إرهاب سياسي.. تحريض إسرائيلي على المادة (99) الأممية انهيار كامل وشيك للنظام العام في القطاع واصلت مدفعية وطائرات الاحتلال الحربية، قصفها وغاراتها، على منازل وشقق المواطنين في مختلف أنحاء قطاع غزة لليوم ال62 على التوالي من الحرب التدميرية على القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا. وكانت الجهات الرسمية في غزة، قد أفادت بأن أكثر من 16 ألفًا و200 مواطن مدني؛ غالبيتهم أطفال ونساء، قد استشهدوا وأصيب قرابة ال42 ألف مواطن بجروح متفاوتة، إلى جانب آلاف المفقودين، مع استمرار العدوان العسكري «الإسرائيلي» على قطاع غزة. وشهد صباح الخميس، قصفاً مدفعياً إسرائيلياً كثيفاً ومتواصلاً على وسط مخيم جباليا، واستهدفت غارات إسرائيلية حيي اليرموك والدرج في مدينة غزة، فيما تواصل القصف المدفعي والجوي على محافظتي خانيونس ورفح جنوب القطاع غزة. وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً يعود لعائلة علوان في جباليا، وأبلغ عن وجود عشرات الشهداء والجرحى في قصف استهدف منزلي عائلتي هنا والترك قرب مسجد النور في حي الزيتون بمدينة غزة. وقد استشهد 23 فلسطينيا على الأقل وأصيب عشرات آخرون، فجر الخميس، في غارات إسرائيلية على قطاع غزة.وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 17 فلسطينيا على الأقل وإصابة عشرات آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة «الماشي» في مخيم المغازي، مشيرةً إلى أن المنزل كان يؤوي عائلات نازحة، وأن القصف ألحق أضرارا أيضا بمنزل مجاور. كما استشهد 6 فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون في قصف طيران الاحتلال لمنزل في مخيم الشابورة في رفح جنوب القطاع. وشن طيران الاحتلال غارات على منازل لعائلات «عصفورة» و»النجار» و»أبو العسل» و»عويضة» في شارع النزهة، ومحيط مسجد الخلفاء.كما قصفت مدفعية الاحتلال مدرسة أبو حسين، في جباليا شمال قطاع غزة، ما أوقع عدد من الشهداء والجرحى. وأضطر المواطنون في «جباليا»، إلى دفن عشرات الشهداء في مقبرة جماعية داخل المخيم، مع استمرار القصف الإسرائيلي وحصار المخيم من دبابات الاحتلال وقناصته. زوارق الاحتلال تقصف ساحل خان يونس وفي جنوب قطاع غزة، واصل طيران الاحتلال غاراته على منازل المواطنين وأنحاء متفرقة في مدينة خان يونس، بالتزامن مع قصف زوارق الاحتلال الحربية لساحل خان يونس ورفح بشكل مكثف. وقصف طيران الاحتلال أرضًا زراعية في خربة العدس، ومنزلا لعائلة صادق في شارع جلال، وشن غارات في محيط شارع 5 والمناطق الشرقية من خان يونس. ووصل مستشفى ناصر في خان يونس، شهداء وجرحى من قصف طيران الاحتلال لمنازل المواطنين شرق مسجد صلاح الدين وحارة المجايدة وسط خان يونس. وفي دير البلح وسط القطاع، قصف طيران الاحتلال منزلا بشارع البركة، كما شن سلسلة غارات على النصيرات، وقصف منزل لعائلة الشريف في شارع يافا بمدينة غزة، وأطلق وابلا من قنابل الغاز السام شرق حي الشيخ رضوان في غزة، ما تسبب بإصابات بالاختناق بين المواطنين. ووصل عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. إرهاب سياسي رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في دعوته لعقد جلسة لمجلس الأمن، لكي يتحمل مسؤولياته في وقف فوري لإطلاق النار، على خلفية الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، اعتمادا على المادة (99) من ميثاق الأممالمتحدة. واعتبرت الخارجية، في بيان وصل «الرياض» نسخة منه، الخميس، هذه المبادرة «خطوة ضرورية جدا»، تتسق مع المهام المنوطة بالمجلس، ومؤسسات الشرعية الدولية، وتنسجم مع التحذيرات الدولية واسعة النطاق من تداعيات الكارثة الإنسانية التي حلت بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل. كما أدانت بشدة الهجوم والتحريض اللذين تمارسهما دولة الاحتلال ومسؤولوها على الأمين العام للأمم المتحدة، واعتبرتهما إرهابا سياسيا، لثني الأمين العام للأمم المتحدة عن أداء دوره، وقيامه بمهامه، وفقا لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان. وطالبت الوزارة قادة العالم والدول بدعم مبادرة غوتيريش، والالتفاف حولها، لدفع مجلس الأمن إلى الوفاء بالتزاماته، واتخاذ قرار بوقف إطلاق النار. اقتحام مدينتي رام الله وطولكرم اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس مدينتي رام الله وطولكرم في الضفة الغربية وسط اشتباكات مع مقاومين، وذلك بعد انسحاب جنود الاحتلال من بلدة يعبد جنوب مدينة جنين إثر مواجهات أسفرت عن استشهاد فتى يبلغ من العمر 16 عاما وجرح آخرين. يأتي ذلك في خضم تصعيد واقتحامات الاحتلال لمدن وبلدات عدة في الضفة الغربية. