بفعالية نظام الرصد الآلي لمخالفات استخدام الهاتف وحزام الأمان أثناء القيادة، شهدنا تغييراً إيجابياً في امتثال قائدي المركبات للقوانين والتعليمات المرورية، وفي هذا السياق دعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي خاصةً في تطبيق التغريدات "إكس" إلى اتخاذ إجراءات رادعة أيضاً ضد السائقين الذين يعمدون إلى إجبار المركبات على إخلاء الطريق في المسار السريع، مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى وقوع حوادث مرورية، وسجّل المغردون تعرّضهم لسلوكيات بعض السائقين، مثل إزاحة المركبات على الطرق السريعة بوسائل متنوعة، باستخدام الإضاءة العاكسة والضوء الساطع إلى الاقتراب الشديد من الخلف والتجاوز الخاطئ، وكذلك استخدام آلة التنبيه بصورة مزعجة، مما يشكّل تهديداً كبيراً على حياة مستخدمي الطريق، فيما أفاد مشاركون آخرون بأن هناك مركبات تسير على يسار الطريق - المسار السريع - يقودها أشخاص بسرعات بطيئة أقل من الحد الأدنى لسرعة الطريق، ولا يبالون بالمركبات التي خلفهم ولا يفتحون لهم الطريق، رغم تشغيل الأضواء التنبيهية الأمامية وآلة التنبيه بشكل مستمر. غرامة مالية وحذّرت جمانة محمد في تغريدتها السائقين من قيادة المركبات ببطء واعتبرتها تعدياً على حقوق الآخرين، مبررةً أن هذا التصرف يتسبب في دفع سائقي المركبات القادمة من الخلف إلى التجاوز الخطأ، وقد تسفر عن وقوع حوادث مرورية، خاصةً خلال أوقات الذروة الصباحية والمسائية عند الذهاب للعمل والمدارس والعودة منها على الطرق الحيوية، مؤكدةً أن الإدارة العامة للمرور أوضحت أن السير بالمركبة بسرعة أقل بكثير عن السرعة المحددة بالطريق يعتبر مخالفة يعاقب عليها النظام، ومخالفة منصوص عليها في لائحة الجزاءات والمخالفات المرورية تحت مسمى "التباطؤ على نحو يعرقل الحركة"، ويعاقب مرتكبها بغرامة مالية لا تقل عن 100 ريال ولا تزيد على 150 ريالاً. سلوك مزعج ونشر بعض المغردين مقاطع فيديو تظهر تعمّد البعض من السائقين الالتصاق بالمركبات الأخرى، بشكل خطير ومخالف لقواعد السلامة، ومنافٍ للوائح المرورية، ما يعرّض حياة مستخدمي الطرق وممتلكاتهم للخطر الجسيم، المغردة نجلاء هنداوي وثقت وقوع حادث مروري تسبب في مقتل زميلة لها بسبب هذا التصرف الأرعن وغردت: "فقدنا طالبة من جامعة الامام منذ سنتين لذات السبب، حيث خافت وانتقلت للمسار الأيمن ولم تنتبه لوجود سيارة بجانبها وكانت مقبلة ومسرعة مما أدى لانقلاب مركبتها ووفاتها في حينها"، وتواصل هنداوي: عموماً هو سلوك خطير ومزعج حتى الإنارة العالية تؤذي وتحجب رؤية صاحب السيارة الأمامية إذا نظر من المراية الأمامية. دراسة المشكلة وأكد عثمان المبروك على أن القيادة ببطء لا تقل خطراً عن القيادة بسرعات عالية تفوق الحدود المسموح بها في الطرق العامة، لذلك يجب أن تكون عقوبة بطء السير موازية لسرعة السير، ذاكراً أنه يومياً يتأخر عن الدوام بسبب تحكم أحد السائقين بالمسار الأيسر وعدم تمكنه في كثير من الأحيان من تجاوزه لوجود مركبات على المسارات الأخرى، متابعاً أنه يجب على الجهات المرورية المختصة وضع علامات على المسار الأيسر لتوعية السائقين بمخاطر القيادة ببطء وتحذيرهم من العقوبات التي قد يتعرضوا لها، وأكمل أنه كثيراً ما يعتقد أن بعض الطرق مزدحمة نتيجة تعطل مركبة أو أي شيء آخر، لكن عند مروره يفاجئ بأن الطريق شاغر تماماً وسبب الازدحام قيادة أحد السائقين ببطء على المسار الأيسر، لافتاً إلى أنه يجب على الجهات المعنية دراسة هذه المشكلة ووضع حلول ناجعة لها. صورة متهورة وركز أبو عبدالله الطاير على بعض السائقين الذين ينتقلون بصورة متهورة بين المسارات، ومن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، للوصول إلى منعطف أو إشارة ضوئية للدوران منها، بينما كان يمكنهم إكمال طريقهم إلى المخرج الآخر أو الإشارة الضوئية التالية، والالتفاف منها دون أن يعرضوا أنفسهم والآخرين لحوادث جسيمة، خاصةً أن المركبات على المسارات المتقاطعة معهم تكون سرعتها عالية، ومن الصعوبة تجنبها أو تغيير مسارها. وأكد المغرد الملقب بن تيماء أن أحد أسباب الانحراف المفاجئ والانتقال العشوائي للمركبات بين المسارات قد يعود إلى انشغال البعض بالهاتف، إذ يدرك بعضهم متأخراً المخرج الذي يرغب في الخروج منه، ويدفعه تهوره إلى محاولة قطع الطريق عنوة أمام المركبات الأخرى للوصول إلى مخرجه، ما يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر. تسجيل الاضطرابات وتحدثت أسماء الدبس - اختصاصية في علم النفس - قائلةً: إن سلوك السائق على الطريق يكشف عن جوانب شخصيته، حيث يظهر بعض السائقين حذرين بشكل مبالغ فيه، مصابين بقلق تجاه احتمالية التسبب في حوادث مرورية، ويُصطلح على هذا النمط ب"فوبيا السيارات"، مضيفةً أن هؤلاء السائقين يلتزمون بالسرعة الأدنى لتجنب الحوادث، ويركزون تفكيرهم على الطريق، مما يجعلهم غير مستعدين للاستجابة لمحاولات التنبيه، ويتركون مسافات كبيرة بين مركباتهم والمركبة الأمامية، مشيرةً إلى أن الحوادث المرورية تعد من المشكلات التي تحمل في طياتها تحميلًا ذهنيًا وجسديًا للفرد، حيث يمكن أن يكون لسوء الطريق أو ظروف الطقس مثل الضباب أو الغبار، أو لأسباب داخلية تعود إلى السائق نفسه، سواء بسبب عدم كفاءته في القيادة، أو حالته المزاجية، أو وجود متاعب نفسية. وذكرت أن العوامل الصحية والنفسية والعصبية للسائقين تأتي على رأس الاعتبارات في القوانين المرورية العالمية، حيث يتعين قياس مستوى النظر وتسجيل الاضطرابات الصحية والنفسية في سجلات السائقين، مشددةً على أهمية الدراسات التي تلفت إلى ضرورة توثيق الاضطرابات التي قد يعاني منها السائق، سواء كانت جسدية أو نفسية، لتعزيز سلامة الطرق والمركبات. التجاوز الخطأ قد يتسبب في حوادث مرورية أسماء الدبس