مائة وعشرون مليار ريال ستمثل العائد المتوقع على الناتج الوطني من مشاريع إعادة التدوير للنفايات في المملكة، والاستغناء عن مائة وخمسون مردماً في مختلف مناطق المملكة من خلال مبادرة السعودية الخضراء التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك برفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94 % بحلول 2030م. تفاصيل مهمة كشفها المهندس زياد الشيحة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير»سرك» إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة في حديث ل»الرياض» تناول مشروع فرز النفايات من المنازل والأكياس الثلاثة والاقتصاد الدائري، وفيما يلي تفاصيله: 150 مردماً * في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه الدولة للقطاع الخاص.. ما أبرز الخطط والاستراتيجيات التي تتبناها سرك لتحقيق أهداف الرؤية السعودية 2030م؟ o كل شيء يبدأ برؤية وأهداف، والمملكة -ولله الحمد- وضعت الأهداف بشكل واضح، وهو ما أعلنه سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خلال مبادرة السعودية الخضراء، حيث سيتم رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94 % بحلول 2030م. وهذه كانت المرة الأولى التي تضع فيها المملكة أهداف واضحة لكي يستطيع الجميع النهوض وتحقيق هذه المستهدفات، وهذا الوضوح يشكل خطوة كبيرة جداً للشركات ويحفز الصناعة والاستثمار، فمع وضوح الرؤية والمستهدفات حيث يعمل الجميع بروح الفريق سواء في النواحي التشريعية أو التنظيمية أو الاستثمارية وجذب الاستثمارات للمملكة، وتم استعراض التحديات ووضعت الأهداف والتي تركز على رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94 %، واليوم لدينا ما يقارب 150 مردماً مبعثرة على أنحاء المملكة البعض منها غير نظامي ويعاني من الكب العشوائي، ومع وضوح الرؤية سنعمل على أن نتخلص من جميع هذه المرادم، ونعمل الفرز من المصدر لمعالجة المواد وإعادة تدويرها وضخها في الاقتصاد الدائر بإذن الله. الاقتصاد الدائري * ماذا نعني بالاقتصاد الدائري؟ * هناك نوعان من الاقتصاد، الاقتصاد الخطي والاقتصاد الدائري، ونعني بالاقتصاد الخطي إذا افترضنا أن نتخيل خطاً مستقيماً كاستخدام علبة المياه ثم رميها فهذا يسمى الاقتصاد الخطي، أما الاقتصاد الدائري فيعني إعادة التدوير، بحيث ترسل لمراكز التدوير أو فصلها من المصدر (البيت، المكتب، المطعم)، بحيث تأخذها الشركات وتعيد تدويرها ثم تقوم بإعادة ضخها مرة أخرى في الاقتصاد، وهذا يعني أننا نتحول من الرمي للمرادم إلى إعادة التدوير والضخ في الاقتصاد، وهذا ما نعني به الاقتصاد الدائري، وتبرز أهميته في توفير المواد وكذلك يتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف بعدم التبذير ويساهم في المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية للدولة وهذه تنعكس إيجاباً على الاقتصاد والصحة. * ماذا عن الاستفادة من التكنولوجيا وتطبيقاتها الحديثة في عمليات إعادة التدوير؟ * بفضل من الله فزنا في (مجلة فوربس) والتي وضعتنا في المركز الثاني على منتجَين: الأول يتعلق بالأخشاب المعاد تدويرها من سعف النخل والأشجار، والمنتج الثاني الأسمدة من مخلفات الأبقار وغيرها، بحيث تخلط مع الأشجار بطريقة معينة وتغذي للنباتات، وهذه جزء من التقنية التي نحاول جلبها، وكذلك تقنية التحويل للطاقة وتقنية الفرز أو ما يسمى في المراكز الكبيرة الفصل، وكذلك إنتاج الأسمدة وإنتاج الوقود البديل، وكل هذه تحتاج تقنيات لعملها ومن ثم ضخها بالاقتصاد الدائري. * كم حجم الاستثمارات التي تتبناها سرك؟ وما العائد المتوقع منها في الناتج المحلي؟ * الناتج المحلي يقدر بأكثر من 120 مليار ريال إذا ما استفدنا من تدوير جميع المواد الناتجة اليوم بما فيها توفير العمالة اللازمة وبناء المنشآت والمقاولين، وهذه تخلق سلسلة كاملة من استخدام المواجد وإعادة تدويرها وتم تفعيل الاقتصاد الدائري بشكل كامل. * ما دور المواطن في المشاركة في عمليات إعادة التدوير للنفايات؟ * الآن يتم البحث والمناقشة مع المركز الوطني لإدارة النفايات (موان) لتبدأ الرحلة بفصل النفايات من المصدر أي من المنازل عبر توزيع ثلاث حاويات، وهذه التجربة التي طبقتها معظم الدول التي استطاعت أن تتحول عن المرادم، فتبدأ بتوزيع ثلاث حاويات أو أكياس للمنازل وتبدأ الرحلة، ولا بد من إنشاء المباني التي ستستقبل هذه الأكياس للفرز وإنتاج الطاقة أو غيرها، وهذه تحتاج لرحلة تعليمية وتثقيفية وبرامج توعوية على مستوى المدارس والمساجد تبدأ من تعليم الأطفال كيف يتم فصل النفايات من المنزل بحيث لا يخلط الأكل على سبيل المثال مع البلاستيك وقس على هذا، فالفصل يمكننا من الاستفادة وإعادة التدوير. رسوم النفايات * هل ستكون هناك رسوم تفرض على أصحاب المنازل؟ * جميع الأمور التنظيمية ستكون من خلال المركز الوطني لإدارة النفايات، وأي أمور تتعلق بالتنظيمات أو الرسوم هي من اختصاص مركز موان. * أمانة منطقة الرياض سبق وأن أعلنت عن مشروع مشابة لإعادة تدوير النفايات قبل عدة سنوات.. هل هناك تنسيق وتعاون مع أمانات المناطق؟ * أمانة منطقة الرياض تعتبر من الأمانات الرائدة في المملكة، وأطلقت برامج تجريبية ونجحت في بعض هذه البرامج -ولله الحمد-، وهذه جميعها خبرات مكتسبة وسنستفيد من البرامج التي أطلقتها الأمانة ونبني عليها بإذن الله ونتوسع فيها على مستوى الرياض كمدينة. * وقعتم مؤخراً اتفاقية مع كافد، ما طبيعة هذه الاتفاقية؟ * مركز الملك عبدالله المالي (كافد) يعتبر من المعالم الرائدة على مستوى العالم سواء في الحياة أو العمل أو الترفيه في هذا المعلم البارز في العاصمة، وهذا المركز يتطلع لأن يكون مركزاً أخضر يراعي موضوع التدوير، وتم مناقشة العديد من الأمور سواء في الزراعة أو الأسمدة المستخدمة ومواد البناء، وهناك الكثير من المواد التي يمكن الحصول عليها من مركز كافد وإعادة تدويرها وضخها مرة أخرى ليكون المركز أكثر خضاراً بإذن الله.