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت في وقت سابق مدينة طولكرم بعدد كبير من الآليات والجرافات وانتشرت في محيط ومداخل مخيم نور شمس وسط اشتباكات مع مقاومين. كما نشرت منصات فلسطينية مشاهد قالت إنها لاستهداف آلية إسرائيلية بعبوة ناسفة في مدينة طولكرم. وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 5 فلسطينيين إثر مداهمات لعدد من المنازل في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم.وسمع دوي انفجارات في محيط المخيم الذي اقتحمته قوات الاحتلال بما لا يقل عن 30 آلية عسكرية وجرفت منشآت في مدخله، مشيرا إلى أن مقاومين استهدفوا آليات الاحتلال بعبوات ناسفة. وفي تطور متصل قال نقيب الأطباء بمحافظة طولكرم في الضفة الغربية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مستشفى "ثابت ثابت" في المدينة وتفتش سيارات الإسعاف. مستوطنون يطلقون النار على مركبات الفلسطينيين في غضون ذلك قالت مصادر محلية فلسطينية إن مستوطنين أطلقوا الرصاص الحي صوب مركبات الفلسطينيين جنوبي بيت لحم بالضفة الغربية. يأتي ذلك في ظل اقتحامات تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة بيت لحم والخليل ومناطق أخرى بالضفة.في الإطار، قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة ترقوميا غرب الخليل جنوبيالضفة الغربية. وشهدت مدينة الخليل استنفارا من قوات الاحتلال بعد عمليتي إطلاق نار استهدفتا مستوطنة حجاي ومستوطنة أبراهام أفينو التابعة لمستوطنة كريات أربع. وخلال هذه الاقتحامات في الساعات الماضية، اعتقلت قوات الاحتلال 60 فلسطينيا بينهم سيدة وأسرى سابقون، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني. وقال نادي الأسير إن الاحتلال اعتقل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 3640 في الضفة الغربية بما فيها القدسالمحتلة. الكارثة الإنسانية تتفاقم وتحذر وكالات إغاثة من أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم كل ساعة مع تشرد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ومحاصرتهم في جيب ساحلي ضيق مع القليل من الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى الآمن. ويتزايد القلق من احتمال عجز السلطات الصحية في غزة عن مواصلة الإحصاء الدقيق للقتلى مع تدمير البنية التحتية الأساسية وتكرار تعطل خدمات الهاتف والإنترنت ومقتل أو اختفاء عدد من القائمين على هذه العملية. كيف جُمعت الحصيلة حتى الآن؟ في الأسابيع الستة الأولى من الحرب، أرسلت مشارح المستشفيات في أنحاء غزة الأرقام إلى مركز الإحصاء الرئيس التابع لوزارة الصحة في مستشفى الشفاء. واستخدم المسؤولون برنامج إكسل في تسجيل أسماء القتلى وأعمارهم وأرقام بطاقات هوياتهم ونقلوا ذلك إلى وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله. لكن عمر حسين علي، مدير مركز عمليات الطوارئ التابع للوزارة في رام الله، قال إن من بين المسؤولين الأربعة الذين يديرون مركز بيانات الشفاء، توفي أحدهم في غارة جوية أصابت المستشفى بينما لا يُعرف مصير الثلاثة الآخرين حين استولت القوات الإسرائيلية على المبنى بحجة أنه مخبأ لحماس. وقال هاميت داردوغان، مؤسس ومدير مشروع ضحايا حرب العراق الذي أنشئ أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق «ذاك النوع من تسجيل الضحايا المطلوب لفهم ما يجري أصبح أكثر صعوبة. فالبنية التحتية للمعلومات والأنظمة الصحية تتعرض لتدمير ممنهج». ومع انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا واحدا في الأول من ديسمبر كانون الأول، أصبح تحديث الحصيلة الذي كان يصدر يوميا بشكل عام غير منتظم. وجاءت أحدث إضافة لبيانات وزارة الصحة في غزة يوم الاثنين عبر المتحدث باسمها أشرف القدرة ليرفع عدد القتلى إلى 15899. ولم يعقد القدرة مؤتمره الصحفي المعتاد يوم الثلاثاء. ولم يصدر أي بيان لنحو 48 ساعة حتى وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء عندما بعث برسالة عبر تطبيق واتساب للصحفيين لم تتضمن تقريرا يوميا عن الضحايا من القتلى والمصابين لكنه قال إن مستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة مكتظ بالمصابين والقتلى وإن المصابين ينزفون حتى الموت. ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من التقرير. ولم يصدر سوى تقريرين جزئيين من الوزارة حدثا عدد القتلى، بناء على عدد الجثث التي وصلت مستشفيين، بواقع 43 جثة يوم الثلاثاء، و73 جثة أمس الأربعاء. وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة يوم الثلاثاء إن الخدمات الصحية في غزة في حالة يرثى لها، بعد قتل القوات الإسرائيلية لأكثر من 250 موظفا واعتقالها 30 على الأقل. هل أرقام الضحايا المعلنة شاملة؟ جواب الخبراء لرويترز على هذا السؤال كان بالنفي. فقد قال متحدث باسم وكالة لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة «يشير رصدنا إلى أن الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة قد تكون أقل من الواقع لأنها لا تشمل القتلى الذين لم يصلوا إلى المستشفيات أو من يُحتمل وجودهم تحت الأنقاض». وقال ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي لمختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة في جامعة ييل الذي عمل في إحصاء قتلى الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية أكثر من 20 عاما «إنه افتراض منطقي أن الأعداد المسجلة أقل من الواقع، ومنخفضة». وجاء في تقرير للسلطة الفلسطينية صادر في 26 أكتوبر تشرين الأول أن ألف جثة على الأقل لا يمكن انتشالها أو نقلها إلى المشارح، نقلا عن عائلات أجرى موظفو السلطة الفلسطينية مقابلات معها وهو مثال واضح لتأثير الحرب «على جمع البيانات والإبلاغ عنها»، حسبما جاء في تقرير لمجلة لانسيت. وقالت الوزيرة مي الكيلة يوم الثلاثاء إن عدد الجثث التي يخشى أنها مطمورة تحت الأنقاض يصل الآن إلى الآلاف، وإن الدمار لحق بجزء كبير من معدات الحفر التابعة لقوات الدفاع المدني في غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية. ما مدى مصداقية أرقام الخسائر البشرية؟ قال خبراء في الصحة العامة لرويترز إن غزة قبل الحرب كانت تتمتع بإحصاءات سكانية جيدة، من إحصاء عام 2017 وعمليات مسح أحدث للأمم المتحدة وأنظمة معلومات صحية سلسة وأفضل من معظم دول الشرق الأوسط. وقالت أونا كامبل، الأستاذة في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، إن السلطات الصحية الفلسطينية تتمتع بمصداقية راسخة في أساليبها للحفاظ على الإحصاءات الأساسية وتتبع الوفيات بشكل عام، وليس فقط في أوقات الحرب. وتعتمد عليها وكالات الأممالمتحدة. وقال ريموند من جامعة ييل «قدرات جمع البيانات الفلسطينية احترافية وكثيرون من موظفي الوزارة تدربوا في الولاياتالمتحدة. وهم يعملون بجد لضمان الدقة الإحصائية». في 26 أكتوبر تشرين الأول، نشرت وزارة الصحة الفلسطينية تقريرا مؤلفا من 212 صفحة تضمن أسماء وأعمار وأرقام هويات 7028 فلسطينيا سجلتهم كقتلى جراء ضربات جوية إسرائيلية، بعد أن شكك الرئيس الأمريكي جو بايدن في أعداد القتلى. وحللت كامبل وأكاديميان آخران البيانات الواردة في تقرير مجلة لانسيت الطبية في 26 نوفمبر تشرين الثاني وخلصوا إلى أن ليس هناك سبب واضح للشك في صحتها. وكتب الباحثون «نرى أن من غير المعقول أن هذه الأنماط (لمعدلات الوفيات) مستقاة من بيانات ملفقة». ولم تصدر وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية تقريرا مفصلا مماثلا منذئذ في تجل لضعف الاتصالات مع غزة. ما نسبة الأطفال بين القتلى؟ تعرف الأممالمتحدة والقانون الإسرائيلي والفلسطيني، الطفل بأنه الشخص الذي يقل عمره عن 18 عاما، على الرغم من أن بعض مقاتلي حماس يُعتقد بأنهم في هذه الفئة العمرية. وقالت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء إن نحو 70 بالمئة من القتلى في غزة من النساء والأطفال دون 18 عاما، لكنها لم تنشر أي تقسيم للفئات العمرية منذ تقريرها الصادر في 26 أكتوبر تشرين الأول. وجاء في تقرير مجلة لانسيت الطبية أن بيانات تقرير الوزارة الفلسطينية أظهرت أن 11.5 بالمئة من الوفيات التي سجلتها في الفترة من السابع إلى 26 أكتوبر تشرين الأول كانت لأطفال لا تزيد أعمارهم على أربع سنوات، وأن 11.5 بالمئة تراوحت أعمارهم بين خمس وتسع سنوات، و10.7 بالمئة أعمارهم بين عشرة و14 عاما و9.1 بالمئة بين 15 و19 عاما. وجاء في التقرير «هناك ارتفاع واضح بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و34 عاما، فيما قد يمثل مقاتلين أو تعرض المدنيين» مثل المسعفين في مواقع القصف والصحفيين والأشخاص الذين يخرجون لجلب الماء والغذاء لعائلاتهم.