائمة والتخطيط السليم والروح العالية والتكاتف الكبير والجهد المبذول عن فرحة بحجم تلك التي اجتاحت كل منطقة ومحافظة ومدينة وقرية في المملكة بعد التأهل الى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي كانتاج طبيعي لتفوق الكرة السعودية وسلامة نهج اتحاد الكرة بقيادة الامير سلطان بن فهد ونائبه الامير نواف بن فيصل وتعاون بقية الاعضاء وتفاعل كافة الاطراف من اندية وجماهير واعلام ورجال اعمال وجهات حكومية أخرى مع رحلة الأخضر نحو بلوغ هدفه وغايتنا المتمثلة بتسجيل اسمه ضمن ال 32 منتخبا في نهائيات مونديال 2006 وبعد ان تحقق هذا الهدف بصفة رسمية وجعلنا ختام التصفيات الآسيوية امام كوريا عبارة عن (بروفة) قبل الشروع في الاعداد الفعلي لنهائيات كأس العالم لابد من الاشارة الى بعض النقاط او الملاحظات التي ارى من وجهة نظر متواضعة العمل بها حتى يكتمل الأخضر ويكون حضوره (العالمي) مواكباً لاسم المملكة العربية السعودية ومشرفاً للعرب في قارة آسيا الذين ينظرون له كممثل وحيد لهم بين عمالقة الكرة في العالم في حالة عدم تأهل منتخب ( عربي )اسيوي آخر ولعل البداية تكون من خلال وضع تصور كامل للمرحلة المقبلة بما فيها من مشاركات للاندية محليا وخارجياً وان تكون فترة الاعداد خلال مدة معقولة لاتجلب الملل للاعبين بدلا من المعسكرات الطويلة التي يتخللها فترة توقف واثبتت عدم جدواها فضلاً عن كونها تقلل من حماس اللاعب وتجعله في حالة تشبع دائمة وجهد غير قابل للارتفاع بل قد يبدأ العد التنازلي في الاداء واللياقة والطموح واعتقد ان معسكرات طويلة مضت اشبه بالدروس التي لابد ان نضعها في الاعتبار فالاعداد ليس لبطولة اقليمية او قارية انما يتجاوز ذلك الى محفل رياضي عالمي كبير لابد ان يكون من خلاله الاخضر معدا اعدادا جيدا من كافة الجوانب البدنية والنفسية والتكتيكية مع التهيئة لمختلف الظروف كالاصابات وما يحدث اثناء المباريات وليس عيباً ان تتم الاستعانة بخبراء على مستوى عال لوضع برنامج يشمل كل شيء بما فيه الغذاء والنواحي الطبية وزد على ذلك الاستقرار على اسماء معينة يقع عليها النظر من خلال المسابقات المقبلة التي تستوجب متابعة اداء اللاعبين مع انديتهم وان لا تزيد القائمة (مثلاً) عن 40 او 35 لاعباً حتى نضمن الانسجام والالمام الكامل بقدراتهم وان نبتعد عن (الابعاد والضم) بين فترة وأخرى وبالذات في المراحل الأخيرة من فترة الاعداد لأن في ذلك (احباط) لكل الجهود وتأثير مباشر على التفاهم بين العناصر المراد الاعتماد عليها في النهائيات ولعل الاعداد لنهائيات 98 وبعدها مونديال 2002 فرصة لكي يقودنا للابتعاد عن السلبيات التي (تهز) من استقرار المنتخب ايضاً عدم ضم اي لاعب مالم يكن جاهزا طبياً 100٪ ( نقطة لابد من مراعاتها )..وكم مرة صرح كالديرون في فترات سابقة وكذلك المدربون الذين قبله بأنهم فوجئوا بالاصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين المنضمين للقائمةالامر الذي يفرض على الجهاز الفني استبعادهم في ظروف لا تساعد البديل على الانسجام مع المجموعة ومثل هذه الاشياء تؤثر بصورة مباشرة وتخلق خللاً كبيراً في برامج الاعداد فذريعة الاصابات وعدم وجود فترة الاعداد الكافية وضعف اللياقة البدنية وضغط المسابقات المحلية.. وكثرة مشاركات الاندية الخارجية يجب ان نحتاط لها من الآن ثم لا ننسى تفريغ نجوم المنتخب قبل بداية المونديال ب 60 يوماً على الاقل حتى نبعدهم عن الارهاق بمعنى منحهم اجازة لمدة اسبوعين لالتقاط الانفاس والمدة المتبقية نجعلها فترة اعداد وخوض مباريات ودية بصورة تدريجية وأثناء الاسابيع الأربعة التي تسبق انطلاقة المونديال نخوض مباريات ودية (قوية) مع منتخبات ذات ثقل كبير حتى نكتشف الاخطاء بصورة نهائية ولا اعتقد ان الخسارة (ودياً) من فرق عريقة ولو بنتيجة كبيرة تسيء لنا اذا ما وضعنا بالاعتبار اهمية الحصول على نتائج