الأساطيل الأميركية تحاصرها بحرياً يرحل عام 2023، تاركًا وراءه عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وأكثر من مليون ونصف المليون من النازحين، في حرب هي الأشرس والأكثر دموية في التاريخ الحديث، أُسقطت خلالها آلاف الأطنان من المتفجرات فوق رؤوس المدنيين في قطاع غزة، كما أَسقطت القناع عن وجه العالم الذي يتغنّى بالإنسانية وحقوق الإنسان. ففي الوقت الذي يحتفل به العالم برأس السنة الميلادية الجديدة، تتدفق مشاهد الوداع من غزة، أم تحتضن أطفالها للمرة الأخيرة، وأب يبكي ابنه "سامحني مقدرتش أحميك"، وأخت تبكي شقيقها "راح سندي بالدنيا". محرقة مفتوحة ومخيمات مستباحة وفي اليوم ال 87 للحرب الشرسة على قطاع غزة، لا تزال طائرات الاحتلال تحرق ما تبقى من أرض غزة، بعد أن دمّرت نحو 60 % من مباني القطاع، وفق مؤسسات ومنظمات دولية وحقوقية، حيث استشهد وجرح عشرات المواطنين، جلهم من الأطفال والنساء، فجر وصباح الأحد، في قصف جوي ومدفعي للاحتلال الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة لليوم ال 86 على التوالي. وطالت عمليات القصف الإسرائيلية ثلاثة مساجد، وهي مسجد المهاجرين، ومسجد الصحابة في مخيم المغازي، ومسجد الفرقان بمنطقة الحكر بدير البلح وسط قطاع غزة. الحوامل يلدن من دون مسكنات أو تخدير واستشهد وجرح عدد من المواطنين، في قصف استهدف منزلين لعائلة قنديل وعائلة أبو شحادة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة. كما طالت عمليات القصف بطائرات الاحتلال، جمعية الصلاح في المخيم. وأطلقت طائرة مروحية إسرائيلية نيران رشاشاتها شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، بينما تجدد القصف المدفعي شرقي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة. وفي مخيم النصيرات، وصل عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى العودة جراء قصف الاحتلال الاسرائيلي للمخيم. 21 ألف شهيد والصور تكشف حجم الدمار واستهدفت طائرة بدون طيار منزلا غربي رفح جنوب قطاع غزة، بينما استهدفت غارة إسرائيلية شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين. كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها صوب مخيمات البريج والنصيرات والمغازي وسط قطاع غزة. وكان قد استشهد أكثر من 25 مواطنا وأصيب العشرات، الليلة الماضية ، إثر قصف طائرات ومدفعية الاحتلال لمنازل المواطنين في مخيمي النصيرات والمغازي ومنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ورفح جنوبا. وفي حصيلة غير نهائية، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة برا وبحرا وجوا منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى أكثر من 21650 شهيدا، ونحو 56 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين، 70 % منهم أطفال ونساء. الاحتلال يعتقل العشرات أصيب أربعة مواطنين بشظايا صواريخ أطلقتها طائرة مسيرة إسرائيلية على مخيمي طولكرم، ونور شمس، تزامنا مع اقتحام قوات الاحتلال بأعداد كبيرة للمخيمين منذ الساعات الأولى من الليلة الماضية، قبيل انسحابها صباح الأحد. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت، مدينة طولكرم ومخيم نور شمس من محور المدينة الغربي ترافقها جرافتان عسكريتان، مرورا بشارع دوار العليمي، وشارع جامعة القدس المفتوحة، وشارع السكة، وشارع نابلس، وصولا إلى مخيم نور شمس. في مخيم نور شمس، فرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على المخيم، ونشرت قناصتها فوق أسطح البنايات العالية ومنازل المواطنين في محيط المخيم وجبل النصر وجبل الصالحين، بعد اقتحامها وتكسير أبوابها وتخريب محتوياتها، واحتجاز أصحابها وإخضاعهم للاستجواب. كما تمركزت آليات الاحتلال في محيط مستشفيي الإسراء