عقدت في قلعة إلماو بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا قمة مجموعة السبع، التي لم تعد كلها من الكبار، لأن اقتصاد الصين والهند وإندونيسيا، يتعدى حجمه اقتصاد هذه البلدان، إذا استثنينا الولاياتالمتحدة. فهذه المجموعة التي كانت في يوم من الأيام نادي النخبة، قد أصبحت في وضع لا تحسد عليه. فتيار العولمة الذي أنتجته هذه المجموعة قبل 30 عاماً، قد أدى، وياللمفارقة، إلى بروز بلدان غيرها يتعدى ناتجها المحلي الإجمالي بعض هذه البلدان. فبحلول عام 2035 سوف تصبح مصفوفة السبع الكبار وفقاً لتوقعات مركز سيبر "cebr" البريطاني مختلفة بعض الشيء. فالصين سوف تتربع على قائمة أكبر اقتصادات العالم والهند سوف يصبح ترتيبها الثالث. كما سوف تقترب إندونيسيا من هذه المجموعة ويصبح ترتيبها ثامن أكبر اقتصاد في العالم. إن مجموعة السبع الكبار، كانت في يوم من الأيام مضرب المثل. فقد كانت تقف على قمة التقدم الصناعي والاقتصادي، وتعيش حياة آمنة مليئة بالرغد والرفاه. ولذلك، أصبحت مضرب المثل، الذي ترغب بقية بلدان العالم أن تصل إلى ما وصلت إليه. ولكن، هذا ليس هو الحال اليوم. فلقد تغير الكثير منذ عام 2008، عندما ضربت الأزمة الاقتصادية المالية هذه البلدان. ومنذ ذلك الحين تسارعت وتائر نمو اقتصادات أخرى. وعلى رأسهم الصين والهند. فهذان الاقتصادان، اللذان لم يكونا عام 1990 من بين أكبر 10 اقتصادات في العالم قد تقدما، مستفيدين من توظيف الشركات الغربية للأموال التي حصلوا عليها من الاتحاد السوفيتي بعد انهياره، والتي تفوق القدرة الاستيعابية لاقتصاد بلدانهم الأم. ولذلك نما الاقتصاد الصيني والهندي بوتائر عالية، وأصبحا عام 2010 ضمن أكبر عشر اقتصادات في العالم. ويلاحظ هنا، أنه في الوقت الذي استمرت فيه الصين والهند تقلص الفارق بينها وبين الولاياتالمتحدة، زاد فيه هذا الفارق، وخاصة الصين، التي صارت تتباعد بمسافات عن بقية الدول التي جاء ترتيبها بعدها. فإذا استمرت هذه الوتيرة، فإن الاقتصاد الصيني، سوف لن يتقدم فقط على الاقتصاد الأمريكي عام 2030م كما توقع مركز "cebr"، وإنما سوف يتركه وراءه بمسافات لا بأس بها، مثلما ترك اليابانوألمانيا سابقاً. وهذا الواقع وجد لنفسه انعكاساً في البيان الختامي لمجموعة السبع، التي أعلنت رغبتها في استثمار 600 مليار دولار على مشاريع البنية التحتية حول العالم. وهنا لا يمكن إلا أن نتذكر مبادرة الصين: حزام واحد وطريق واحد. الأمر الذي يعني أن الصين وليس الغرب قد أصبحت مضرب المثل، والبلد الذي ترغب الكثير من البلدان، بما فيهم "مجموعة السبع" أن تسير على خطاه.