مشرفة في اللقاءات الرسمية في المونديال. ٭ نحن لا نطمح بالتأهل لدور الثمانية او الاربعة ولكن على الاقل نضمن مستويات مرضية وعطاء مقنع في الادوار الاولى وقبل ذلك يجب ان لا نتجاهل ضرورة اشعار اللاعب بأن الذهاب الى المانيا لا يعني مطالبته بما هو فوق طاقته انما الظهور بصورة تعكس الدعم الكبير الذي تمنحه الدولة لقطاع الشباب والرياضة وتقديم (دعاية) مجانية للمملكة بأنها بلد ينمو ويوازي البلدان الأخرى في تطوره وحضوره من خلال كرة القدم. ٭ هناك اندية لا تهتم بسلامة اللاعب واحيانا تشركه وهو مصاب بحثاً عن انتصار مؤقت الامر الذي يفرض على ادارة المنتخب من خلال الجهاز الطبي الكشف على كل لاعب يريد ضمه في ناديه وقبل ان يتم استدعاؤه حتى لا ينشغل الجهاز الطبي فيما بعد بمتابعة (المصابين) دون الفائدة منهم بقدر ما يحتاج ذلك الى وقت يفترض ان نشغله بما يخدم المنتخب ومع الاسف ان هناك اندية تحرص على اشراك اللاعب تحت تأثير (البنج) ولاحظنا ذلك في مرات سابقة وهو ما يجعل اللاعب والمنتخب يقعان ضحية لذلك وفيما يتعلق بمؤازرة الاخضر فالإعلام من الآن لابد ان يضع نصب اعينه اهمية المرحلة المقبلة وان يتخلص من عقدة الميول وخلق اثارة ممقوتة قد تؤدي الى مشاكل بين فئات الوسط الرياضي لا يمكن الخروج منها واذا ما حدث ذلك فسيكون تأثيره كبيراً على (جماعية وروح) لاعبي المنتخب وهذا شيء لابد ان تتنبه له الرئاسة العامة لرعاية الشباب المطالبة اكثر من اي وقت مضى بالتصدي للاطروحات و(التناحر) عبر الاعلام للمحاماة والدفاع عن اندية معينة لا تساوي شيئاً امام اسم الوطن واهمية التكاتف تجاهه وطوال الفترة الماضية قرأنا اطروحات تسيء للرياضة السعودية وتصورها بمظهر غير حضاري لدى الآخرين ولاشك ان لرؤوساء بعض الاندية وبالذات الجماهيرية التي تؤثر على بعض الاعلاميين دور مهم في التقليل من التصريحات التي تقود الى الخلافات بين اعضاء الوسط الرياضي. اما كيف نساند الأخضر (جماهيرياً) في المانيا فأعتقد ان رجال الاعمال وبالذات المقتدرين تقع عليهم مسؤولية كبيرة في دعم المنتخب اسوة بما فعله رئيس نادي الاتحاد الأستاذ منصور البلوي وان يكون ذلك عن طريق التبرعات التي تسلم للجنة خاصة منبثقة عن اتحاد الكرة وتسمى (لجنة الذهاب الى المانيا) اما كيف يحدث ذلك فالأمر لا أعتقد ان فيه صعوبة اذا ما افترضنا انه يوجد لدينا 500 رجل اعمال من التجار (الكبار).وكل منهم لوتبرع ب100 الف ريال (كواجب وطني) لاصبح الناتج 50 مليون ريال.. لاشك ان ذلك كفيل بنقل نسبة عالية من الجماهير السعودية الى نهائيات كأس العالم مع اعاشتهم واسكانهم هناك اثناء مباريات المنتخب. وأخيرا تصور لو كل ناد من الاندية الممتازة والدرجة الأولى تكفل كل منها بنقل 10 مشجعين اي ما مجموعة 260 مشجعاً من الذين يحملون العضوية ويسدون رسومها اولاً بأول، وزد على هذا الرقم ان يكون للخطوط السعودية مبادرة (وطنية) كالتخفيض على قيمة التذاكر او حجز مقاعد محددة (مجانا) لمن يريد الذهاب الى مؤازرة المنتخب.. اظن ان هذه الجهات قادرة على تأدية دورها الوطني حتى لو ادى الأمر الى الضغط على نفسها. ٭ امام (التجارب) السابقة التي مرت بها الكرة السعودية وبالذات في مونديال 2002 لابد ان نعد انفسنا من الآن وان لا نترك لاي (شامت) او (انتهازي) اي فرصة بأن ينال من عمل اتحاد الكرة وادارة المنتخبات في حال (اي تعثر) لا قدر الله لاسيما وان المشاركة العالمية الجديدة فرصة لا تعوض في سبيل استعادة الكرة السعودية لهيبتها والوقوف بقوة مع الفرق الكبيرة وذلك من خلال الاحتكاك والاستفادة الكاملة من المواجهات الكروية. ٭ البعض مع الاسف يقول: «المهم الوصول الى المونديال» غير مدرك في أن تحقيق ذلك سهل ولكن كيف نستثمره ونرتقي بأنفسنا وبمنتخبنا من خلاله فهذا هو الصعب والمهم في نفس الوقت. ختاماً ألف مبروك للجميع تأهل الأخضر المستحق الى المونديال.