التخصصي في الحي الغربي للمدينة، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وميدان جمال عبد الناصر وسط طولكرم، وشارع خضوري غربها. وأطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية باتجاه المواطنين عند مرورها بدوار العليمي، في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات في مخيم نور شمس، وسمعت أصوات انفجارات في المنطقة. واستهدفت طائرات الاحتلال المسيرة موقعين في حارة الدمج وسط مخيم نور شمس، وقرب مدخل حارة المنشية، ما أدى لإصابة مواطنين بشظايا صاروخ. وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها لم تتمكن من نقل المصابين إلى المستشفيات وقت القصف بسبب محاصرة قوات الاحتلال للمخيم. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين بعد مداهمة منازلهم، طالت العشرات منهم، تركزت في حارة المحجر، واحتجزت المعتقلين في أحد المنازل وأجرت معهم تحقيقات ميدانية بعد تكبيل اياديهم. وفي وقت لاحق، هدمت جرافات الاحتلال جزءا من منزل في حارة الدمج في المخيم، في الوقت الذي واصلت فيه أعمال التجريف والتدمير لشوارع المخيم وبنيته التحتية، وممتلكات المواطنين والمنشآت العامة وسحق مركبات، وتحديدا في حارات المحجر والمنشية، ومحيط مقبرة المخيم. وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الضوئية في سماء جبل النصر، مع اطلاقها للأعيرة النارية بكثافة، ودفعها بتعزيزات عسكرية اضافية للمخيم الذي أطبقت الحصار عليه من خلال إغلاق كافة مداخله الغربية والشرقيةوالجنوبيةالشرقية، قبل انسحابها. وفي الوقت ذاته، أعاقت قوات الاحتلال حركة تنقل مركبات الإسعاف على مدخل مستشفى الشهيد ثابت الحكومي، ومنعتها من التحرك تزمنا مع حصارها للمستشفى ومستشفى الإسراء التخصصي، ونشرت قناصتها في محيطهما. وفي مخيم طولكرم، تمركزت آليات الاحتلال على مدخل المخيم الرئيس، وسط إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الضوئية في سماء المنطقة، في الوقت الذي اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية شويكة شمال طولكرم وداهمت منازل المواطنين. وأصيب مواطنان بشظايا صاروخ أطلقته طائرة مسيرة إسرائيلية على مخيم طولكرم. وأفادت مصادر طبية في مستشفى الشهيد ثابت الحكومي، بوصول إصابتين بشظايا صاروخ، أحدهما بالحوض ووصفت بالخطيرة، والأخرى طفيفة بالقدم. وكانت قوات الاحتلال استهدفت المخيم مرتين بقصف صاروخي من طائرة مسيرة، الأولى في حارة المدارس ولم تسفر عن إصابات، تبعها قصف آخر بعد دقائق لحارة الغانم الذي أدى لوقوع إصابتين. يشار إلى أن هذا الاقتحام هو الثالث لمخيم نور شمس خلال خمسة أيام متتالية، أدى إلى تدمير وتخريب ممتلكات المواطنين وقصف منازلهم. الاحتلال يداهم بلدات الخليل أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء منزل في مخيم الفوار، كما داهمت مدينة الخليل، وبلدة الشيوخ شمال شرق الخليل جنوبالضفة الغربية. وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال داهمت عدة أحياء من مدينة الخليل، وفتشت عدة منازل عرف من بينها منزل المواطن رامي خالد العويوي. كما داهمت قوات الاحتلال بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل، وفتشت منازل المواطنين وعبثت بمحتوياتها. كما داهمت عدة منازل في مخيم الفوار جنوب الخليل، وأخطرت بإخلاء منزل الشهيد عمار أبو حسين تمهيدا لهدمه. في السياق ذاته، شددت قوات الاحتلال من اجراءاتها العسكرية، وأغلقت كل الطرق المؤدية إلى الشوارع الالتفافية، والطرق القريبة من المستعمرات، ما اضطر المواطنين إلى سلوك طرق بديلة طويلة ووعرة للوصول إلى أعمالهم. . شهداء مجزرة مخيم المغازي (أ ف ب) أطفال مع أمهم عقب هطول الأمطار (رويترز) أحد المنازل التي استهدفها الاحتلال (رويترز)